دراساتصحيفة البعث

العالم ينادي بأصوات غير أمريكية

هناء شروف

هل تثق بحكومتك؟. “لا”.. قد يكون هذا هو جواب معظم الأمريكيين، ففي استطلاع حديث أجراه مركز “بيو” للأبحاث، أعرب 20 في المائة فقط عن ثقتهم بأن الحكومة الفيدرالية الأمريكية ستفعل الشيء الصحيح معظم الوقت، وهو أدنى مستوى منذ 20 عاماً.

على مرّ السنين عملت الحكومة الأمريكية بمهارة على خفض توقعات الناس وثقتهم، مما ساهم في تصوّر أن جميع ما يتعلق بالحكومة يفتقر إلى المصداقية. وبينما تتفاخر الحكومة الأمريكية باستمرار بدورها في الدفاع عن حرية الصحافة، تصنّف أي صوت يكشف حيلها القذرة ومخالفاتها على أنها أخبار مزيفة، ولا تدخر جهداً لإسكاته.

قدّم النائب الجمهوري بريان ماست عضو الكونغرس الجمهوري مشروع قانون مؤخراً يهدف إلى منع الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني من استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية، لكن الأمر الأكثر إثارة للسخرية هو أن مشروع القانون ترافق مع فرض شبكات التواصل الاجتماعي الأمريكية أيضاً الرقابة على أصوات المحافظين باتباعه للمعايير المزدوجة!.

في استطلاع مركز “بيو” نفسه، يعتقد 65 في المائة من الجمهور الأمريكي أن معظم المرشحين السياسيين يترشحون للمناصب لخدمة المصالح الشخصية، لذلك من الصعب معرفة ما إذا كان السيد ماست يحظى بثقة 65 بالمائة من المستطلعين. لهذا حظر الأصوات الصينية على وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يكون مدرجاً في قائمة رغبات ناخبي السيد ماست، وهو فقط يخدم المصالح الشخصية للمشرّع وسط جنون خادع للروايات المعادية للصين.

للأسف مثل هذا القمع الصارخ لحرية الصحافة في الولايات المتحدة ليس براءة اختراع للسيد ماست، ولكنه أمر لا بدّ منه للحكومة، لأنها تخشى أن الأصوات المختلفة قد تحطّم قلعتها الرملية الخيالية. من ينسى أن الحكومة الأمريكية تضغط من أجل تسليم جوليان أسانج الذي فضح أجندتها المهيمنة في جميع أنحاء العالم، ومن ينسى أن الحكومة الأمريكية أزالت تمثال إدوارد سنودن من حديقة في نيويورك، والذي قام بنشر برامج المراقبة والتنصت الأمريكية الفاضحة، ومن ينسى أن الولايات المتحدة اعتقلت صحفيين -202 صحفي في عامي 2020 و2021- قاموا بتسليط الأضواء على الجانب المظلم للحكومة، وكرسوا أنفسهم للكشف عن خلل الحكومة الأمريكية في التعامل مع الوباء.

هذا هو السبب في أن حكومة الولايات المتحدة يائسة من كتم الأصوات الصينية، إنها تشعر بعدم الارتياح، وعدم الاستعداد والرعب من الصوت الصيني الذي يقول الحقيقة للعالم. لقد سئم العالم من فرض الولايات المتحدة روايتها الخاصة وبات حريصاً على سماع أصوات غير أمريكية.