تحديات الإعلام الرياضي !
البعث الأسبوعية-محمود جنيد
يشهد الإعلام الرياضي مرحلة جديدة فرضتها متغيرات العصر السوشال ميديا الذي قلب الموازين وأدخله عنوة في عالمه الافتراضي الجامح الذي تقوده سياسة “التريندات” والإثارة والتأثير الموجه والمستهدف لاستقطاب أكبر عدد من المتابعين، واستثمار التفاعل بمختلف أنماطه السائدة من الإعجابات والمشاركات والتعليقات لتكوين وصياغة حالة رأي عام تدعم توجهات ومصالح وأهداف كل منصة.
وبالتالي فقد أصبحت موازين القوى على الساحة الرياضية تميل لمن يمتلك أدوات التحكم بالفضاء الالكتروني فيكون قادراً مع روافد النفوذ والكفاءة المادية ، على صناعة القرارات المؤيدة لمواقفه من المؤثرات الوهمية لتزهر المروج في الشتاء وتتساقط أوراق الشجر في الربيع، وتتجمع الغيوم الداكنة في الصيف.
وإزاء ما سبق ينزوي الإعلام التقليدي بعيداً عن أولويات محركات بحث الرواد، خلف أكمة الواقع، متراجع التأثير وغير قادر على مجابهة تلك الامواج الهائجة والرياح المحمّلة بأسراب من إعلاميي المنصات الزرقاء والحمراء وغيرها، لأن الحضور هنا للأسرع ولمن يمتلك مصادر التمويل من المعلومات ذات الطابع الاستثماري المغذي للمصالح بصرف النظر عن صحتها و دقتها، بينما لم يعد هناك على الأغلب من يكترث وينتظر المعلومة الموثقة والرأي الذي يقابله الرأي الآخر، وهذا ما سيقودنا لنتيجة مفادها بأن البقاء لن يكون للأصلح والأكفأ في رياضتنا بل لمن يمتلك أدوات العصر التي تحدثنا عنها، وانتخابات اتحاد الكرة المقبلة ستكون التحدي الأكبر الذي سيؤكد أو ينفي ذلك.
ولاندري ما يمكن أن تقوم به لجنة الصحفيين الرياضيين ونحن نتحدث هنا عن دور واضح فاعل في هذا المجال وما يوازيه، لوضع الامور بنصابها، وبعيداً عن النشاطات النمطية التقليدية، مع ضرورة تكثيف الجهود فيما يخص استثمار الطاقات الشابة الناشطة وتأهليها بدورات تخصصية تحت مظلة الاتحاد الأم، ودعم و تفعيل تواجد الإعلاميين الرياضيين ضمن الاتحادات العربية والقارية والدولية، وقبل ذلك وهو التحدي الأهم والأكبر هو السعي للانتقال والتحول من دور ومسمى لجنة إلى اتحاد خاص للصحفيين الرياضيين له كيانه المستقل و حضوره وتأثيره و نظامه الإداري والمالي وإلى ما ذلك .