صحيفة البعثمحافظات

من جديد.. مقياس “ستانفورد بينيه” بين التدريب والتطبيق في المدارس

دمشق- علي حسون

أدركت وزارة التربية أهمية استخدام مقياس “ستانفورد بينيه” في المدارس للكشف عن نقاط القوة والضعف عند التلاميذ، وخاصة الذين يعانون صعوبات بالتعلم لكي يتمّ وضع برامج تعليمية خاصة لهم وإعطاؤهم الأولوية أثناء الدروس.

وكانت وزارة التربية قد بدأت بهذا الموضوع منذ عام 2019 عن طريق مركز القياس والتقويم، إذ عقدت الورشات التدريبية في بعض المحافظات، ولكن توقف العمل فجأة إلى هذا العام، وفق ما أوضحه مدير القياس والتقويم في وزارة التربية الدكتور رمضان درويش، الذي اعتبر أن المتدرّبين يجب أن يخضعوا لدورات طويلة، وألا يُكتفى بدورات قصيرة، ولاسيما أن استخدام المقياس بحاجة إلى عمل طويل من الناحية النظرية والعملية على أرض الميدان، مبيناً أن تكلفة حقيبة التدريب تصل إلى مليوني ليرة، إذ تحتوي على كراسات وكتب خاصة وأدوات تعلّم من الضروري اكتسابها بشكل جيد من المتدرّبين.

وأشار مدير المركز إلى أنه تمّ تدريب عدد من الاختصاصيين منذ سنتين عند انطلاق الورشات، وأصبح لديهم الكفاءة ليكونوا ضمن المدرّبين في هذه الورشات، إضافة إلى المشاركين من المحافظات والذين سيكونون نواة مدربين في مديرياتهم فيما بعد من أجل تعميم الفكرة على الجميع وتطبيق العمل به بداية العام الدراسي القادم.

الدورات التدريبية بدأت منذ يومين بالتعاون مع مركز القياس والتقويم التربوي للمرشدين النفسيين والاجتماعيين بمشاركة أعضاء دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي في مديرية الإشراف التربوي، و/٢٨/ مشاركاً من المرشدين والموجهين الاختصاصيين للإرشاد من المحافظات جميعها بمعدل اثنين من كلّ محافظة.

مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية إيناس مية أوضحت أن البيئة التعليمية بيئة متكاملة كلّ في مجاله، والدور الأساسي للمرشد النفسي والاجتماعي يكمن في التواصل مع الأسرة، بالإضافة إلى مهامه في التواصل مع الإدارة، إلى جانب تواصله الفعّال مع الطلاب والمعلمين، مشيرة إلى ضرورة تطبيق الممارسات الفعلية على أرض  الواقع، واستثمار الوقت لإنجاز المطلوب، لافتة إلى أهمية الدورة لأنها تكسب المرشدين النفسيين والاجتماعيين في الميدان التربوي مهارة تطبيق مقياس للذكاء، علماً أن هذا المقياس يكون بشكل متدرج يتناسب مع السن والقدرات العقلية التي تنمو عند الطفل.

وشدّدت مية على ضرورة عدم استخدام الاختبارات النفسية وتطبيقها وتفسير نتائجها إلا من قبل متخصّص نفسي مؤهل في هذا المجال من الناحية النظرية والمنهجية، لأن الاختبارات النفسية يتمّ تطويرها في إطار الأبحاث النفسية وتخضع باستمرار لدراسات تقويم جديدة، لذلك يجب أن يكون من يستخدمها متخصصاً في التشخيص النفسي ويخضع لدورات من التدريب المستمر في هذا المجال.

الجدير بالذكر أن مقياس “ستانفورد بينيه” أعدّه بينيه عام ١٨٠٥ بالتعاون مع سيمون، وتمّ تطويره تدريجياً كونه أول مقياس لقياس الذكاء، ويستخدم العمر العقلي كوحدة للقياس، وهو يصلح من عمر /٢-٧٠/ سنة، علماً أن اختبار “بينيه” من أشهر اختبارات الذكاء، وذلك لأنه كان أول اختبار حقيقي يعدّ لهذا الغرض، وهو مقياس علمي متدرج ليتناسب مع السن والقدرات العقلية التي تنمو عند الطفل كلما تدرّج في عمره، وهو عبارة عن أدوات أو إجراءات روتينية يتمّ استخدامها في العمل النفسي العيادي أو التربوي أو المهني إلى جانب أدوات تشخيصية أخرى، حيث تطرح هذه الاختبارات على المفحوص بعض المهمات أو المسائل، وتمكّن الكيفية التي يجيب فيها المفحوص عن هذه المهمات أو المسائل من استخلاص بعض الحقائق حول الكيفية التي يتصرّف فيها الإنسان في المواقف الواقعية عندما تواجهه متطلبات محدّدة.