الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

العكوب

القنيطرة – محمد غالب حسين 

ما إن يلملم الشتاء أجواءه الباردة، برياحه الهوجاء العاصفة، وغيومه السوداء الداكنة، وأمطاره الغزيرة، ومع نهاية شهر شباط الذي يمتاز بتقلب الطقس بين الفينة والأخرى، والترحاب بشهر آذار بشمسه الدافئة، ونسماته اللطيفة، وسجادته الخضراء بنباتاتها الغذائية والزهرية والعطرية والطبّية المفترشة والمتطاولة من كل صنف ونوع، حتى تبدأ نسوة الجولان بنزهة برية في السهول والأودية المحيطة بالقرى، وقد جهزت كلّ منهن الصك أو كيس القماش أو الخيش أو سلة القصب مع “الخوصة” المعدنية، تلك السكين القوية المعدّة لجني نبات العكوب “الكعوب” بأشواكه التي لا زالت غضّة طرية.

ينطلقن والسعادة تملأ قلوبهنَّ، يتناشدن الفرح أغنيات وزغاريد وضحكات إلى السهول المحيطة بقراهن، وتلك المنحدرات على حافة أوديتها، يبحثن عن تلك النبتة التي انتشرت هنا وهناك، عن نبتة العكوب الذي يصنع مطبوخاً باللبن كالشاكرية، أو بالزيت والبصل، أو تصنع منها فطائر لذيذة.

تعرف نساء الجولان قيمة هذه النبتة وأهميتها في تأمين وجبة لذيذة للأسرة، فيعملن للمحافظة على استمرار إنباتها وحمايتها من الانقراض، لذلك يعملن على قصّ ساق نبتة العكوب على مستوى سطح التربة أو تحتها بقليل مع المحافظة على جذرها سليماً بحيث يعاود الإنبات والنمو في السنة التالية.

يؤكّد الأطباء أن العكوب مفيد للمصابين بمرض القولون العصبي، وهو مذيب للشحوم، وخافض للكولسترول، ومقوٍ لعضلة القلب، ويفيد أيضاً أولئك الذين يعانون من عسر الهضم.