رياضةصحيفة البعث

الشغب يضرب من جديد في ملاعبنا والعقوبات غير مجدية

ناصر النجار

أصدرت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم مجموعة من العقوبات الجماعية والفردية بحق فريقي رجال تشرين والفتوة، كما طالت فريق شباب النواعير في الدوري الممتاز أيضاً. وعلى ما يبدو، فإن العقوبات إما انتقائية أو أن المراقبين غافلون عن أداء مهامهم، لأننا كنا نتوقع عقوبات أكثر، فالشغب تمدد في أكثر من مباراة.
العقوبة الأولى كانت بالتساوي بين فريقي الفتوة وتشرين، فعوقب كل منهما بغرامة مالية قدرها خمسمئة ألف ليرة سورية، مع إقامة أول مباراة للفريقين بإياب الدوري بلا جمهور، وعلى هذا الأساس سيلعب الفتوة مع الجيش بلا جمهور يوم الجمعة القادم، وسيلعب تشرين يوم الثلاثاء بعد القادم مع النواعير بلا جمهور، والسبب في هذه العقوبة أن الفريقين شتما بعضهما البعض خلال لقاء كأس الجمهورية، وألقيا ما تيسر من الحجارة والزجاجات الفارغة على أرض الملعب، وهذا الفعل اعتادت عليه أنديتنا وجماهيرها وتكررت، ما يعني أن العقوبة غير مجدية وغير رادعة، خاصة إذا علمنا أن عقوبة اللعب بلا جمهور يمكن تغطيتها بغرامة مالية مقدارها مليون ليرة، ما يؤكد أن هم اللجنة المؤقتة جمع المال أكثر ما يكون همها ردع الشغب.

الحكم كان المتهم في لقاء شباب النواعير والكرامة، فأساء كادر النواعير وحارسهم للحكم بمحاولات الاعتداء مع الشتم، ليتعرّض أربعة من كادر الفريق وحارس المرمى للإيقاف لأربع مباريات، وإقامة مباراة للفريق بلا جمهور، وبغض النظر هنا عن قرارات الحكم فإن الاعتداء حصل من القائمين على الفريق المفترض أن يكونوا قدوة للشباب، لكن العكس حدث، فقام الإداريون والمدرب بالفعل المشين، ولا عتب بعدها على اللاعبين إن قاموا بالاعتداء أو الشتم أو الاعتراض.
وأمس، قام مدير فريق العربي بالاعتداء بالضرب على حكم لقاء فريقه مع المجد بالدور النهائي من دوري الدرجة الأولى، ورغم أن المعنيين بالأمر لم يشيروا إلى حدوث أخطاء من الحكم تستوجب هذا الاعتداء، إلا أن هذا التصرف من مدير الفريق يضع إشارات استفهام عريضة حول الأسباب والعلاج؟!
بكل الأحوال، فإن هذه الحالات التي جرت مؤخراً تشير إلى أن بعض المفاصل الرياضية تعاني غياب الروح والأخلاق الرياضية تماماً، وهذه هي الخسارة الكبرى، وهي أسوأ من الخسارة على أرض الملعب، والكرة بملعب الأندية لتعيد بناء الرياضي بين أسوارها وفق القيم التربوية والأخلاق  الفاضلة، فالخسارة وجه من وجهي الرياضة، ومن الممكن أن تعوض الخسارة على أرض الملعب، لكننا من الصعب تعويضها إن انتشرت بين صفوف لاعبينا، خاصة الشباب والناشئين.
من جهة أخرى، فإن اللوائح العقابية تبدو للعيان مقصرة بضبط شغب الملاعب، والشطط الذي يقوم به العابثون بها.