أخبارصحيفة البعث

 بكين ترفض استئناف حوار الاستقرار الإستراتيجي مع واشنطن وروسيا تحذر من استخدام أسلحة ذرية في أوكرانيا

نيويورك – وكالات

أعلن المدير العام لإدارة الحدّ من التسلّح في وزارة الخارجية الصينية، فو تسونغ، أنّ بلاده لن تشارك في حوار الاستقرار الإستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة في حال استئنافه. وقال تسونغ، على هامش أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، في الأمم المتحدة، إنّ “بكين منفتحة على مناقشة هذه القضايا داخل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولكن ليس في صيغة ثلاثية”. وقال أنّ “فكرة المفاوضات الثلاثية ظهرت في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي أراد تبرئة نفسه والهرب من التزاماته بموجب معاهدة ستارت”.

وأشار المسؤول الصيني إلى أنّ بلاده “بعيدة كل البعد عن روسيا والولايات المتحدة” لناحية الترسانة النووية. وراى أنّ “مقترح انضمامها إلى المفاوضات الثلاثية، هدفه استخدام الصين ذريعة لتجنّب مزيد من التخفيضات في الترسانة النووية أو حتى إبرام معاهدة ستارت جديدة”.

من جانبه، قال ألكسندر تروفيموف، ممثل الوفد الروسي في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إن بلاده ستسمح فقط باستخدام الأسلحة النووية ردا على هجوم بمثل هذه الأسلحة.
وأضاف تروفيموف أن التكهنات بأن روسيا تهدد باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا “غير واقعية ومرفوضة تماما”، مشيرا إلى أنها لا تستبعد أن تستخدم أطراف أخرى هذه الأسلحة، وفقا لقناة “آر تي” الروسية.
وقال: “نرفض بحزم التكهنات التي لا أساس لها من الصحة وغير الواقعية والمرفوضة تماما بأن روسيا تهدد باستخدام الأسلحة النووية ولاسيما في أوكرانيا”.
وأضاف: “لا نستبعد أن يتم ذلك عن قصد (من قبل أطراف أخرى) من أجل إثارة الهيستيريا المعادية لروسيا”.
وأشار إلى أن العقيدة الروسية معروفة وواضحة للغاية، حيث أن موسكو “تسمح باستخدام الأسلحة النووية فقط ردا على عدوان باستخدام أسلحة الدمار الشامل أو ردا على عدوان باستخدام الأسلحة النووية ضدها”.

ومعاهدة ستارت الجديدة هي معاهدة لخفض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، وتعرف باسمها الرسمي “تدابير زيادة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها”. وتنص المعاهدة على خفض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الإستراتيجية للبلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق الإستراتيجية بنسبة 50% مقارنة بالمعاهدات السابقة.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن الاثنين، أنّ إدارته مستعدة للتفاوض على إطار عمل جديد بشأن الحد من التسلح مع روسيا، ليحل محل معاهدة “نيوستارت” التي تنتهي عام 2026.

ولفت بايدن إلى أنّ “الصين يجب أن تشارك في المحادثات الهادفة إلى تقليل مخاطر سوء التقدير ومعالجة الديناميكيات العسكرية المزعزعة للاستقرار، باعتبارها طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد في وقت سابق، أنّ “التزامات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بشأن نزع السلاح والاستخدام السلمي للذرّة وعدم الانتشار، تلبّي تماماً مصالح الدول النووية وغير النووية”.

بالتزامن، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى “تفعيل المعاهدات متعدّدة الطرف والآليات المتعلقة بنزع السلاح النووي وحظر انتشاره”.

وفي شهر كانون الثاني الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنَّ “التعهّد الذي وقّعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين،إضافة إلى روسيا، بشأن منع انتشار الأسلحة الذرية، أُعدّ بمبادرة روسية”، مضيفةً “موسكو ترر أن موافقة قادة الدول النووية الـ5 على بيان منع الحرب النووية، سيساعد في تخفيف التوترات على الساحة العالمية”.