صحيفة البعثمحليات

“بالقلم العريض”

معن الغادري 

تتكرّر يومياً المظاهر المؤذية والمسيئة للمشهد العام في مدينة حلب، وهو ما أشرنا إليه غير مرة وبالتفاصيل وبالقلم العريض، إلا أنها وللأسف، أي هذه المظاهر والمشكلات، ما زالت قائمة وتتفاقم وتزداد رقعتها في ضوء تجاهل وتغاضي الجهات المعنية وعدم تعاطيها الجديّ والمسؤول تجاه العديد من القضايا اليومية والتي أكثر ما تحتاج إلى الاهتمام والمتابعة لإزالة آثارها المزعجة والمقلقة، وخاصة ما يتعلّق بظاهرة التسول المنتشرة عمودياً وأفقياً ومفاعيلها الخطيرة على البيئة والمجتمع، وقضية الإشغالات والتعديات على الأرصفة والأملاك العامة من قبل أصحاب المطاعم والمحال التجارية، وفوضى الأسواق المتنقلة والباعة المتجولين والبسطات والعربات والتي تشغل معظم مساحات الأرصفة والشوارع وتعيق حركة مرور المشاة والسيارات، بالإضافة إلى غياب وانعدام النظافة في بعض الشوارع والأحياء وفي المتنزهات والساحات والحدائق والتي تفتقد إلى الحدّ الأدنى من الخدمات الضرورية والملحة.

ما تقدّم لا ينفي أن هناك مساعي وجهوداً حثيثة من قبل الدوائر المختصة والمعنية لتحسين الواقع الخدمي على الرغم من وجود فوارق بيّنة وواضحة بين ما هو مطلوب إنجازه، وما هو متوفر ومتاح من إمكانيات ضعيفة ومتواضعة، إلا أن ذلك لا يبرّر مطلقاً حالات التقصير والإهمال في بعض مفاصل العمل وعدم التصدي لهذه المظاهر المسيئة والمشوّهة للذوق العام ولجمالية المدينة. وهنا لا بدّ من التعريج على واقع المحلق الجنوبي والذي يعدّ المتنفس الوحيد لأهالي المدينة هرباً من حرّ الصيف، هذا الشريط الممتد بطول 5 كم يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الخدمات لجهة التموضع العشوائي للسيارات الجوالة وإشغالها لمسافة كبيرة من عرض الطريق العام، بالإضافة إلى تصدّع الأرصفة يميناً ويساراً، وتخريب وتكسير المقاعد وسرقة أخشابها، ناهيك عن الإشغالات المجانية لأصحاب الكافيهات المتنقلة والتي تحتلّ كامل المنطقة وتفرش طاولاتها وكراسيها المأجورة طولاً وعرضاً دون حسيب أو رقيب من قبل عناصر ضابطة البلدية!

ما نودّ قوله إنه بالإمكان وبجهود بسيطة الاستفادة من هذا الموقع بصورة لائقة وحضارية، وذلك من خلال تنظيم عملية الجلوس وإقامة مواقع خدمية متباعدة، ووضع كوات موحّدة مسبقة الصنع مقابل بدل استثمار لتخديم زوار الموقع، بدلاً من هذه الحالة المزرية التي تشوّه المكان، وهو ما نضعه مجدداً برسم المعنيين بالشأن الخدمي لإيجاد الحلول السريعة والنهائية لهذه المشكلة وباقي المشكلات، وبذل الجهد المطلوب للحفاظ على المدينة وحمايتها من مخاطر التلوث البيئي والسمعي والبصري.

Maanghadri1@gmail.com