دراساتصحيفة البعث

الأرض بحاجة إلى عمل مناخي جماعي

ترجمة: هناء شروف

 تأتي الأخبار سريعة ومقلقة حول المتغيرات المناخية، كون هذا أحد أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق، الأمر المثير للقلق هو أن درجات الحرارة الشديدة قد أذابت العديد من الطرق، وتحولت إلى اللون الأسود في المملكة المتحدة الشهر الماضي، وهو أمر أصبح شائعاً في الغرب.

وفي دراسة جديدة حول تغير المناخ، تبيّن أن أكبر صفيحة جليدية في العالم تواجه مستقبلاً غامضاً، خاصة أن مصيرها في أيدي البشرية، حيث أكدت الدراسة أنه إذا أدى الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق درجتين مئويتين فقد يذوب الغطاء الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بعدة أمتار.

يضم شرق القارة القطبية الجنوبية الغالبية العظمى من الجليد على الأرض، والذي اعتقد علماء المناخ أنه مستقر، ولكن الآن تظهر علامات على كونه شديد التأثر بتغير المناخ، ويقول العلماء إنه إذا ذاب كل هذا فإن مستوى سطح البحر سيرتفع بمقدار 52 متراً.

ومما يزيد المخاوف حقيقة أن الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا “القارة القطبية الجنوبية”، على الرغم من أنه أصغر بكثير من الغطاء شرق أنتاركتيكا، أصبح بالفعل غير مستقر، وستؤدي الخسارة الكلية للغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا إلى رفع مستوى سطح البحر بمقدار 5 أمتار.

وقد حذر العلماء من أن الغطاء الجليدي في غرينلاند الذي يصل إلى 7 أمتار قد يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، وربما ترتفع مستويات سطح البحر أسرع مما كانت عليه منذ حوالي 3000 عام، لأن الأنهار الجليدية الجبلية والصفائح الجليدية في غرينلاند تذوب بمعدل سريع غير مسبوق، وتتوسع مياه المحيطات مع ارتفاع درجة حرارتها بسبب الاحتباس الحراري، كما أن ارتفاع مترين من مستوى سطح البحر يمكن أن يتسبب في كارثة للعالم، لاسيما المناطق الساحلية، بما في ذلك المدن الشهيرة مثل: نيويورك وشنغهاي ومومباي.

لقد اعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي أهداف مؤتمر “آيتشي” في اليابان عام 2010 لحماية التنوع البيولوجي الذي يدعم الأمن الغذائي العالمي والمياه النظيفة وصحة الناس، لكن الصفقة العالمية المتوقعة لوقف فقدان التنوع البيولوجي تحللت في الخلافات، على الرغم من أن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية أكد في العديد من المناسبات على أن انخفاض التنوع البيولوجي يشكّل تهديداً للأجيال القادمة من البشر.

تم تصميم الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لإحياء فقدان الأنواع، وإعادة تصور أهداف “آيتشي” في فترة ما بعد عام 2020 من خلال زيادة تغطية المناطق المحمية البرية والبحرية، وإدخال لوائح وسياسات أفضل للتنمية المستدامة، وحماية الأنواع المتنوعة بيولوجياً لتعزيز جهود بناء القدرات والتنمية لخلق المزيد من المساحات الخضراء والزرقاء في المناطق الحضرية والمكتظة بالسكان.

هناك خبر آخر مزعج وهو احتمال أن يؤدي تغير المناخ إلى تعطيل الإشارات البيئية، ما يدفع الحيوانات إلى الهجرة، ولكن ما الذي يمكن أن يكون مزعجاً بشأن ذلك؟.. عندما تهاجر الحيوانات فإنها تفعل ذلك استجابة للإشارات البيئية التي توجّه طريقة ومدى عملية الهجرة، لذلك فإن تغير المناخ الذي سيوجّه ضربة مروعة للأنواع المهاجرة أمر مأساوي بما فيه الكفاية، ولكن الأسوأ من ذلك، كما أظهرت الدراسة مؤخراً، أن الاضطراب سيؤدي إلى اتصال غير عادي بين الأنواع، ما قد يتسبب في انتقال الفيروسات وطفرات جديدة، وعلى هذا النحو، وبغض النظر عن التأثير البيئي الهائل على الحيوانات العالمية، يمكن أن يؤثر بشكل خطير على صحة الإنسان، لأن غالبية تهديدات الأمراض المعدية الناشئة هي حيوانية المنشأ.