دراساتصحيفة البعث

بنك “اتش اس بي سي” البريطاني يرفض سحب أعماله من روسيا

هيفاء علي 

في الوقت الذي تتخلّى فيه البنوك الغربية عن أعمالها في روسيا بشكل جماعي، يرفض بنك بريطاني ضخم أن يحذو حذوها، حيث ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن بنك “اتش اس بي سي” قد عدل الملاحظات البحثية التي قدمها محللو الصحيفة لإزالة الإشارات إلى “الحرب” في أوكرانيا، حيث يقاوم البنك البريطاني -المعروف بحضوره الهائل في آسيا- الضغوط الهائلة والمكثفة لإغلاق أنشطته في روسيا.

ووفقاً لمصادر “فاينانشيال تايمز”، فإن لجان البنك المكلفة بمراجعة المطبوعات الداخلية قد استبدلت كلمة “تعارض” بشكل متكرر على الرغم من أنها تركت كلمة “حرب” دون تغيير عند استخدامها للإشارة إلى التقارير الصحفية المالية. وبينما يقول المطلعون على هذا البنك إنه قادر على أن يكون أكثر صراحة بشأن الوضع داخلياً، فإنه يخشى إثارة غضب الحكومة الروسية، حيث يعمل لديها نحو 200 موظف في البلاد. وللتذكير، فإن الفرع الروسي لبنك “اتش اس بي سي” لا يمثل سوى جزء ضئيل من النشاط الإجمالي للبنك، حيث بلغت أصوله 89.9 مليار روبل، أي نحو 900 مليون دولار في حزيران الماضي.

وقد افتتح البنك نشاطاً تجارياً للبيع بالتجزئة في روسيا في عام 2009، لكنه أغلقه بعد ذلك بعامين. ومنذ ذلك الحين، ركز مكتبه في موسكو على خدمة الشركات الروسية متعدّدة الجنسيات والشركات، ورغم أن هذا البنك وعد بالامتثال لجميع العقوبات، فقد قاوم ضغوط المشرّعين البريطانيين الذين يطالبونه بالانسحاب من روسيا بشكل تام ونهائي.

ورداً على ذلك، تضغط مجموعة من أعضاء البرلمان من أجل أن يقوم نظام التقاعد الذي وضعته الحكومة البريطانية بالتخلي عن أسهم هذا البنك. وبحسب الصحيفة، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها البنك لانتقادات بسبب رفضه الانسحاب من روسيا.

وكان كلّ من بنك “اتش اس بي سي” ومنافسه “ستاندرد تشارترد”، قد أيدا قانوناً أمنياً جديداً تمّ فرضه على إقليم هونغ كونغ في عام 2020، قائلين إنه سيعزز الاستقرار على المدى الطويل، وسط احتجاجات ضخمة على ما وصفه المعارضون بأنه تأثير مخيف على الحريات المدنية. وفي العام الماضي، كان على البنك أن يخطو بحذر لتجنّب إغضاب بكين، التي رفضت أيضاً رفضاً قاطعاً وصف غزو أوكرانيا بالحرب.

واستحوذت هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين معاً على 46٪ من أرباح هذا البنك والبالغة 18.9 مليار دولار قبل خصم الضرائب في سنته المالية الأخيرة.

وهكذا قام العديد من منافسي البنك بسحب أعمالهم بالفعل من روسيا، ومؤخراً أعلن عملاق البنوك السويسرية “كريدي سويس” أنه سيتوقف عن ممارسة أعمال تجارية جديدة في روسيا، تماشياً مع قرار سويسرا رفض موقفها القائم منذ قرون على الحياد عقب تعرضها لضغوط أمريكية، تماماً كما فعلت مع كافة الدول الأوربية وغير الأوربية لتأليب موقفها ضد روسيا التي كل ما تفعله هو حماية أراضيها والدفاع عن مواطنيها، والحفاظ على أمن واستقرار جوارها!.