مجلة البعث الأسبوعية

لجان اتحاد كرة القدم بين السالب والموجب… وجود الكفاءات والخبرات أهم من اختيار أسماء أثبتت عدم جدواها

البعث الأسبوعية- ناصر النجار

مازلنا نمارس دور المراقب المتابع لاتحاد كرة القدم لنرى جديد أعماله وقراراته، علّ شيئاً من الأمل يدخل نفوسنا ويبهجها، وما زلنا أمام القرارات التي تصدر على قلتها حائرين لا ندري إن كان خيراً ينتظر كرتنا أم أنها ستبقى تسير عكس التيار، وكرتنا لا تحتاج إلى بعض الرتوش أو الماكياج، بل تحتاج إلى نفضة كاملة وشاملة.

وربما هذا ما يحاول اتحاد كرة القدم أن يعمل عليه وهو ما لمسناه من التصريحات الكثيرة التي جعلتنا نطير من الفرح بانتظار أن نرى هذه التصريحات مطبقة على أرض الواقع.

منذ البداية قلنا إنه من واجبنا أن نقف مع اتحاد الكرة الجديد نشد أزره وندعمه كوننا شركاء، وما زلنا ننتظر المزيد من الأعمال لنكون لها داعمين ومؤازرين، لكن البدايات لم تكن مبشرة حتى الآن، وصدمنا بتصريح أحد الأعضاء عند كتب على صفحته الرسمية: (كرة القدم إلى الهاوية)، ولم يفسر العضو هذا التعليق فبقي غامضاً واكتفى بالقول لنا بالحرف الواحد: كل شيء بوقته حلو، ثم حذف التعليق بعد يومين بعد ضغط من أحدهم.

بعدها مباشرة صدرت التشكيلات الأولى للجان العليا وهنا كانت المفاجأة الصاعقة، ونحن نستنتج من هذه اللجان شيئين لا ثالث لهما، الأول: إما هذه اللجان جاءت لإرضاء اللجان الفنية وبعض الكوادر على مبدأ تسديد الفاتورة الانتخابية، والثاني: أن هذه اللجان ليست إلا ضرورة تفرضها طبيعة الصنعة وهي شكلية ليس إلا.

فعندما تكون هذه اللجان شكلية أي بمعنى خلبية لا عمل لها فالأمر هين، أما إذا كان اتحاد كرة القدم مقتنع أن هذه الأسماء ستعمل على تطوير كرة القدم فتلك مصيبة كبرى لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

في النظرة العامة حول اتحاد كرة القدم فإن أعضاؤه أحد عشر عضواً، وفي الحقيقة فإن العدد أقل من ناحية الفاعلية والعمل والاختصاص، فنائب رئيس الاتحاد لديه أعمال كثيرة ومشغول بمهام جسيمة حتى إنه لا يجد الوقت للرد على هاتفه، وهناك عضو دائم في الاتحاد هو عضو شرفي ليس إلا ولا يقوم بأي عمل ولا يحضر أي اجتماع، المهم بنظره ونظر من يدعمه بالانتخابات أن يكون عضو اتحاد فقط، عضو ثالث موجود لكنه بلا عمل، لأنه رغب أن يكون كذلك أو أن يُعطى عملاً على هواه وحسب تفكيره.

أما أمين السر فدائماً خارج التغطية بسبب أن المهام الموكل بها كثيرة ومتشعبة حتى أنه يخرج من باب الاتحاد بعد منتصف الليل، والسبب كما قال لـ(البعث الأسبوعية): التراكمات كثيرة والحمل كبير، وما دام العمل قائماً فالمصاعب ستتوالى والعقبات تتراكم.

بالحقيقة إذا كان عمل أمين السر سيبقى على هذه الحالة فإن الأخطاء ستزيد لأن حجم العمل كبير والمفترض أن يكون في أمانة السر مساعدين وموظفين اختصاصيين لضمان سرعة العمل ونجاحه، ولا يكون شخص واحد يقوم بكل المهام الكثيرة والصعبة داخلياً وخارجياً.

