زيلنسكي المهرّج.. بين تبريد الجبهات وإشعالها
تقرير إخباري
في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا في العلن عبر رئيسها فولوديمير زيلنسكي الممثل الكوميدي السابق إلى تبريد الجبهات مع موسكو بكل الوسائل المتاحة كما تدّعي، وتعلن صراحة عن عدم وجود نيّة روسية حقيقية لاجتياح أراضيها، يخضع هذا الرئيس باستمرار للمشرفين الأمريكيين الذين لا يستطيع تجاوز إملاءاتهم، فهو عندما يقرأ الواقع على الأرض يصرّح بضرورة الحوار مع موسكو وأنه غير مقتنع بفرضية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، ولكنّه عندما يتلقى التعليمات من واشنطن يعود تارة أخرى إلى تسخين المشهد مع روسيا ناسياً ما صرّح به من قبل حول قناعته بأن روسيا لن تقدم على اجتياح أوكرانيا.
فقد أكد رئيس أوكرانيا استعداد بلاده للحوار مع روسيا بأي صيغة كانت لحل الأزمة والتوتر شرق أوكرانيا. ونقل موقع روسيا اليوم عن زيلينكسي قوله اليوم: “نحن نتفهم جميع المخاطر ونحث روسيا على حل هذه المسألة من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ونحن مستعدون للجلوس في جميع الأماكن بأي شكل من أجل الحوار”. وأعرب زيلينسكي عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك حرب من جانب روسيا ضد أوكرانيا”
ولكن ممارسة الرئيس الأوكراني على الأرض تشي بأنه خاضع تماماً للإرادة الأمريكية في هذا السياق، فواشنطن مصرّة على تمرير أجندتها الأطلسية بالاعتماد على شخصية زيلنسكي المتقلبة، التي تدعو من جهة إلى الحوار مع موسكو، ومن جهة ثانية تفتح المجال واسعاً لواشنطن للتدخل عسكرياً بالأزمة من خلال إتاحة المجال لاستقدام مزيد من القوات والبنية التحتية العسكرية الأطلسية إليها وإلى دول الجوار بزعم حمايتها، وذلك في الوقت الذي تشير فيه جميع التقارير وحتى تصريحات المسؤولين الأمريكيين أنفسهم إلى استحالة التصادم المباشر مع موسكو في هذا المكان، وأن غاية ما يمكن تقديمه هو تصعيد العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا وهو هدف أطلسي غربي بامتياز ولا علاقة له مطلقاً بتقديم الحماية لأوكرانيا من غزو عسكري محتمل لأراضيها.
فالإدارة الأمريكية عملياً تستغل التصعيد في نشر مزيد من قواتها في شرق أوروبا، ما يعني زيادة البنية العسكرية الأطلسية على حدود روسيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع البلغارية أن ما يصل إلى 150 جندياً أمريكياً سيصلون إلى بلغاريا مع معدات عسكرية هذا الأسبوع لإجراء مناورات مشتركة.
هذه التصرّفات المتناقضة التي تصدر عن زيلنسكي دفعت رئيس الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، إلى وصفه بـ”الشخص غير المتوازن وغير المستقل” وبأنه “يمكنه الإقدام على أي شيء”.
وأوضح لافروف، في حديث لقناة “روسيا-1″، تعليقاً على إمكانية اتخاذ زيلينسكي خطوات لتصعيد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، أنه قرأ ما قاله الأخير في الخطاب الذي ألقاه فجر الثلاثاء للشعب الأوكراني، مصرّحاً: “يمكن توقّع كل شيء منه. إنه شخص غير متوازن وغير مستقل يعتمد على إملاءات المشرفين الأمريكيين عليه”.
لذلك لا يمكن مطلقاً الركون إلى تصريحات زيلنسكي المتناقضة والبناء عليها في إمكانية حل الأزمة الأوكرانية الروسية إن صحّ التعبير، لأن الرجل لا يملك إرادة مستقلة للحوار مع موسكو، بل يبدو أنه بالفعل تتم إدارته من واشنطن لتحقيق هدف أمريكي بامتياز لا علاقة له حقيقة بمصلحة أوكرانيا ولا حتى بمصالح أوروبا ذاتها.
طلال ياسر الزعبي