أخبارصحيفة البعث

شهيد في طوباس.. وطيران مسيّر لاقتحام مدن الضفة

البعث – وكالات:

يستعدّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام الطائرات المسيرة أثناء تنفيذ اقتحاماته اليومية والوحشية في مدن الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذه الاقتحامات التي تشهد يومياً استشهاد وجرح واعتقال عشرات الفلسطينيين، لا تجد من الدول الغربية أيّ إدانة ولو خجولة على غرار غيرها من القضايا الدولية، وتستغل سلطات الاحتلال هذا الصمت لممارسة المزيد من التهجير والهدم لمنازل وأراضي الفلسطينيين، بينما يمارس المستوطنون عربدتهم اليومية تجاه المسجد الأقصى ويواصلون اقتحامه دون وازع أو رادع.

ففي تصعيد خطير للممارسات الوحشية بحق الفلسطينيين، أعلن جيش الاحتلال اليوم أنه سيستخدم الطائرات المسيرة خلال عملياته العسكرية في الضفة الغربية.

وقال المراسل العسكري لقناة 11 “الإسرائيلية”: “إن قادة الجيش في الضفة الغربية عملياً قاموا بالتدرّب على تشغيل الطائرات المسيرة، وسيقومون بتفعيلها في حال تنفيذ الاعتقالات التي تبدو صعبة على الجيش، حيث سيتم قصف المواقع بوساطة الطائرات المسيرة”.

ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة جنوب طوباس، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى استشهاد الشاب يونس تايه 21 عاماً بإصابته برصاصة مباشرة في القلب، كما قامت باعتقال شابين.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينياً إثر إصابته برصاصها في قرية سالم شرق مدينة نابلس.

وأفاد مصدر طبي في نابلس بأن الطواقم الطبية تمكّنت من تقديم الإسعاف الأولي للشاب، حيث أصيب بحروق وشظايا باليد والبطن، إلا أن قوات الاحتلال منعتها من نقله وقامت باعتقاله.

جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه عدة أحياء في مدن قلقيلية وطولكرم والقدس ونابلس وبلدات سلواد وكفر عين في رام الله ودورا ودير العسل وخاراس في الخليل، واعتقلت خمسة وعشرين فلسطينياً.

وفي سياق التدمير الممنهج لأراضي وممتلكات الفلسطينيين لتهجيرهم والاستيلاء عليها، اقتحمت جرافات الاحتلال بلدة عناتا شمال شرق القدس، وهدمت ثلاث مزارع إحداها للخيول واثنتان للأغنام والدواجن.

وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، هدمت قوات الاحتلال قرية العراقيب في منطقة النقب للمرة الـ206، منذ هدمها الاحتلال أول مرة يوم الـ27 من تموز 2010.

ويعيد أهالي العراقيب الذين يبلغ عددهم 800 نسمة نصب خيامهم من جديد كل مرة من الأخشاب وأغطية النايلون، تصدّياً لمخططات الاحتلال باعتقالهم وتهجيرهم من أرضهم.

وفي سياق متصل، اقتحم مستوطنون إسرائيليون اليوم بلدة بيت دجن شرق مدينة نابلس، وهدموا خزاناً لجمع مياه الأمطار يتسع لأكثر من 4 آلاف كوب سنوياً، ويُستخدم لري المزروعات ودمّروا شبكات ري على مساحة 17 دونماً، وسرقوا مضخة للمياه.

وفي القدس المحتلة، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

سياسياً، دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووقف جرائم الاحتلال اليومية بحق الفلسطينيين.

وأشارت الهيئة في بيان، إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد تصعيداً خطيراً في عمليات القتل الدموية والوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال بدم بارد، موضحةً أن هذه الجرائم تصل إلى مستوى جرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1994.

ولفتت الهيئة، إلى أن صمت المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية عن هذه الجرائم وإفلات سلطات الاحتلال من المحاسبة، هو الذي يشجّعها على التمادي في ارتكابها، مشدّدةً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال دفاعاً عن حقوقه ومقدساته مهما بلغت التضحيات.

من جانبها، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يصعّد جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لتحقيق أهدافه الاستعمارية التوسعية العنصرية والقضاء على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية، ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفه.

وأدانت خارجية السلطة، جريمة إعدام الشاب يونس تايه برصاص قوات الاحتلال في طوباس، مشيرةً إلى أنها حلقة في سلسلة التصعيد الإسرائيلي الدموي والممنهج ضد الفلسطينيين لكسر إرادة صمودهم وتمسّكهم بأرضهم وحقوقهم الوطنية العادلة والمشروعة.

وبيّنت، أن الإعدامات الميدانية وهدم المنازل والاعتقالات العشوائية وسرقة المزيد من الأرض لمصلحة الاستيطان وتعميق عمليات تهويد القدس ومقدساتها، والتي كان آخرها مخططاً لإقامة 900 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة على حساب أراضي قرى شمال القدس وعمليات التطهير العرقي الواسعة النطاق في عموم الضفة الغربية، ترجمة لسياسة الاحتلال التي تقوم على عدم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة التي أقرّتها الأمم المتحدة.