ما نريد الإشارة إليه إلى أن المفترض في العمل بكرة القدم أن يكون جماعياً وأن يقدم كل عضو بصمة تخلق إضافة جيدة وجديدة من أجل النهوض بالعملية الكروية.

فالجميع بلا استثناء يقولون ورثنا حملاً ثقيلاً، لكن هذا الإرث مَن صنعه؟ إذا كان نصف أعضاء الاتحاد الجديد هم خلاصة الاتحادات السابقة، فهل نقول أنهم ورثوا أحمالهم وأعمالهم أم إنهم يتنكرون لها ليضعوها بسلة الآخرين؟.

لكن الغريب العجيب كان بتشكيل اللجان العليا التي جاءت مطابقة بنسبة كبيرة للجان السابقة وإن تغيرت أماكن البعض فنقلوا من لجنة إلى أخرى، وللأسف فهؤلاء هم من صنعوا هذا الإرث في الاتحاد السابق فكيف لهم أن يصححوا الاعوجاج الذين فعلوه؟.

لنتكلم بصراحة، إذا كان اتحاد كرة القدم لديه مكتب إعلامي مؤلف من عدة أشخاص، فما الحاجة للجنة إعلامية وماذا سيكون دورها؟ لا أظن أن هناك أدواراً ممكن أن تقوم به سوى أن تغض الطرف عن أخطاء الاتحاد وما فيه من تفاصيل، وأن تعمل على تسويق أعماله، وهذه نقطة خاطئة، فالعمل الجيد يظهر دون تسويق، والنقد من أساس عمل الإعلام ولو كان الإعلامي عضواً في أي لجنة، لذلك قد نتفق أن لجنة الإعلام لا ضرورة لوجودها بظل وجود مكتب إعلامي.

ومن اللجان المهمة جداً والمؤثرة جداً بعمل الاتحاد وكل المسابقات الرسمية هي لجنة الحكام، ولا نبالغ إذا قلنا إن لجنة الحكام بوصلة العمل، فإما أن ينجح الاتحاد بعمل لجنة الحكام وإما أن يفشل، ولا يمكننا الفصل بين العملين، فكلاهما مكمل لعمل الآخر، الاتحاد إذا نجح مع المنتخبات الوطنية وفشل بمسابقاته الرسمية فهو اتحاد فاشل والدوري كفيل بإسقاطه.

الصدمة المزعجة حدثت عندما صدرت أسماء لجنة الحكام فوقعنا بخيبة أمل كبيرة، ومع احترامنا لجميع الأسماء فإنها كلها مجربة وغير قادرة على إدارة ندوة أو تحليل مباراة أو تطوير الأداء التحكيمي أو تقليص الأخطاء والتخفيف من آثارها، وأعان الله حكامنا والدوري على هذه المجموعة.

الفكرة أن تشكيل اللجان قد تكون من خيارات رؤساء اللجان، وهذا الأمر لا يجب أن يُعتمد دون دراسة، فأي لجنة يقدمها رئيس اللجنة يجب أن تلقى الدراسة وأن يناقش أعضاء الاتحاد صلاحية هذه الأسماء وكفاءتهم، لكن الواقع أن البعض لا يتدخل بلجنة غيره، حتى لا يتدخل غيره بلجنته من باب تبادل المصالح، والكرة هنا بملعب رئيس الاتحاد الذي سيتحمل المسؤولية بالنهاية، فليس من الضرورة أن يوافق على كل المقترحات بل عليه أن يدرس الأسماء ومدى جدواها في العمل وما الإمكانيات التي تملكها وما الأفكار التي يمكن أن تضيفها لهذه اللجان؟

المشكلة المماثلة تكمن في لجنة المسابقات ومن المؤكد أن رئيس اللجنة اختار أعضاء غير قادرين على المناقشة ولا يملكون أي إضافة من أجل أن يتفرد بالقرار والعمل وأن يعمل على هواه دون أي مناقشة أو أدنى إزعاج.

