الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

(ساعي البريد الأخضر) طيلة أيام العيد في مسرح العرائس

مع أول أيام عيد الفطر، تبدأ عروض مسرحية (ساعي البريد الأخضر) العرائسية على خشبة مسرح العرائس، تأليف الكاتب العراقي الراحل عاصم الخيال، إخراج نديم سليمان الذي سبق وأن قدم على خشبة هذا المسرح مسرحية (مغامرة في مدينة المستقبل) تأليف جوان جان.

وفي تصريحه لـ “البعث”، أشار سليمان إلى أن ما لفت انتباهه في النص الذي كتبه الخيال عنوانه، والأهم من ذلك أن هذا النص كان من المفترض أن يُقدّمه الراحل مأمون الفرخ، ولكنه رحل قبل أن يفعل ذلك، وتكريماً لذكراه قرر سليمان إنجازه وهو يتحدث عن البيئة وضرورة المحافظة عليها والدعوة إلى القضاء على التلوث، وهو – بهذه المفاهيم – لا يتوجه للطفل فقط بل للكبار أيضاً.

وأشار سليمان، الذي يميل لعالم الطفل الذي توجه إليه منذ سنوات عبر أشكال فنية مختلفة، إلى أنه تأخر قليلاً بالبدء بتجارب مسرح العرائس إلا أن نجاح التجربة الأولى (مغامرة في مدينة المستقبل) شجعه على الاستمرار دون أن ينكر أن من الطبيعي أن يكون هناك فرق بين تجربته الأولى والتجربة الثانية، فمع كل تجربة يتعلم المخرج أو الكاتب أو الممثل، وتزيد معرفته وخبرته، ففي التجربة الثانية تلافى الأخطاء التي وقع فيها وسعى إلى تقديم عمل متطور عما سبقه، منوهاً إلى أنه كمخرج لم يغير في النص الذي كتبه الخيال خصيصاً لمسرح العرائس، وكان سعيه كمخرج تقديم ما يتضمنه مع حرصه على إغناء العرض بكمّ كبير من الأغاني التي يتفاعل معها الطفل، موضحاً أن معايير النص العرائسي الذي يتعاطى مع الأطفال ما بين 2 – 12 سنة يجب أن تقوم على تقديم كل ما يتناسب مع هذا العمر على صعيد الموضوع واللغة والصورة واعتماد الدمية التي تلفت انتباه الطفل كثيراً ليتعاطف معها عبر شكلها.

وأشار سليمان إلى أن الفرق بين خيال الظل والعرائس هو أن الاثنين يعتمدان على تقديم أشكال وأصوات، ومع هذا فهما ملعبان مختلفان وإن تقاربا في بعض الأشياء ليبقى مسرح العرائس هو الأقرب إلى الطفل، الذي يفتقد اليوم إلى تقنيات كثيرة وتكاد تغيب عنه أنواع من الدمى كدمى الماريونيت ليس لعدم وجودها  – “لدينا أهم مصنّعي دمى الماريونيت هنادة الصباغ، كما قال” – بل لعدم وجود محركين لها، معبراً عن إلى قناعته سليمان بأن أزمة مسرح العرائس هي أزمة نص حيث يفتقد هذا المسرح للكاتب المتخصص، وهو ما أدى إلى ندرة “النصوص العرائسية”، ما يجعل عملية البحث عن نص ملائم مهمة تكاد تكون مستحيلة.

يُذكر أن مسرحية “ساعي البريد الأخضر” تقدم طيلة أيام العيد على مسرح العرائس 12 ظهراً والدعوة عامة.