نبض رياضي.. رياضتنا في ميزان التقييم
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
أيام قليلة تفصل رياضتنا عن المشاركة في دورة المتوسط التي ستستضيفها الجزائر وسط توقعات بأن تكون الحصيلة مقبولة من الميداليات بالنظر إلى أن الألعاب التي تم اختيارها لتمثل رياضتنا لها حضورها وثقلها وتاريخها في الدورة من قبيل (الفروسية، المصارعة، الملاكمة).
في هذا الإطار بدأت بعض المنتخبات منذ فترة تحضيراتها للمشاركة عبر معسكرات داخلية وخارجية، وهذا أمر إيجابي سيرفع من مستوى لاعبينا ويمنحهم جرعة الاستعداد اللازمة لكنه ليس كافياً بالمطلق لصنع أبطال كون الشروط المطلوبة لذلك كثيرة ولا تقتصر على معسكر هنا أو مشاركة سنوية أو نصف سنوية خارجياً هناك.
في كواليس الاتحاد الرياضي هذه الأيام الحديث يدور حول الدورة المتوسطية على أنها محطة لتقييم عمل مرحلة كاملة لاتحادات الألعاب، وهذا شيء بديهي كون الاتحادات هي المسؤولة عن منتخباتها وكيفية جعلها في أفضل صورة، لكن الأكيد أن تحميل المسؤولية للاتحادات عن النتائج السلبية التي يمكن أن تحصل في الدورة فيه تحامل كبير وتهرب من المسؤولية من المكتب التنفيذي خصوصاً.
فأسهل الأمور أن نقول اتحاد اللعبة الفلانية مقصر ويجب تغييره لكن الصعب أن نحلل أسباب فشله، فمحاسبة أي اتحاد تتطلب في المرحلة الأولى معرفة الظروف التي يعمل بها وكمية التسهيلات التي يحظى بها أو الإمكانيات المقدمة له، فكيف لنا أن نسأل اتحاد عن نتاج عمله وهو لايملك صالة لتدريب لاعبيه على مدار العام، ولا نستطيع أن نناقشه في حصيلة منتخب إذا علمنا أنه غائب عن المشاركات الخارجية لسنوات طويلة تحت حجة ضغط النفقات وعدم قدرته على تحقيق ميداليات!
طبعاً ميزان التقييم يجب أن يخضع لمنطق الحقوق والواجبات فالاتحادات والمنتخبات الوطنية من حقها أن تحظى بالاهتمام والدعم وفق خطة واضحة المعالم وليس عبر معسكرات آنية ومشاركات في اللحظات الأخيرة، وعندها يمكن السؤال عن الإنجازات والميداليات والمراكز الأولى والمستويات الفنية.
كل ماسبق يدلنا على أن فهم طبيعة الرياضة وكيفية تحقيق النجاحات فيها لم يجد حتى اللحظة طريقه للتنفيذ في رياضتنا، فإذا استمرت ذات العقلية التي لا تنتهج العلمية والتخطيط وتعتمد على العشوائية والطفرات، فإننا سنكون في كل مشاركة خارجية أمام صعوبات جمة وحصيلة غير مرضية شكلاً ومضموناً.