مجلة البعث الأسبوعية

المرأة الجولانية… لباسها وحليها وزينتها

البعث الأسبوعية- محمد غالب حسين

المرأة الجولانية ابنة الأرض والحقل والينابيع والزراعة والحصاد والجمال والفرح والخير والينابيع والسواقي، ولباس المرأة الجولانية بسيط مريح محتشم بعيد عن التباهي بالتطريز والحواشي والألوان الزاهية ويعتمد لباسها اللون الأسود.

مكونات لباس الجولانية

يضمّ لباس المرأة الجولانية ما يلي:

–الشُّرش: قطعة من القماش الأسود السميك الفضفاض بأكمام طويلة، يُلبَس من فتحة العنق ويكون شرش الفتاة العازبة بألوان براقة زاهية، تزينه جمالية التطريزات الموشاة عند الصدر والأردان بينما يخلو شرش المرأة المتقدمة بالسن من ذلك.

–المِلفَع أو الشمبر: منديل حريري أسود عاتم لا يشفّ عما تحته، مستطيل الشكل طوله يفوق عرضه بعدة مرات، تلفُّه المرأة بطريقة فنية، ليغطي الرأس والعنق والصدر، وذكر أبناء الجولان الشمبر بتراثهم منشدين:

يا أم الشمبر يا أم الشمبر

يا طولك نخل والعطر زهر

خدك يا بنية قطعة من عنبر

يا أنت قمر والناس نجوما

العُصْبة: لباس الرأس من قماش حريري زاه، وهي مطرزة على الأغلب، ولها شراشيب قد تحوي بعض الحلي الذهبية من الخلف.

– الدَّامر: لباس خفيف من الجوخ المزركش بخيوط حريرية غالية الثمن، ترتديه النساء الموسرات في الأفراح والمناسبات فوق الشرش، ويفتخر الغناء الشعبي الجولاني بالدامر:

غربنا مغرب على السنابر

أصبِّر القلب ولاهو صابر

عيني يا عالم ع أم الدامر

يا مثل القمر بين النجوما

–الفُرمَلِيَّة: ثوب حريري فاخر تلبسه المرأة تحت الدامر، والفرملية لوحة فنية مدهشة من الألوان والنمنمات والحواشي والتطريزات.

–الشويحية: حزام مخملي سميك أحمر اللون، يزيّن خصر المرأة ويمنحه ضموراً ودقة وجمالاً، وقد تغنى أبناء الجولان بالشويحية قائلين:

يا أم شويحية والبطن ضامر

تسوين لبنان ومرج ابن عامر

ياما قيلنا تحت الشنابر

وعيون حبيبي تساوي الكونا

زينة المرأة الجولانية 

وتتزيّن المرأة الجولانية بالحلي التي تحاول اقتناء ما استطاعت منها، متباهية بها في الأفراح والمناسبات وهي:

–العِرجَة: طاقية فضية ذات سلسلتين عريضتين متصالبتين بعرض يتراوح بين خمسة وسبعة سنتيمترات، وتتدلى من هذه الطاقية ذؤابات من الفضة تتأرجح على جبين من تلبسها وفي مؤخرة الطاقية شريط من القماش المزركش المطرز بالألوان المختلفة، تُعلق فيه بعض النقود الذهبية والفضية.

–القلادة: وتسمى الكُردان أيضاً طوق تضعه المرأة في عنقها، يضم مجموعة من الليرات الذهبية، يكون عددها فردياً على الأغلب.

الغوازي: مجموعة من الليرات الذهبية تزيّن جبين المرأة.

–الحلَق: أسلاك دائرية ذهبية أو فضية مزينة بزخارف ونقوش مختلفة تتدلى من أذني المرأة.