لجان الاتحاد العليا هم أعمدة الاتحاد ونجاحه يتوقف عليهم، ولن تكون اللجنة أي لجنة ناجحة في عملها إن لم تملك الأعضاء القادرين على القيام بمهامهم على أكمل وجه وأن يكونوا من ذوي الاختصاص ولديهم تراكم خبرات في طبيعة اللجنة وعملها، وأن يكون لهم رأي في القرارات الصادرة، فكرة القدم لا تحتاج في هذا الوقت إلى دمى أو أحجار شطرنج لأنها تحتاج من ينقذها من كم التخلف الذي تعيشه ومن حالة الفوضى والعشوائية التي ينتابها.

ومن اللجان التي تلفت الأنظار لجنة الكرة الشاطئية، المنطق والعقل يقول إن اللجنة يجب أن تضم بعضويتها أشخاصاً متخصصين بهذا النوع وأن يكونوا من الساحل تحديداً لأنها لعبة ساحلية، المفاجأة كانت برئيس اللجنة مندوب دير الزور وذلك في محضر الاجتماع بالجلسة الثانية للاتحاد بتاريخ الثامن من حزيران 2022، وبغض النظر عن رئيس اللجنة فإن الأولى بها أهل الساحل لأنهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن اللعبة والأفضل أن يكون مقر هذه اللجنة في إحدى مدن الساحل وأن تجتمع هناك وتقرر ما تريد هناك، فهناك لاعبوها وملاعبها.

لكن رئيس اللجنة أكد “البعث الأاسبوعية” اعتذاره عن قبول المهمة فتم تعديلها بالكامل لتضم كوادر محافظات الساحل وهذه حركة ايجابية نسجلها لاتحاد كرة القدم لأن العودة عن الخطأ فضيلة.

ونحن لا نريد أن نعلق على هذه اللعبة التي تعتبر خلبية، فليس لها أندية ولا فرق، وفي كل فترة نسمع أنه تم تجميع بعض اللاعبين وأقيم لهم معسكر داخلي ثم ذهبوا إلى مشاركة خارجية، وبغض النظر عن التحضير وفترة الاستعداد وشكل المدرب ونوعية اللاعبين والنتائج التي يجنيها المنتخب من مشاركاته السياحية، فإن الغاية كانت بالمشاركة فقط ولو في الموسم مرة من باب الوجود ليس إلا.

ولأننا بصدد الحديث عن هذه اللعبة فمن المفترض أن يفعّلها اتحاد الكرة عبر لجنته الاختصاصية وأن يدعو أندية الساحل لتشكيل فرقها وإقامة دوري لها، ومن المعلوم أن الفرق المنتشرة في ساحلنا الجميل والمناطق المحيطة به كثيرة ومن الممكن أن تشارك في البطولات والمسابقات المخصصة لها فرقاً عديدة.

بقية اللجان ليست أفضل وكما قلنا فالأسماء مكررة وقيل لنا: إن بعض الأسماء فرضت فرضاً من جهات مختلفة بغض النظر عن إمكانياتها وكفاءتها.

ولنا في الحديث عن اللجان استفسار مهم: لماذا يجب أن يكون رئيس اللجنة عضواً في اتحاد كرة القدم؟ هل من غير اللائق أن يستلم هذه اللجان كوادرنا الخبيرة التي لم تدخل الانتخابات أو التي منعوها عن دخول الانتخابات؟، ولماذا بعض اللجان فرض فيها منصب نائب الرئيس وبعضها الأخر لم نجد فيها هذا المنصب؟.

كرة القدم تتسع الجميع والعمل فيها يجب أن يكون متاحاً لجميع كوادرنا كل حسب اختصاصه وكفاءته، ونخشى أن يتم تأكيد مقولة (هذا معنا في الانتخابات وهذا كان ضدنا) في توزيع اللجان واختيار الأشخاص، وبالفعل نتمنى أن تكون لجان اتحاد كرة القدم قوية وفاعلة لأن ذلك يقوي الاتحاد ويجعله أكثر فاعلية ونشاطاً.

ورغم كل ماسبق سنبقى مساندين لاتحاد كرة القدم في عمله وسنكون داعمين لكل أعماله وقراراته الايجابية، لكن عين الرقيب لن تغيب عن الأخطاء وسنلحظها ونشير إليها من باب النقد البناء الايجابي ليتم تصحيحها وتقويم اعوجاجها كما حدث مع لجنة الكرة الشاطئية.