ثقافةصحيفة البعث

“كازي روز”.. وائل رمضان يعيد القطاع الخاص إلى السينما

أمينة عباس 

بعد خوض تجربته الإخراجية الأولى له في السينما من خلال فيلم “كازي روز” الذي تمّ الاحتفاء بعرضه الأول مؤخراً في صالة سينما سيتي، أكد مخرجه وائل رمضان في تصريح لـ “البعث” أن هذه التجربة شجعته كثيراً على تكرارها والتفكير بشكل جديّ في أن تحتل مشاريعُه السينمائية الأولوية، موضحاً أن الفيلم عبارة عن فكرة تمّ بناؤها تدريجياً في ظل وجود شركة إنتاج خاصة تبنتها ودعمتها، مؤكداً، وهو الذي سبق أن أخرج للتلفزيون عدة أعمال، أن العمل في السينما مختلف تماماً عن العمل في الأعمال التلفزيونية لأن تكنيك العمل السينمائي له أدواته وتقنياته المختلفة، وهي تخضع لمواصفات وشروط لا تشبه شروط العمل التلفزيوني، مبيناً أنه لا يتابع أعماله بعين المُشاهد بل بعين الناقد أولاً، وهو من النوع الذي لا يصل إلى الرضا عنها، وأنه قدم كل ما لديه في هذا الفيلم وحاول أن يصل إلى نتيجة أقرب إلى الرضا.

وعبّر رمضان عن سعادته بعودة القطاع الخاص إلى عالم السينما من خلال “كازي روز” الذي أنتجته شركة “بايورتا”، منوهاً بدور القطاع الخاص الذي غاب عن السينما منذ سنوات في تكريس الحالة السينمائية إلى جانب الدور الذي يقوم به القطاع العام عبر المؤسّسة العامة للسينما، موضحاً أن الفيلم اجتماعي تراجيكوميدي، تدور أحداثه ضمن إطار التشويق والإثارة داخل مطعم روز الليلي الذي يجمع أشخاصاً عدة من فئات وطبقات اجتماعية مختلفة، يتعرّضون في إحدى الليالي وهم داخل المطعم إلى حدث استثنائي يجعلهم يعيشون لحظات من الخوف والتناحر أحياناً والتقارب أحياناً أخرى، حيث تنكشف الأقنعة وتسقط، ولاسيما عندما تقترب اللحظات الأخيرة من حياة هؤلاء الأشخاص، فنراهم على حقيقتهم وفطرتهم الأولى بما لهم وما عليهم، وقد ذهب رمضان بهذا الاتجاه لأن الناس متعطّشة حسب رأيه لمشاهدة هذا النوع من الأعمال السينمائية، فهي تريد ما هو قريب منها ويلامسها ويحكي عن جراحها.

خلف الكاميرا 

وأوضحت الفنانة سلاف فواخرجي المشارِكة في الفيلم، كمشرف فني وكاتبة للسيناريو، أن الغاية منه كانت تقديم فيلم جماهيري حقيقي للناس يشبههم وقريب منهم عبر سيناريو وحوار كتبته بحكم وجودها كمشرف فني فيه ونتيجة لظرف معيّن، متمنية أن يكون خطوة باتجاه خطوات أخرى على صعيد عودة القطاع الخاص إلى إنتاج الأعمال السينمائية، دون أن تنكر أن المغامرة تحيط بمثل هذه الأعمال في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها والتي ساهمتْ في اختفاء سينما القطاع الخاص، مؤكدة أن المراهنة في العمل كانت على الموضوع، فقد كان هناك حرص على أن يتناول مواضيع قريبة من الناس تشجع على متابعة الجمهور لها. وعبّرت فواخرجي عن سعادتها بوجودها خلف الكاميرا، وهو مكان يعني لها الكثير، وقد استطاعتْ أن تتعامل مع مهمتها الفنية بعيداً عن رغبتها بالوقوف أمام الكاميرا انطلاقاً من إحساسها  الكبير بالمسؤولية التي حتّمت عليها متابعة كل التفاصيل، من هنا رأت أن جميع المشاركين في الفيلم قدموا أفضل ما لديهم.

ما يريده المخرج 

وتحدث الفنان غسان عزب، وهو من المشاركين في بطولة الفيلم، عن كواليسه والأجواء الأسرية التي كانت سائدة فيه، وانعكست على الشاشة بفضل وجود فريق عمل محب ومتعاون، مبيناً أنه أُعجِب بالشخصية التي أداها في الفيلم، وخاصة ذاك التحول الذي طرأ عليها تدريجياً، منوهاً بأن هذا الفيلم هو تجربته السينمائية الرابعة، وكان آخرها فيلم قدمه عام 2007 وأنه على الرغم من الفترة الطويلة التي غاب عنها عن السينما إلا أن أدواته كممثل كانت موجودة وحاضرة في فن السينما الذي يهتمّ بأدق التفاصيل، مشيراً إلى أن علاقة الصداقة الوطيدة التي تربطه بوائل رمضان سهّلت عمله كممثل إدراك ما يريده المخرج.

مغامرة

وأشار جميل الغيث، وهو شريك في شركة “بايورتا” التي أنتجت الفيلم، إلى أن حب الفن أغرى الشركة لإنتاج هذا الفيلم، إضافةً إلى حالة التقصير الموجودة على صعيد السينما الخاصة، دون أن ينكر أن خوض هذه التجربة كان مغامرة، لكنها في الوقت ذاته خلقتْ لديه روح التحدي لتشجيع الآخرين على العودة إلى السينما.