اقتصادصحيفة البعث

خبرات في مجالس متكلسة..! 

علي بلال قاسم

رغم خبو دورها مؤخراً وتراجع حضورها على ساحة تفعيل الأداء، ما زال التعويل قائماً على أهمية وجود مجالس إدارات المؤسسات والشركات في تقديم الرؤى والمقترحات والأفكار التي تسهم في تطوير العمل وتحسين مناخات الإنجاز، لاسيما أن تشكيلة المجالس تتمثل بكفاءات وخبرات ومختصين من خارج الملاك – كما أقر المرسوم التشريعي رقم 29  لعام 2011 المتعلق بقانون الشركات – وبالتالي ثمة ضرورة لانتقاء رئيس وأعضاء مجالس الإدارة بكل دراية للاستفادة من خبرته ومساهمته بتحقيق الأهداف المرسومة لكل شركة وفي أي قطاع.

حديث المجالس وفاعليتها كان واضحاً في سياق مساعي وزارة الأشغال العامة لفرد أوراق شركاتها ووضع النقاط على حروف المعيقات والمشاكل التي تعاني منها وعلى رأسها ترشيد النفقات وتحقيق الجدوى الاقتصادية للمشروعات.

ومع محاولات إخراج الشركات الإنشائية من عنق زجاجة المعاناة، ولاسيما في ظروف الحرب وجبهات العقوبات، ترتفع الآمال بضرورة الانتهاء من الميزانيات الختامية للشركات للسنوات المتراكمة، وهي مؤشرات لأدائها مالياً وتخطيطياً، وتبين فعالية مجالس الإدارة المسؤولة عن رسم السياسات والخطط والبرامج الزمنية لسير عملها.

لا يمكن أمام الوقائع إغفال عدم تفاعل بعض الشركات الإنشائية العامة مع المسؤولية والثقة الكبيرة التي وضعتها الحكومة بها، والتي تقول أن القطاع العام هو “الجيش العمراني” الذي سيقود معركة البناء وإعادة الإعمار المرتقبة مع توقف آخر رصاصة في الحرب، ومع ذلك ثمة من يرى في الشركات الإنشائية العامة قدرات كبيرة أهلتها لخوض غمار استحقاقات لم تكتف بمشاريع محلية، بل كان لها في ليبيا ولبنان والسودان والعراق واليمن تجارب ناجحة، وبالتالي لا يجب أن يسود الاعتقاد بأن المشاكل الفنية والتمويلية وخسائر الإرهاب، وأن هذا يقف بوجه الإرادة والإيمان الوطنيتان اللتان يعول عليهما الكثير..؟!

بكل الأحوال المرحلة لا تحتمل التردد والخوف ولا حتى المستحيل الذي يبديه البعض، فحرص مدراء الشركات على تسويق استعداداتهم على كافة الأصعدة مرده جرعات دعم مالية ولوجستية تحصل عليها شركات الإنشاء، ومع ذلك يأتي نقد البعض من بوابة الغيرية والحس الوطني، في وقت لم يتوانى آخرون عن اتهام كل من يتخلف عن ركب الإعمار الوطني بالخيانة لدماء الشهداء وتضحيات الجيش والمجتمع ؟!