–الخُزام: يسمّى أيضاً الشناف وهو دائرة مخروطيّة أو بشكل نجمة لا يتعدى قطرها سنتيمتر، ويكون من الذهب أو الفضة مزيناً بالزخارف من جوانبه، وقد يكون في طرفه حجر فيروز أو ياقوت. ويتم تثبيته في الطرف الأيمن من الأنف المثقوب بدبوس ومحبس. وعندما يكون الخزام صغيراً جداً، يُدعى زُمَيمَة، كما تتزين المرأة الجولانية بالأساور والخواتم والخلاخيل الذهبية والفضية والنحاسية أحياناً، كما كانت المرأة أيضاً وبعض الرجال يلبِّسون بعض أسنانهم بالذهب والفضة.

-الخلخال: يكون في العادة من الفضة أو الذهب أو النحاس المطلي بماء الذهب، وتلبسه الصبايا في الأعراس زينة وتباهياً، وتحاول بحركات متقنة خاطفة أن يسمع القوم رنين خلخالها.

-الأساور: تلبس الأساور في اليدين وتكون في الأغلب مصنوعة من الذهب أو الفضة.

وقد تغنّى أبناء الجولان بحلي السيدة الجولانيّة، ووثقوها بأغانيهم:

يا أم العرجة مزينة ذهوبا

كنتي لنفسي اليوم مطلوبا

لحط مضاي براس المكتوبا

والبعد جفا يا بعد عيوني

مرّت من جنبي وقالت مرحبا

ضحكت وبَيَّن سن الذهبا

يا أم الأساور والخلاخيلي

ذبحني العطش يا بنية اسقيني

الوشم

أغلب نساء الجولان كُنّ يعتمدن الوشم لوناً من الزينة والجمال، وكانت نساء الغجر بارعات في وشم الفتيات غير عابئات بمخاطره الصحية، لأن عملهن يفتقر للتعقيم والنظافة، حيث كانت الغجرية الواشمة تقوم برسم الوشم المرغوب من الفتاة على وجهها بلون أزرق مظهرة براعة مدهشة، وتبدأ بحفر الوشم بسبع أبر خياطة صغيرة حتى تسيل الدماء، ليبقى الوشم ظاهراً بلون أزرق جميل لا يزول أبداً، ويستخدم في الوشم الحبر الصيني والفحم المذاب بالماء والنيل الأزرق الذي يخلط مع قماش محروق وحليب وماء، ولا بد من الاعتراف بخبرة الواشمات اللواتي يمتلكن خبرة طبية وفنية فضلاً عن الدُّربة والجرأة التي تمكنهن من القيام بهذا العمل الذي يبدو بعد أن تلتئم الجراح لوحة فنية خلابة ساحرة، ولا يقتصر الوشم على المرأة، فثمة رجال موشومون لكن بشكل أقل وضوحاً وانتشاراً مقارنة مع المرأة، كما يتجاوز الوشم الوجه لليدين والرجلين حيث يمكن الحديث عن أشكال الوشم التالية:

–النقطة الزرقاء: وتُسمّى الدّق للمرأة، وهي نقطة زرقاء فوق أنفها وفي منتصف الجبين وعلى الخدين وأسفل، ويكتفي الرجل بنقطة زرقاء على الأنف ويزيد بعضهم على الخدين، ويوصف الرجل الموشوم بأنه (مردوع مُردّع).

–الحجاب: مثلث متساوي الساقين مسنن الأضلاع بين حاجبي المرأة.

–الدّقة: دائرة صغيرة في وسطها نقطة على الوجنتين.

–السيِّالة: خط يمتد من منتصف الشفة السفلى إلى الذقن.

–الأساور: دق حول رسغي المرأة، كأساور الذهب.

–الحُجول: دقٌ حول كعبي المرأة تقليداً للخلخال.

الهدف الرئيس من الوشم هو الزينة والجمال إضافة لتقليد البنات للفتيات الأكبر سناً، وهناك من يشير للون الأزرق الذي يعني في المخزون المعرفي والذاكرة الشعبية الجولانية الوقاية من الحسد وإبطال ضرر العين الحاسدة، والوقاية من الأمراض الجلدية.