رياضةصحيفة البعث

سلتنا في كأس آسيا.. ضعف في الأداء وعشوائية بالانتقاء وخسارات قياسية

أنهى منتخبنا الوطني للرجال بكرة السلة مشاركته في نهائيات آسيا والمقامة حالياً في إندونيسيا، متلقياً خسارات بالجملة آخرها أمس أمام نيوزيلندا في الدور الثاني، حيث لم يكن أشد المتشائمين بمنتخبنا يتوقع له أن يكون بهذا الأداء العقيم والصورة الباهتة التي ظهر عليها في البطولة، فقدم أسوأ أداء له في النهائيات الآسيوية التي شاركت فيها سلتنا عبر التاريخ، وتلقى ثلاث خسارات (مذلة) أمام إيران واليابان (بفارق 61 نقطة) ونيوزيلندا (بفارق 39 نقطة) مقابل فوز وحيد على أضعف فرق البطولة كازاخستان.

هذه المشاركة رسمت أكثر من علامة استفهام، فلاعبو المنتخب كانوا شبحاً في أرضية الملعب من حيث سوء التمرير والتمركز تحت السلة والتسديد من خارج القوس والرميات الحرة، وخارج القوس، وارتكبوا الكثير من الأخطاء (التورن أوفر) في كافة مبارياتهم.

فصول المسرحية الخاصة بتراجع كرة السلة السورية بدأت منذ أن تمّ انتخاب اتحاد جديد، الذي جاء بضغوط من القيادة الرياضية، فرئيس الاتحاد كان يهاجم الاتحاد السابق عبر المنابر الإعلامية، ووصل للرئاسة بعدما حصل على استثناء من خلف الكواليس، وبعهدة الاتحاد الحالي، تراجعت سلتنا، فخرجنا من تصفيات كأس العالم وتراجع تصنيفنا على اللائحة الدولية، وكما أسلفنا تعرّضنا لهزائم مهينة في كأس آسيا وتحولنا إلى حصالة للمنتخب الياباني بخسارة دخلت سجلات FIBA على مستوى العالم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قام الاتحاد الحالي بتبديل أربعة مدربين أجانب خلال عام واحد فقط، ولأول مرة يخلو كادر منتخبنا الوطني من مدرّبين وطنيين.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن مصاريف ونفقات البعثات الخاصة بالمنتخبات الوطنية (خاصة الرجال) بلغت مليارات الليرات ومئات آلاف الدولارات دون أية جدوى، وبدلاً من تحمّل مسؤولية الاتحاد للحالة التي وصلت إليها اللعبة من ترهل، تمّ اتهام الجمهور وتحميله مسؤولية الإخفاقات الإدارية والنتائج الكارثية.

طريقة انتقاء اللاعبين وعملية الإعداد للبطولة التي تأهلنا لها هي الأخرى شابتها الكثير من الملاحظات، وعليه فإن منتخبنا لم يكن بالبطولة ولا بالتصفيات المونديالية موفقاً، لا بالدفاع ولا بالهجوم، وظهرت العشوائية بأداء اللاعبين مع عدم قدرتهم على مجاراة لاعبي المنتخبات التي لعبنا معها، حتى المغتربون والمجنسون الثلاثة الذين لعبوا مع المنتخب كانوا عالة على الفريق!.

هذا التخبّط بأداء المنتخب وبطريقة انتقاء اللاعبين يتحمّله بالدرجة الأول مدرّب منتخبنا الإسباني خافيير الذي لم يكن موفقاً أبداً وكان عصبياً، ولم يستطع فعل أي شيء لوضع خطة أو تشكيلة مناسبة، ووضع الحلول للحدّ من قوة المنتخبات التي لعبنا ضدها.

وأخيراً.. يبقى السؤال المطروح: ما الفوائد التي حصلنا عليها من إنفاق مئات الآلاف من الدولارات على هؤلاء المدرّبين واللاعبين الأجانب عوضاً عن استثمارها في إعادة إعمار وبناء سلتنا بشكل علمي ومدروس؟ حيث كان الأفضل لو أنفقنا هذه الأموال على إعداد جيل جديد من الإداريين والمدرّبين وإقامة معسكرات لفرق القواعد لنحصد الثمار بعد سنوات!.

عماد درويش