نبض رياضي.. كارثة الشغب و” تطنيش المعالجة”
البعث الأسبوعية – مؤيد البش
مع اقتراب الموسم الكروي والسلوي من نهايتهما تبدو ظاهرة الشغب هي النقطة الأكثر سواداً في مباريات اللعبتين الشعبيتين بعد أن زادت أموره عن الحد المعتاد وخروجها عن أطر الرياضة وتحولها نحو اتجاهات تنذر بأمور لا تحمد عقباها، فخلال الموسم الحالي شهدنا حوادث شغب تفوق عددياً مجموع ما حصل في مواسم عدة، كما أنها حملت معها طرق جديدة للإساءة للمنافس من قبيل اللافتات ” التيفو “أو الأهازيج التي تندرج تحت بند الشرارة التي تطلق الشغب.
ولعل أكثر ما يغذي هذه الظاهرة وينميها في الأيام الحالية هي مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مرتعاً لكل مسيء لقدسية الرياضة عبر صفحات السخرية من الأندية الأخرى ومشجعيها، وحتى صفحات الأندية الرسمية التي يفترض أنها تمثل النادي كمؤسسة رياضية دخلت في هذه المتاهة وأصبحت منبراً للمشاغبين وأفكارهم بدلاً أن تأخذ دور التوعية وتستخدم لغة العقل عوضاً عن مخاطبة الغرائز والتلاعب بالعواطف.
ظاهرة الشغب التي تعد الخطر الأكبر على كل نشاط رياضي، لم تجد حتى اللحظة الاهتمام الكافي من القيادات الرياضية المتعاقبة حيث كان يتم التعامل معها بشكل سطحي عبر سلاح العقوبات دون تحليل أسبابها وكيفية علاجها بشكل جذري وتحميل كل طرف مختص مسؤولياته، لكن الكارثة تبدو في أن تأخير العلاج أدى لتفاقم الداء وسط صمت غريب من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي الذي يضع الكرة في ملعب اتحادات الألعاب والأندية متغافلاً بقصد أو دونه عن كوارث يمكن أن تحصل إن استمرت الأمور على ذات المنوال.
ونحن هنا لسنا في وارد التشاؤم لكن المقدمات التي رأيناها في المباريات الجماهيرية وأخرها بين أهلي حلب والوحدة في دوري السلة يشي بأن الأوضاع يمكن أن تخرج عن السيطرة بعد أن تحول التشجيع الرياضي والتنافس التقليدي لمناكفات غير أخلاقية تسيء لمدن ومحافظات برمتها.
تحليل ظاهرة الشغب قضية مطلوبة بشدة لمعرفة تفاصيلها الدقيقة كون الأسباب الشكلية معروفة للجميع، وهناك تجارب عديدة لمعالجتها نجحت في ملاعب العالم المختلفة يمكن الاستئناس بها تمهيداً لتوائم طبيعة رياضتنا وإمكانياتها، فالطبيعي أن نرى في القريب العاجل تحركاً في هذا الإطار يضع الأمور في نصابها قبل أن نصل لمرحلة الندم .