رئيسي: العقوبات الغربية ومحاولات إثارة الفوضى وجهان لعملة واحدة
طهران – سانا:
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن العقوبات الغربية على إيران ومحاولات إثارة الفوضى فيها وجهان لعملة واحدة.
وقال رئيسي في مقابلة تلفزيونية مساء أمس: إن الذين تسبّبوا في زعزعة الأمن في المجتمع وأضرّوا بأرواح المواطنين وممتلكاتهم في أعمال الشغب واستغلوا قضية وفاة مهسا أميني كذريعة لضرب أمن البلاد يجب التعامل معهم بحزم، وتسليمهم إلى العدالة وكذلك من حرّضهم على فعل ذلك.
وأضاف رئيسي: بغض النظر عن وجهات النظر السياسية، فإن موضوع وفاة أميني يجب توضيحه بشكل شفاف لأن من شأن ذلك أن يساعد على تصحيح الأمور والشعب الإيراني يعرف جيداً أن الأعداء لا يريدون ازدهاره ويسعون إلى خلق حالة من انعدام الأمن، مشيراً إلى ضرورة تحديد الخط الفاصل بين الاحتجاج وأعمال الشغب، لأن الأصوات المعارضة يجب سماعها، فهذا يساعد على تحسين أمور المواطنين، مشدّداً على أن الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية هو أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
وفي الشأن النووي، لفت الرئيس الإيراني إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق عادل وجيد في مفاوضات فيينا في حال أوفى الأمريكيون والأوروبيون بالتزاماتهم، مبدياً استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق جيد مبنيّ على الضمانات وإمكانية التحقق من الالتزامات، وموضحاً أن إيران أكدت في النص الأخير الذي قدّمته في المفاوضات النووية ضرورة أن تحصل على ضمان موثوق به لرفع العقوبات، حتى يتمكن الشعب الإيراني من التمتع بالفوائد الاقتصادية للاتفاق.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن من يتشدّق بدعم الشعب الإيراني، ويعرب عن قلقه إزاء معاناته هو السبب في الكثير من المشكلات التي يعاني منها هذا الشعب.
وكتب ناصر كنعاني اليوم على موقع إنستغرام: “أولئك الذين يزعمون هذه الأيام أنهم يتعاطفون مع الشعب الإيراني، ويطلقون شعارات وهتافات “الحياة”، و “الدفاع عن حقوق الانسان”، هم أنفسهم الذين يحاولون جعل الشعب الإيراني يائساً وعاجزاً، بانتهاج سياسة الضغط الأقصى، والحظر المدمّر ضده منذ سنوات، بهدف إجباره على الخضوع أمام مطالبهم ومطامعهم الاستكبارية”.
وأضاف كنعاني: إن هؤلاء أنفسهم هم من حرموا مرضى السرطان والأطفال المصابين بأمراض مستعصية في إيران من الأدوية الخاصة، حتى يموتوا ظلماً، مشيراً إلى أن “هناك أشخاصاً خارج الحدود لم يرفعوا صوتهم مرة واحدة، احتجاجاً على آلام ومعاناة مواطنيهم الإيرانيين، بسبب الحظر الجائر والضغط الأقصى الذي مارسه العدو ضد شعبنا، بينما نراهم يزعمون هذه الأيام أنهم يريدون إيصال صوت الشعب الإيراني إلى أسماع العالم مع إقامة التجمعات، والحفلات الموسيقية، والرقص، وأحياناً مهاجمة السفارات”.
وأشار كنعاني إلى أن الشعب الإيراني لطالما أكد منذ بداية أيام الانتصار للثورة الإسلامية أننا لن نستسلم تحت وطأة المصاعب والمشكلات.
من جهة أخرى، قال محافظ طهران، محسن منصوري: إنّ أعمال الشغب الأخيرة انتهت، وطهران تشهد هدوءاً وأمناً منذ عدة ليال.
وأضاف: إن الأعداء أصبحوا يائسين جداً، مشيراً إلى أنّ أحد قادة مثيري الشغب في الخارج اتصل بعناصره في الداخل طالباً منهم عدم السماح بإخماد الشغب حتى إذا أشعلوا حاويات النفايات في الأزقة، وتابع: نحن نفرّق بين المغرّر بهم ومثيري الشغب، وستتم محاسبة المشاهير الذين نفخوا في نار أعمال الشغب الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، كشف أمين المجلس التنسيقي للمصارف الحكومية علي رضا قيطاسي عن الخسائر المترتبة على الاعتداء على المصارف، قائلاً: إنّها “تقدّر بـ450 مليار تومان، حيث جرى تحطيم واجهات 323 مصرفاً، وتخريب 16 مصرفاً بالكامل، و21 آخرين تضرّرت بنسبة 20% إلى 40%، وسرقة 11 مصرفاً، وتخريب 284 صرافاً آلياً”.
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران لإبلاغه إدانة إيران للتدخل الفرنسي السافر بشؤونها الداخلية.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها: إن رئيس الدائرة الأولى لأوروبا الغربية بالوزارة عبّر خلال لقائه الدبلوماسي الفرنسي عن الرفض لتدخل وزارة الخارجية الفرنسية، وبعض المسؤولين الفرنسيين في شؤون إيران الداخلية من خلال تفسيرات خاطئة، وتدين ذلك بشدة.
وأوضح المسؤول الإيراني أن الخارجية الفرنسية حاولت في بياناتها دعم مثيري الشغب الذين لم يكن لديهم هدف سوى تدمير الممتلكات العامة، وإلحاق أضرار بأموال الشعب الإيراني، متسائلاً: “ربما تكون السلطات الفرنسية نسيت كيف تعاملت قوات شرطتها بقوّة مفرطة مع أنصار السترات الصفراء الذين نظموا مظاهرات عطلت الأمور في هذا البلد”.
وشدّد المسؤول الإيراني على أن “إيران لا تتسامح مع التدخل في شؤونها الداخلية، وستتخذ الإجراءات المناسبة في وقتها”.