أخبارصحيفة البعث

الجيش البريطاني يتحوّل إلى الارتزاق..

تقرير إخباري

“المستشارون لن يمثّلوا مشكلة لروسيا”.. عبارة يبدو أنها وصلت إلى مراكز صنع القرار في بريطانيا دون وسيط، واختصرت المشهد القائم حالياً بين روسيا وحلف “الناتو”، حيث بات اللعب في الحرب الأوكرانية على المكشوف، إذ لا يزال الحلف يضخ السلاح والمرتزقة في ساحة الحرب في أوكرانيا دون أن يتجرّأ على الإعلان عن تورّطه بشكل مباشر فيها، ولكن تصريحات مسؤوليه أحياناً تؤكّد أن الحلف ماضٍ في استنزاف روسيا واستهدافها حتى النهاية عبر أوكرانيا.

فتصريح نائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي بأنه “لن تكون هناك بالضرورة مشكلة إن تم استخدام الأسلحة التي قدّمتها بريطانيا إلى أوكرانيا في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية”، يعني أن بريطانيا لا تزال مصرّة على تحريض كييف على الاستمرار في الحرب التي لا تتجرّأ هي مطلقاً على إعلانها، والحلف كله كما يبدو، وليس فقط الولايات المتحدة، مستعدّ لقتال روسيا حتى آخر جندي أوكراني، ولكنه عاجز بالمقابل عن الخروج إلى الواجهة والإعلان رسمياً عن الانخراط مباشرة في هذه الحرب ضدّ روسيا.

ولكن أين يقبع هؤلاء الخبراء البريطانيون الذين أشار إليهم تحذير وزارة الدفاع الروسية بشكل مباشر، وهل هم في متناول اليد كما يوحي التحذير بمعنى أنهم محاصرون في مكان معيّن “مصنع آزوفستال مثلاً”، وبالتالي فإن الحوار الذي يجري الآن هو حوار مفهوم من الطرفين الروسي والبريطاني، واللعب يتم “على المكشوف”، الأمر الذي  يفسّر شدّة الصّراخ البريطاني هذه الأيام.

وربما ما يؤكد هذا التوجّه أن تقارير غربية كثيرة تحدّثت عن مشاركة خبراء عسكريين وضباط استخبارات بريطانيين في الحرب مباشرة إلى جانب الجيش الأوكراني تحت عنوان متطوّعين أجانب، الأمر الذي يؤكد أن بريطانيا تقبل على جيشها المشاركة في هذه الحرب تحت عنوان الارتزاق، بينما لا تتجرّأ على الإعلان عن الدخول فيها مباشرة، كما أن روسيا أعلنت أنها لن تقتحم المصنع وستحاصره إلى أن يستسلم مَن بداخله، لأنها تعلم أن هناك صيداً سميناً ينبغي الحفاظ عليه.

وفي حال تأكدت هذه الفرضية فإن تحذير وزارة الدفاع الروسية لندن من تحريض كييف على ضرب الأراضي الروسية، وتذكيرها بأن “الجيش الروسي ساهر على تدمير مواقع صنع القرار في كييف، حيث ينشط رعايا بلد معين من الخبراء”، ينمّ عن تهديد مباشر بقتل هؤلاء الخبراء واستهدافهم بشكل مباشر وعدم القبول حتى باستسلامهم، لأن التحريض البريطاني هو تحريض على القتل، وخاصة أن الجيش الروسي كشف عن وقوع عدد من الجنود البريطانيين أسرى في هذه الحرب، تدّعي لندن أنهم يحاربون تحت عنوان “متطوّعين”، وربّما يشير إلى تهديد مباشر بأن روسيا تستطيع قتل هؤلاء على مرأى العالم لجعل بريطانيا تتجرّأ على إعلان الحرب رسمياً على روسيا، وهي عاجزة عن ذلك، وذلك زيادة في الاستخفاف في قدرة بريطانيا على اتخاذ القرار.

لذلك أكدت “الدفاع الروسية” أنه في حال الردّ وتوجيه الضربات على مقرات صنع القرار الأوكرانية في كييف، لن يمثّل المستشارون من رعايا إحدى الدول الغربية بالضرورة مشكلة لروسيا، وذلك في إشارة إلى بريطانيا، مستخدمة عبارة المسؤول البريطاني نفسها وساخرة منه في الآن ذاته.