مجلة البعث الأسبوعية

قصر ابن وردان آبدة تاريخية ببادية حماة

البعث الأسبوعية- معالي الخالد

قصر ابن وردان آبدة تاريخية وأثرية ذات طراز معماري متميز عن غيره لا يماثله أي مبنى أثري آخر، فهو مبني وفق الطراز المعروف “بالأبلق” مداميك من الحجر والكلس والحصى تتناوب مع مداميك لون أسود بازلتية وهو يعود للعهد البيزنطي وتمهيداً لعهد عصر عربي وإسلامي قادم، فيه روعة في التسقيف والبناء المعماري المتميز.

وعن القصر قال حازم جركس رئيس دائرة آثار حماة بأن قصر ابن وردان يقع في الجهة الشرقية من مدينة حماة وعلى بعد 60كم تقريباً و2كم شرقي مدينة الحمرا ببادية حماة والذي يتألف من ثلاث أبنية مسجلة لدى المديرية العامة الآثار والمتاحف وهي:

قصر صليبي الشكل، قصر ابن وردان،  كنيسة مربعة ومقببة ثكنة عسكرية ضخمة، ويعود تسمية قصر ابن وردان لشخصية بدوية نفوذة عرفت منذ ثلاث قرون تقريباً بابن وردان من العشيرة التابعة لها وهي عشيرة العنزة، وليس أبن وردان هو صاحب البناء أو منفذه أو معاصره وإنما هو اتخذ القصر نزالاً له في الذهاب والإياب سعياً وراء الكلأ للمواشي وهذه عادة البدو بنسب الموقع لأول من يصله، وقد عرف بأن المنطقة الشرقية كانت تخضع لنفوذ عشيرة العنزة منذ أن أتوا من الحجاز 300 سنة مضت، وقد اختص عرب العنزة بالذات بكنية ابن مثل: ابن مرشد، ابن محجم….إلخ و(البو) اختص بها عرب الحديديين البو جميل البو حسن…

تقريبا يقع القصر شرق الكنيسة على مسافة 6، أما الثكنة العسكرية فتقع جنوبهم وقد قامت مديرية الآثار والمتاحف بترميم القصر بالثمانينات من القرن الماضي والكشف عن الكثير من معالمه الأثرية وأجزائه، يشغل بناؤه على مساحة 2 دونم تقريباً، بشكل مربع تتوسطه باحة سماوية مربعة الشكل طول ضلعها 5.25م تطل عليها الغرف بالأربع اتجاهات، والقسم الجنوبي من القصر يتكون من طابقين يضم قاعات كبيرة وغرف ويتكون شكل صليب من تقاطع المدخل الرئيسي مع قاعتي الجناحين الشرقي والغربي، يتم الدخول من الواجهة الجنوبية عبر المدخل إلى الصالون وهو قاعة كبيرة.

أما السقف فهي على شكل قبوات سريرية أو نصف قبة أو عقود متصالبة مبنية من الحجر بالكلس والحصى وخلطة من مونة تقليدية وذلك بطريقة فنية جميلة جداً والأرضية مبلطة بالحجر البازلتي يتم الدخول من المدخل الرئيسي الموجود بالجهة الجنوبية عبر قاعة كبيرة طولية أرضيتها من حجر البازلت وجدرانها سميكة تتراوح بين 60-80سم وفق النظام المبنى المسمى بالأبلق والسقف من الحجر مسقوفة على شكل مربع متصالب بالشمال ومستطيل متصالب بالوسط ونصف قبة بالجنوب، وبالمقابل باب آخر يصل على الفسحة السماوية مربعة الشكل للجهة الغربية حيث تتألف من قاعة الجناح ومن هذه القاعة الصالون يتم الدخول إلى الجهة الشرقية والمناظرة تقريباً الشرقي وأيضاً إلى 3 غرف صغيرة واثنتان سقفها على شكل نصف قبة وقبة نصف دائرة.

 

ويتابع جركس بأن هذه المنطقة غنية بالخصب والنماء في أكثر المواسم خلافاً لما يقال بأنها منطقة صحراوية لا ماء فيها ولا شجر

ووجد بالقصر وحده 3 آبار نبع ماء عذب، أما الكنيسة تقع بالجهة الغربية من قصر ابن وردان يصل ارتفاعها حتى 20م بقبتها السامقة وجزئها الشمالي كاملاً تقريباً، وهناك مايسمى التريفوروم الشرفة الموجودة في الأعلى وشكل الكنيسة مستطيل بالإضافة لبرج الدرج الموجود بالجهة الشمالية الغربية الذي يؤدي للطابق العلوي وهو بارز عنها والرواق بداخل الكنيسة ينتهي بحنية الهيكل المذبح من الشرق وواجهتها من الشرق ومن الخارج منبسطة ومن حول الرواق الأوسط يوجد رواقان واحد من الشمال والآخر من الجنوب ينفتحان على الرواق الأوسط لوسط أو الصحن المركزي عبر أعمدة مستديرة لها تيجان.

ومن الغرب يتصل الصحن بالنارتكس عبر مدخل ضيق في الأسفل وفي الأعلى طابق التريفورم حيث ينفتح بخمسة مداخل مقوسة تطل على الهيكل والجوانب.

وقد بنيت على مستطيل الصحن قبة محمولة على أقواس وقناطر من الشرق والغرب تحملها أعمدة وجدران الرواقين حيث تحول المستطيل إلى مربع فوقه مثمن يحمل القبة وهذه طريقة بناء القباب، وقد بنيت الواجهات بمداميك كبيرة بازلتية من الحجر المصقول والحجر البازلتي الصغير بالأعلى وقد تناوبت بالبناء مع الحجر المبني بمونة تقليدية من الكلس والحصى ولقد تخللت الواجهات الأربع نوافذ لها قناطر من الحجر فوق سواكف من حجر البازلت وازدانت أطر المداخل بالزخارف النافرة ما بين كتابية يتوسطها صليب للمدخل الجنوبي وبين هندسية ونباتية تمثل أغصان الكرمة وعناقيد العنب بالإضافة لفناء الواجهة الشرقية تضم صفين من النوافذ ثالثة في الأدنى بأطر كلسية ومقوسة وخمسة في الأعلى بقناطر آجرية وفي الواجهات الأخرى مثلها.

الواجهات الداخلة تغطيها الفسيفساء الحجرية والزجاجية المدهونة والحجرية ملونة والسقف مزخرف برسوم دهانية ملونة والأرض مرصوفة بالرخام والحجارة الملونة بأشكال هندسية رائعة من نوعه بالكنيسة طريقة بناء القبة فريداً وطريقة بناء القناطر بالكنيسة: هي مدببة ذات مركزين تختلف عن الأقواس نصف الدائرية المتعارف عليها بالعهد الروماني والبيزنطي.

وكتابات الكنيسة: هناك كتابة يونانية على ساكف المدخل الجنوبي الكبير تؤرخ البناء عام 564م، ويتوسطها دائرة فيها صليب ذو ثماني أذرع بالإضافة لزخارف هندسية ونباتية وكلمات عربية ورسم حمل وغناء من الأدنى.