ثقافةصحيفة البعث

القاضي ولد محمد عينين: لم نعد نرى فروقاً بين الشّعر السّوري والموريتاني

خلال وجوده في دمشق ومشاركته باجتماع المكتب الدّائم للاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، شارك عضو المكتب التّنفيذي في اتّحاد الكتّاب في موريتانيا الشّاعر القاضي ولد محمد عينين في المهرجان الشّعري الذي أقيم بمكتبة الأسد. وفي تصريح خاصّ لـ”البعث” تحدّث عن هذا الحضور بالقول: جئنا اليوم إلى دمشق لنشارك في هذا الاجتماع الدّاعم لإخوتنا السّوريين، ولنبارك لهم بدء تعافي سورية من الأزمة التي مرّت بها، راجين أن يكتمل هذا التّعافي وتعود سورية إلى سابق عهدها وتلعب دورها المنوط بها في الأمة العربية.

يغيب الشّعرُ الموريتاني عن السّاحة الشّعرية السّورية خصوصاً والوطن العربي عموماً لأسباب يوضّحها عينين بالقول: لدينا شعراء كبار ومعروفون ولهم مكانتهم، لكن السّبب في عدم وصول صوتهم وشعرهم هو بعد المسافة، فسورية تقع في أقصى الشّرق بالنّسبة لنا، وموريتانيا أقصى بلد بالنّسبة للمغرب العربي، ما يجعل التّواصل قليلاً وإن كان موجوداً عبر الدّعم السّوري للشّعب الموريتاني من خلال المنح الثّقافية والدراسية، فالكثير من الكوادر الموريتانية تخرّجت من الجامعات السّورية، هناك تواصل وتعاون بيننا لكن قد لا يكون ظاهراً للبعض.

وبالسّؤال عمّا إن كان الشّاعر الموريتاني أيضاً مطّلعاً على الحركة الشّعرية في سورية، يجيب عينين: الحركة الشّعرية في سورية واضحة وظاهرة للعيان منذ العصور القديمة، وأيّام البحتري وأبي تمام والأخطل، وبعدها جاءت أجيال قبلنا، ومثل نزار قباني، كلّها أسماء كبيرة قرأنا لها ودرسنا شعرها، نعم كنّا فيما سبق نرى فوارق بين الشّعر الموريتاني والسّوري، لكن في الوقت الرّاهن لا نرى ذلك لأنّ الفضاء أصبح مفتوحاً ويكاد يتوحّد الشّعر في السّاحة العربية.

ومهما طالت المسافات، تبقى اللغة الشّعرية تفعل فعلها في التّواصل والتّعارف والتّعريف ببيئة الشّاعر ومجتمعه، يوضّح عينين: اللغة الشّعرية تساهم في التّواصل بين أرجاء الوطن العربي خصوصاً، فالشّاعر ابن بيئته، وكلّ شاعر يستخدم مفردات بيئته ويستمد تخييله الشّعري منها، وبالتّالي ينقلها إلى أي بلد آخر يوجد فيه أو يصل شعره إليه.

“الأدب المقاوم” كان محور أوّلى النّدوات التي يقيمها الاتّحاد كنشاط مرافق للاجتماع، وبالسّؤال عن دور هذا الأدب في حياتنا وعن مفعول القصيدة الوطنية وأثرها وجدواها في ظلّ الحراك السّياسي العالمي الحالي، وخاصة التّطبيع الذي يسعى كيان العدو الصّهيوني إلى تحقيقه بكلّ أشكاله، ولاسيّما الثّقافي منه، يجيب  عينين: الأدبُ المقاوم ليس وليداً، إنّه موجود منذ القديم، فقد كان الشّاعر النّاطق الرّسمي باسم قبيلته وكان يرفع من همّتهم ويخفض من همّة الآخرين، لكن تحوّلت العملية اليوم من قبائل وعشائر إلى شعوب ودول، ويؤدّي الشّاعر الفلسطيني خصوصاً اليوم ومعه الشّاعر العربي عموماً هذا الدّور في دعم المقاومين برفع همّتهم.

نجوى صليبه