زيلنسكي.. أدرِكْ بايدن للسلام عليه!
تقرير إخباري
لماذا وصف الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الرابط بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي ونظيره الأمريكي جو بايدن بالعلاقة بين الأخوين الأكبر والأصغر، مع أن الأمر لا يخضع أصلاً لمثل هذه المقاربة، حيث من المفروض أن تكون العلاقة الحقيقية بين الرجلين علاقة تبعية زيلنسكي لنظيره الأمريكي، وليست على هذا النحو من المشابهة.
والمشهد الذي بنى عليه قديروف هذه المقاربة هو مشهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد الانتهاء من خطابه في ولاية كارولينا الشمالية حيث استدار إلى اليمين تاركاً المنصّة ومدّ يده للمصافحة، على الرغم من عدم وجود أحد أمامه للتوجّه إليه بالسلام! ثم علاه الارتباك، ومضى بخطوات متعثرة بالقرب من المنصّة، باحثاً على ما يبدو عن مخرج لمغادرة المكان، الأمر الذي أثار الكثير من التعليقات الساخرة حول العالم، وأطلق المزيد من التكهّنات حول حقيقة الواقع المرضي الذي يعانيه بايدن، حيث أكد المشهد أن أمراض الشيخوخة تسيطر بالفعل على أداء هذا الرئيس.
فمن الذي يدير الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية إذا كان مَن يُفترض أنه رئيس البلاد يعاني، شأنه شأن كثير من الرؤساء الأمريكيين السابقين، من أمراض الشيخوخة كالزهايمر والخرف، حيث ظهر بشكل واضح أنه لا مجال بالفعل لأن يكون رئيسٌ على هذا النحو من تفاقم الوضع المرضي قادراً على إدارة الوضع في بلد يدّعي أنه الـ “رقم واحد” في العالم، فهل يؤكد هذا المشهد فرضية وجود حكومة أخرى في الخلف تدير الوضع في البلاد، وأن كل مَن يتحرّك على المنصّة ما هم إلا شخوصٌ تؤدّي أدوارها حسبما يريد كاتب السيناريو الحقيقي الذي يمثل حكومة العالم.
ويبدو أن ردّ الرئيس الشيشاني على زيلنسكي بقوله: “إن كل شيء سينتهي بالنسبة له بين يوم وآخر”، تعليقاً على تصريح الأخير لشبكة “سي إن إن”، بأن أوكرانيا مستعدّة للقتال لمدة عشر سنوات، لا يشير إلى الوضع بالنسبة للحرب في أوكرانيا فقط، بل ربّما تعدّى ذلك إلى الربط بين مصير البلدين أوكرانيا والولايات المتحدة، وذلك أن الرجل يدرك جيّداً أنه لا ينبغي أن يكون مثل هذين الرجلين في رأس السلطة في بلديهما لولا أنهما يقومان بدور واضح ومحدّد، فالأول منوط به مهمّة استفزاز روسيا وإشعال حرب في المنطقة لاستنزافها، والآخر يقوم فقط بتنفيذ قرارات حكومة العالم، وبالتالي فإن الربط بين الرجلين على هذا النحو لم يأتِ عن عبث، حيث نشر قديروف على حسابه في “تلغرام” تسجيلاً صوتياً قال فيه بلهجة ساخرة: “قرأت هنا أن زيلينسكي أعلن استعداده للقتال لمدة عشر سنوات. مهلاً، أيّها الأحمق، من أنت؟.. ليس لدينا الكثير من الوقت، سننتهي منك بين يوم وآخر. أعتقد أنك مصاب بالفصام! اذهب إلى أخيك الأكبر بايدن، هيّا أرسلا التحيّات بالأيدي لبعضكما”.
فالحديث هنا ليس مجرّد سخرية من موقف وقع فيه الرئيس الأمريكي، بل هو إشارة واضحة إلى وحدة في الدور والمصير بين الرجلين، بل أبعد من ذلك هو تأكيد أن الاتحاد الروسي لن ينتظر طويلاً حتى يغيّر الوضع في أوكرانيا التي استخدمها الغرب لاستفزاز روسيا لمصلحته، وبالتالي فإن الحرب في أوكرانيا هي التي ستحدّد شكل النظام العالمي الجديد الذي ستسير فيه الولايات المتحدة نحو الانهيار السريع آخذة بيد أوكرانيا.
طلال ياسر الزعبي