أخبارصحيفة البعث

رئيسي: لابدّ من ضماناتٍ أمريكية للوصول إلى اتفاق نووي

نيويورك – طهران – وكالات:

على خلفية أعمال الشغب والعنف التي شهدتها بعض المناطق الإيرانية بحجّة وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، نتيجة أزمة قلبية داخل أحد مراكز الشرطة الإيرانية، هذه الأعمال التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإيرانيين بينهم عناصر من الشرطة، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه تواصل شخصياً مع أسرة الشابة، ووعدها بألا يضيع حقها، بينما أصدر الحرس الثوري بياناً أن أعمال الشغب والاحتجاجات محاولة عبثية من أعداء الشعب الإيراني ستبوء بالفشل.

وجاءت أعمال الشغب رغم نشر الشرطة الإيرانية فيديو من كاميرات المراقبة يوثق اللحظات الأخيرة في حياة أميني في مركز الشرطة ويثبت عدم تعرّضها لأي عنف أو إيذاء، ويظهر كيف كانت تتحدّث إلى سيدة أخرى وفجأة عانت من مشكلة في القلب وأمسكت رأسها وسقطت أرضاً، وعلى الرغم من تأكيد المدير العام للطب الشرعي في طهران مهدي فروزش عدم وجود آثار للضرب والجروح على رأس ووجه أميني، وأن كل ما يقال عن ذلك معلومات دعائية مضللة هدفها الفتنة وإثارة الرأي العام، استمرّ التحريض على العنف بشكل يوحي بأن الاحتجاجات تُدار من الخارج.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة، وفي ردّ على سؤال بشأن حادث وفاة أميني، قال الرئيس الإيراني: إنّ “الدفاع عن حقوق الإنسان هو جوهر الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأضاف: “تواصلت شخصياً مع أسرة الشابة، ووعدتهم بألا يضيع حقها”، مشيراً إلى أنّ “السلطات القضائية ستعلن نتيجة التحقيق في الحادث عند انتهاء التحقيقات”.

وأشار رئيسي، إلى أنّ “مدّعي حقوق الإنسان لا يُظهرون أيّ تعليق على مقتل النساء والرجال في الدول الغربية والولايات المتحدة على يد الشرطة”.

وفي شأن المفاوضات النووية، أكد الرئيس الإيراني أن موقف بلاده بشأن القضية النووية منطقي ويمكن الدفاع عنه، مشيراً إلى ضرورة إيجاد طرق مبتكرة لمنع إجراءات الحظر الأميركية الأحادية والظالمة.

وقال رئيسي: “إننا مستعدّون للتوصل إلى اتفاق عادل، ونؤكد أنه بالنظر إلى التاريخ السلبي لأمريكا فمن الضروري الحصول على ضمانات لمنع تكرار تلك التجربة المريرة”.

وأكد الرئيس الإيراني احترام “الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية”، معتبراً أن “الاتصالات والحوارات الإقليمية الإيرانية تتقدّم”.

في سياق متصل، قالت العلاقات العامة في الحرس الثوري في بيان: “إن أعداء إيران يستغلون كل فرصة لتحقيق مآربهم، وما يجري اليوم هو مؤامرة تأتي بعد جمع وتوحيد وتنظيم وتدريب كل القدرات الفاشلة والمبعثرة لهم”.

وأضاف البيان: “إن الفتنة الحالية لن تسفر إلا عن فشل آخر يكون عبرة تضاف إلى قائمة إخفاقات جبهة أعداء إيران وأعداء الثورة”، مطالباً السلطة القضائية بالكشف عن مروّجي الشائعات والكاذبين في الفضاء الافتراضي والحقيقي ممّن يعرّضون المجتمع للخطر والتعامل معهم بحسم وإنصاف ليكونوا عبرة لغيرهم.

وثمّن الحرس الثوري بصيرة الشعب الإيراني وعدم انسياقه مع مؤامرة العدو المنظّمة ضد أمن إيران، معتبراً أن الفتنة الحالية هدفها الانتقام من صمود الشعب الإيراني ومن تطوّره ونجاحه وإنجازاته الإستراتيجية.

وقال البيان: “إن اغتيال علماء ونخب البلاد وشنّ حرب اقتصادية وفرض عقوبات قاسية واستمرار الدعاية والحرب الإعلامية والتحريض على التظاهر بعد وفاة أحد أبناء الوطن واختلاق روايات كاذبة ليست سوى أمثلة قليلة من أفعال نظام الهيمنة والاستكبار والصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران”.

من جهة أخرى، حذّر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، اليوم الخميس، من أنّ “القوات المسلحة لن تتساهل إزاء أي تغيّرات أمنية وحدودية تهدّد مصالح إيران”، مؤكداً أنّ بلاده ستردّ “بشكل مدمّر على الأعداء إن أخطؤوا في حساباتهم معها”.

وقال باقري، في عرض عسكري في طهران: إنّ “لدى إيران قدراتٍ مسلّحة كثيرة لم تكشف عنها حتى الآن”، مشيراً إلى أنّ “وجود الصهاينة في الخليج غير شرعي”.

وأوصى في كلمته أذربيجان وأرمينيا أن يحلا مشكلاتهما بالحوار والوسائل السلمية، مبيّناً أنّ “إيران لا تقبل أي حرب أو تغيير في الحدود، ولن تسكت عن ذلك في حال حصوله”.

وأضاف: “نتوقع من البلدان الجارة لنا في جنوبي الخليج أن تراقب شيطنة وفتن الكيان الصهيوني، فوجوده في دول ومياه الخليج غير شرعي ومزعزع لأمن المنطقة واستقرارها”، معقّباً: “إيران تتابع وترصد جميع تحرّكات هذا الكيان، وفي حال أحسسنا بوجود أي مؤامرة أو تهديد يستهدفنا من قبله، فسنردّ عليه وعلى الداعمين له بكل حزم”.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “مهر” للأنباء عن باقري قوله: “ستقام تدريبات بمشاركة القوات البحرية الإيرانية والروسية والصينية في الجزء الشمالي من المحيط الهندي هذا الخريف”، مشيراً إلى أنّ باكستان وعُمان وغيرها من الدول قد تشارك في التدريبات.

جاء ذلك بينما أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إلى أنّ “الأعداء يعلمون أنّ تهديدهم إيران سيُقابل بتهديد، وأيّ إجراء ضدّنا سيواجه بإجراء وردّ”.

وقال قاليباف، ضمن مراسم انطلاق أسبوع “الدفاع المقدس” في مدينة بندر عباس جنوبي البلاد: إنّ “قدرة إيران هي التي أوجدت هذه القوة الردعية، وما نريده هو تعزيز الاستقرار في جنوب غربي آسيا والخليج”.

وتابع المسؤول الإيراني: “منطقنا يقول إنّ كل زعزعة للأمن في منطقتنا ستنتهي عندما ترحل القوى غير الإقليمية منها”، مشيراً إلى قدرة إيران والدول الصديقة على أن تحلّ خلافاتها وأن تعزّز الأمن في المنطقة.