منتخبنا في دورة الأردن… بلا أهداف ضاع وأضاع هويتنا الكروية!
ناصر النجار
كثرت الأقاويل والتعليقات والتحاليل عن أداء منتخبنا الوطني في دورة الأردن الدولية التي لعب فيها منتخبنا مباراتين مع الأردن والعراق وخسرهما، ورافق هاتين الخسارتين أداء سلبي لم يرض عشاق المنتخب فجاءت معظم التعليقات منتقدة، بعضها حمّل المدرب مسؤولية المستوى المتدني الذي قدمه المنتخب، وبعضها حمّلها للاعبين الذين افتقدوا للحماس والصلابة في هذه المشاركة.
المستغرب عدم وجود شيء جديد في المنتخب، واللاعبون الذين تم استدعاؤهم للمنتخب هم أنفسهم الذين مثلوا منتخبنا في السنوات الماضية، لذلك نستغرب عملية التجريب والتغيير في المنتخب أثناء المباريات بطريقة لا مبرر لها، لذلك كنا نتمنى أن يلعب المدرب بتشكيلة ثابتة مفهومة المعالم والخطوط لا أن يفاجئنا باختراعات ما أنزل الله بها من سلطان، وكنا نتمنى أن يلعب كما تلعب كل المنتخبات العربية والعالمية، مع العلم فإن الجمهور حفظ اللاعبين ومراكزهم عن ظهر قلب وبعضهم قادر على تقديم تشكيلة أفضل.
مشكلة كرتنا التي ظهرت في الموسمين الماضيين كانت دفاعية بالدرجة الأولى، وللأسف لم يغير المدرب بالخط الخلفي أي شيء فلم نشهد التوازن المطلوب والتمركز الصحيح، وجاء بالمدافعين ذاتهم الذين لم يفلحوا في كل المباريات السابقة مع العلم أن لاعبي خط الدفاع تجاوزوا الثلاثين من العمر وباتوا مستهلكين، وكان من الأفضل استدعاء مدافعين جدد لهم بصمات في أنديتهم والعمل على منظومة دفاعية جديدة تخدم منتخبنا لسنوات، المدافعون الجدد لن يخذلونا أكثر مما خذلنا القدامى فممن سنخاف في اتخاذ خطوة شجاعة كهذه؟.
خط الوسط على ما يبدو لم يعرف طبيعة مهامه واكتشفنا ذلك من خلال التوزيع العشوائي على أرض الملعب فضلاً عن أننا لم نفهم طبيعة الوظيفة المسندة لهؤلاء اللاعبين، التوزيع على الورق شيء وداخل الملعب شيء آخر لذلك لم نفهم طبيعة المهام الموكلة بخط الوسط في المباراتين!
وفي الهجوم كانت المشكلة رغم أننا نملك الحلول الكثيرة ولدى المدرب الهوامش الواسعة ليكون خط الهجوم أفضل خطوط المنتخبات الأربعة لكون مهاجمينا من أفضل المهاجمين في المنطقة، لكن أن تلعب مع الأردن بمهاجم واحد وسط غابة من المدافعين فهذا يعني أنك ستخسر المباراة دون أدنى شك، وأن تزج بكل المهاجمين بمباراة العراق بعملية تدوير غير مفهومة فلن تسجل أي هدف وهذا ما حصل.
أضعنا فرصتين ذهبيتين بالفوز على الأردن التي لم تظهر بالجودة المطلوبة وعلى العراق الذي قدم أسوأ نسخة في تاريخ العراق الكروي وخرجنا بحصيلة مخزية من الأرقام والإحصائيات في هذه المشاركة.
المنتخب سيستمر لكن الذي لا نتمناه أن تبقى كرتنا تدور في حلقة مفرغة، والحل عند أصحاب الشأن.