تأطير التحريض.. حيل واشنطن المفضلة
عائدة أسعد
كانت رحلةُ نانسي بيلوسي إلى تايوان الصينية بصفتها رئيسة مجلس النواب بالولايات المتحدة انتهاكاً صارخاً لمبدأ “صين واحدة” الذي اعترف به المجتمع الدولي بأكمله بما في ذلك الولايات المتحدة.
لقد كشفت زيارتها للجزيرة عن مدى خطورة عواقب تواطؤ السلطات الراغبة في الانفصال في الجزيرة والولايات المتحدة. ومهما قالته منذ ذلك الحين عن زيارتها، هناك أكثر من سبب كافٍ لتفهم الدول أن ما فعلته بيلوسي كان طائشاً، وأن تشعر بالقلق حيال موقع زيارتها في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، خاصةً وأن معظم الدول تعلم أن تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادات في العالم سيكون له تأثير مباشر على مستقبل تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وأن زيارتها كانت استفزازاً صارخاً!.
لقد دعم المجتمع الدولي -أكثر من 170 دولة- مبدأ صين واحدة، كما أوضحت الأمم المتحدة الحفاظ على قرار الجمعية العامة رقم 2758 والذي يتمثل جوهره في مبدأ الصين الواحدة.
إن العالم بأسره يعرف مدى أهمية العلاقات الصينية الأمريكية من أجل السلام والتنمية في الاقتصاد العالمي وللجهود المتضافرة التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية. والعالم على دراية أن الصين حاولت جاهدة إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأنها لن تتنازل عن مصلحتها الأساسية لهذا الغرض، وأنه من خلال زيارتها لتايوان، لعبت بيلوسي إحدى الحيل المفضّلة لواشنطن، وقامت بتأطير التحريض على أزمة بطريقة يمكنها من خلالها تصوير أزمة خاصة بها وأهداف السياسة الخارجية باعتبارها واجباً أخلاقياً للعالم بأسره.
لقد انتهكت الولايات المتحدة ورئيسة مجلس نوابها سياسة الولايات المتحدة مبدأ “صين واحدة” المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاثة التي وقعتها الولايات المتحدة مع الصين، وبات العالم برمته يعلم أن الولايات المتحدة هي المخطئة مهما كانت تزعم خلاف ذلك.