أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: ننتظر ردّاً مكتوباً من الولايات المتحدة “خلال الأسبوع المقبل” حول الضمانات الأمنية

أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بلاده تنتظر ردّاً مكتوباً من الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية في الأيام القادمة.

وردّاً على سؤال حول وقت تلقي الجواب الأمريكي على المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية قال بيسكوف في تصريح صحفي اليوم نقلته وكالة نوفوستي: “الوقت مهم ونحن نقول: إننا ننتظر ردّاً خلال الأيام القليلة المقبلة.. ليس بالضرورة غداً ويمكن أن يكون الأسبوع المقبل”.

وأشار إلى أن عدم قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي “ناتو” على المدى القصير لا يعني رفض قبولها على المدى المتوسط، الأمر الذي يحتاج إلى توضيح، مضيفاً: “والأهم من ذلك هو أن نعرف الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال الوثائق المكتوبة التي ننتظرها في الأيام القليلة القادمة”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية وزّعت في السابع عشر من الشهر الماضي مسوّدتي وثيقتين روسيتين بشأن ضمانات أمنية قانونية طلبتها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حول دورهما في أوروبا.

في سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن التصريحات الغربية حول تحضيرات روسيا لهجوم مزعوم على أوكرانيا غطاء إعلامي لاستفزاز موسكو.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية اليوم وفقاً لموقع روسيا اليوم: “في الوقت الحاضر أصبحت وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية وكذلك المسؤولون أكثر نشاطاً في تكرار وإطلاق التكهنات حول الغزو الروسي المزعوم الوشيك لأوكرانيا”.

وأضافت: “نحن مقتنعون بأن الغرض من هذه الحملة هو إنشاء غطاء لإطلاق الاستفزازات على نطاق واسع ضدّ روسيا بما في ذلك الاستفزازات ذات الطبيعة العسكرية التي يمكن أن يكون لها عواقب مأساوية على الأمن الإقليمي والعالمي”، داعية الدول الغربية إلى وقف الحملة المعادية لروسيا حول الوضع في أوكرانيا.

إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جباروف أن أوكرانيا بحاجة إلى أن تكون دولة محايدة.

وقال جباروف لوكالة سبوتنيك: “أتفق مع علماء السياسة الذين يقولون إن أفضل حل سيكون وضع أوكرانيا المحايد، حيث لن تكون عضواً في حلف شمال الأطلسي “ناتو” ولا عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي”.

وأضاف جباروف: من الواضح أن الأمريكيين لن يجازفوا بنشر أسلحة استراتيجية في أوكرانيا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في وقت سابق أن انضمام أوكرانيا إلى “ناتو” غير مرجّح في المستقبل القريب وأن بلاده ستدرس مطلب عدم نشر أسلحة استراتيجية فيها.

وفي السياق، قالت وكالة “فرانس برس” اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولين: إن واشنطن وافقت على طلب دول البلطيق وسمحت لها بتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة أمريكية الصنع.

كذلك ذكرت صحيفة “بوليتيكو” في وقت سابق اليوم، أن وزارة الخارجية الأمريكية سمحت  لثلاث دول من الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتزويد أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات وأسلحة أمريكية أخرى.

وتنصّ اتفاقات ولوائح الرقابة على الصادرات الأمريكية من الأسلحة، على أنه يتعيّن على ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا الحصول على تصريح من وزارة الخارجية قبل تزويد أوكرانيا بالأسلحة.

وقالت تقارير صحفية: إن إدارة الرئيس الأمريكي ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة أيضاً عملية تسليم ما قيمته 200 مليون دولار من الصواريخ المضادة للدبابات والذخيرة وغيرها من المعدات إلى أوكرانيا.

وفي وقت سابق توجّهت أستونيا وليتوانيا ولاتفيا بطلب إلى وزارة الخارجية الأمريكية للحصول على الموافقة لنقل أسلحة إلى أوكرانيا.

وكان نائب وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، أعلن أمس الأربعاء، أن بلاده سلّمت أوكرانيا عدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات.

أوروبياً أيضاً، وعلى خلفية تزايد التصريحات الأمريكية والغربية حول عقوبات اقتصادية مشدّدة على موسكو، اعتبر وزير الاقتصاد السلوفاكي ريخارد سوليك أن العقوبات الغربية على روسيا ستضرّ بشكل أكثر بالتجارة الأوروبية.

وقال سوليك في تصريح اليوم لوسائل الإعلام السلوفاكية: إن العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا الاتحادية ليس لها أي تأثير سياسي في روسيا، بل على العكس لها تداعيات سلبية على الشركات الأوروبية ومن بينها السلوفاكية.

وأكد أن روسيا لن تتخلى عن شبه جزيرة القرم وأنه من الضروري التطلع إلى الأمام وبناء علاقات جيدة معها.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن البحرية الروسية ستجري سلسلة من التدريبات الضخمة خلال شهري كانون الثاني الجاري وشباط القادم في جميع المناطق الخاضعة لمسؤولية الأساطيل الروسية.

وجاء في موقع الوزارة أن مجموعة من أسطولي بحر البلطيق والشمال مؤلفة من ست سفن إنزال كبيرة غادرت في الـ15 من كانون الثاني الجاري ميناء بالتييسك وشرعت في التحرّك نحو منطقة التمرينات في البحر الأبيض المتوسط.

ووفق الوزارة فإن مجموعة السفن هذه موجودة حالياً في معبر بحر الشمال وستجري سلسلة من التدريبات في جميع مجالات مسؤولية الأساطيل وفقاً لخطة تدريب القوات المسلحة لعام 2022 خلال شهري كانون الثاني وشباط وتحت الإشراف العام للقائد العام للقوات البحرية الأميرال نيكولاي إيفمينوف.

ويشارك في التدريبات نحو 10 آلاف جندي و140 سفينة حربية وسفن دعم وأكثر من 60 طائرة و1000 وحدة من المعدات العسكرية.

وأوضحت الوزارة أن التدريبات ستركز بالأساس على عمل القوات البحرية والقوات الفضائية لحماية المصالح الروسية في المحيطات، وكذلك لمواجهة التهديدات العسكرية التي تتعرّض لها روسيا الاتحادية في البحر والمحيطات.

كذلك بيّنت الوزارة أن التدريبات تشمل مناطق مياه البحار المتاخمة للأراضي الروسية والمناطق ذات الأهمية في المحيط العالمي، وستجري تدريبات منفصلة في مياه البحر الأبيض المتوسط والشمال وبحر أوخوتسك والجزء الشمالي الشرقي من المحيط الأطلسي وفي المحيط الهادئ.

بالمقابل، وعلى خلفية التوترات المتصاعدة مع روسيا، أعلنت الولايات المتحدة أن حلف ناتو يعتزم إجراء مناورات غير مسبوقة بمشاركة آلاف العسكريين في منطقة القطب الشمالي.

وأكدت البعثة الأمريكية لدى ناتو على حسابها في “تويتر” أمس الأربعاء، أن أكبر مناورات للحلف في منطقة القطب الشمالي ستحمل اسم “الردّ البارد” ومن المقرر أن تجري في أوائل آذار القادم.

وأشارت البعثة إلى أن 35 ألف عسكري من 28 دولة سيشاركون في المناورات، بالإضافة إلى حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”.