موسكو تحذّر الناتو: سنردّ بحزم على أيّ دولة تتدخّل في العملية العسكرية بأوكرانيا
البعث- وكالات:
يبدو أن الأحداث في أوروبا والعالم بدأت تأخذ منحى خطيراً، وخاصة مع إصرار حلف شمال الأطلسي “ناتو” على الاقتراب أكثر من حدود روسيا، فعلى خلفية التسريبات حول إمكانية قيام الجيش البولندي باجتياح الغرب الأوكراني بالاتفاق مع النظام في كييف بدفع من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك لتوفير مظلة لحلف الناتو للتدخل مباشرة في الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا باستخدام المادة الخامسة حول الدفاع المشترك، وذلك بعد اصطدام الجيش البولندي بالجيش الروسي العامل هناك، أعربت موسكو عن استعدادها لـ”الرد بحزم” على محاولة أي دولة التدخل في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “ننطلق بالدرجة الأولى من التصريحات التي جاءت من الرئيس فلاديمير بوتين منذ 24 شباط عن استعداد روسيا للردّ بأقصى درجات الحسم على أي جهة ستحاول التسلل بطريقة أو أخرى إلى أوكرانيا والتدخل في العملية العسكرية الخاصة التي تجريها القوات المسلحة الروسية هناك حالياً”.
وردّاً على سؤال عن إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو، شدّد بيسكوف على أن “جميع الأطراف ترغب في تفادي” هذا السيناريو، مشيراً إلى أن بيانات بهذا الشأن كانت قد صدرت عن كل من موسكو وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وخصوصاً على لسان الرئيس جو بايدن.
وقال المتحدث باسم الكرملين: إن الجانب الروسي وبوتين شخصياً قبل بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط الماضي “فعل كل ما كان بوسعه بغية تفادي إجراء هذه العملية”، مضيفاً: “لكنهم لم يرغبوا في التحدّث معنا والاستماع إلينا”.
وتابع: إن روسيا لم ترصد منذ بدء عمليتها في أوكرانيا أي محاولات من الجانب الأوكراني لاستئناف الحوار مع موسكو.
وردّاً على سؤال عما إذا كان منح فنلندا العضوية في حلف شمال الأطلسي سيشكل تهديداً لروسيا قال بيسكوف: “دون أدنى شك”.
وتابع: “لن تسهم موجة جديدة من توسع الناتو في تعزيز الأمن والاستقرار في قارتنا”.
ويأتي هذا على خلفية إعلان رئيس فنلندا ساولي نينيستو ورئيسة حكومتها سانا مارين في بيان مشترك عن تأييدهما لفكرة انضمام البلاد إلى الناتو، على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في أوكرانيا.
وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، صرّح بأن ضخ الناتو المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، وتدريب قواتها على استخدام المعدات الغربية يزيد من احتمالات نشوب صراع مباشر مع الحلف.
جاء ذلك في تصريح نشره صباح اليوم، الخميس على قناة “تليغرام” الخاصة به، حيث قال مدفيديف: إن حديث المحللين الأجانب لا ينقطع حول حرب الناتو مع روسيا، وعلاوة على ذلك يصبح تشاؤم “الرؤوس المتحدثة” أكثر وضوحاً وصراحة.
وتابع مدفيديف: “فهم يحاولون بكل قوّتهم إدخال فرضية أن روسيا تضع على جدول أهدافها إخافة العالم بنزاع نووي، حتى إن ترامب نفسه خرج مؤخراً بتصريح بهذا المضمون. حقاً، وبطبيعة الحال، رغبة منه في نكاية بايدن لا أكثر. لكن الأوروبيين يصرخون بدورهم بأصواتهم الرقيقة”.
وأوضح مدفيديف أنه في سياق الحرب بالوكالة التي أطلقتها الدول الغربية ضد روسيا، فإن هناك بعض النقاط التي يتعين على العقلاء الالتفات إليها، وهي أن قيام دول الناتو بضخ الأسلحة لأوكرانيا، وتدريب قواتها على استخدام المعدات الغربية، وإرسال المرتزقة، وإجراء التدريبات من دول الحلف بالقرب من الحدود الروسية، يزيد من احتمالية نشوب صراع مباشر ومفتوح بين الطرفين بدلاً من “الحرب بالوكالة”، وينطوي مثل هذا الصراع دائماً على خطر الانزلاق إلى حرب نووية متكاملة الأركان، كما سيكون هذا سيناريو كارثياً للجميع.
وأنهى مدفيديف منشوره: “هذا كل شيء. لذلك كفى كذباً على النفس وعلى الآخرين. كل ما تحتاج إليه فقط هو التفكير في العواقب المحتملة للأفعال. والتوقف عن نوبات الروسوفوبيا حتى لا تختنق بلعابك”.