صحيفة البعثمحليات

الطاقة الذرية: إنتاج 20 ألف طعم من الغشاء الأمنيوسي سنوياً

دمشق _ لينا عدره

أكد رئيس المجلس العلمي لاختصاص التوليد وأمراض النساء في سورية، الدكتور رفائيل عطا الله، أنه ولأول مرة في سورية يتم إجراء تصنيع مهبل عن طريق تقنية الغشاء الأمنيوسي، مشيراً إلى أنها عملية نوعية توفر الجهد والأذى دون الحاجة لأي إجراء داخل البطن، وتمكن بتطبيق الغشاء ليكونَ بمثابة البشرة للجوف المُصَّنع.

وفي ذات السياق، أشار رئيس قسم تكنولوجيا الإشعاع في هيئة الطاقة الذرية، محفوظ البشير، إلى أنه يتم الحصول على الغشاءٌ من أم حامل بعد ولادة قيصرية حصراً، ويتم ذلك بعد إجراء جملة من الاختبارات للتحقق من خلوها من جميع محددات الاستفادة منه، بالحصول على المشيمة “تبرعاً” من الأم بعد أخذ موافقتها، وبعد تأكد الأم من أن هذا التبرع لن يُشكِّل خطراً على حياتها أو حياة مولودها.

أوضح البشير أن الغشاء عبارة عن طعوم محضرة من الغشاء نفسه، الموجود ضمن مشيمة الولادة، والذي يحوي مكونات تساعد على ترميم النسج التالفة في الجسم داخلياً وخارجياً، مُحضَّرة من هذه المادة الخام بطرق فنية تراعي قواعد ضبط الجودة، والاعتبارات الأخلاقية والفنية والتشريعية والقانونية من فتوى وترخيص وقرار لجان وموافقات البحث العلمي على هذا الموضوع، ومنتجة حسب المعايير الدولية، لتُستخدم لاحقاً في مجالات جراحية مختلفة، كتقرحات سطح العين والقدم السكرية والأعمال الجراحية العينية، لافتاً إلى مضي أكثر من 100 عام  على استخدامها عالمياً، في الجراحة العينية، إضافةً إلى استخدامات متعددة في معالجة القدم  السكري والحروق والجروح والمعالجات التجميلية الداخلية والخارجية المختلفة لترميم الأجزاء المتهتكة من النسج أو الجلد، إضافة لتطبيقات أخرى في العظمية والسمعية والسنية والنسائية.

وأشار البشير إلى أن للهيئة خطة إنتاج قادرة على تغطية السوق المحلية، والتوسع للتصدير طبعاً حسب الطلب، إضافةً إلى القدرة على تطوير منتج حسب طلب الطبيب المعالج والسوق على حدٍّ سواء.

وبيّن أنه وضمن الإمكانيات الموجودة حالياً، بإمكانهم الحصول على 1000 غشاء خام، لإنتاجه بقياسات مختلفة، وصولاً إلى ما يقارب أكثر من 20 ألف طعم سنوياً، مع صلاحية استخدام قد تصل لحوالي 5 سنوات، لافتاً إلى مجموعة الإجراءات التي تم اتخاذها خلال مسيرة نقل موضوع استعمال طعوم الغشاء، من تشكيل لجنة وطنية تضم في عضويتها ممثلين عن وزارتي الصحة والتعليم العالي إضافة إلى إدارة الخدمات الطبية وهيئة الطاقة الذرية، إلى الحصول على ترخيص من وزارة الصحة لإنتاج طعوم الغشاء الأمنيوسي في قسم تكنولوجيا الإشعاع في هيئة الطاقة الذرية، وكذلك موافقة من لجنة أخلاقيات البحث العلمي لإجراء البحوث على استعمال هذه الطعوم في المعالجات البشرية، والحصول على فتوى شرعية من سماحة مفتي الجمهورية بجواز استعمال الغشاء في المعالجات الطبية.

وأشار إلى أن الهيئة بدأت منذ عام 2006 بعمليات البحث العلمي، بعد استكمال كل الإجراءات الفنية والبحثية بهذا   الخصوص، وتشكيل لجنة وطنية لطعوم الغشاء بعد إجراء ندوة عنه 2019، لتباشر بعدها اللجنة بوضع خطة عمل من البداية لاستكمال الإجراءات القانونية والتشريعية والفنية للوصول لمنتج ضمن المعايير الدولية، ومن ثم استكمال الجدوى التكنو اقتصادية الفنية، وإجراء ورشات عمل للوصول إلى هذا المنتج، واستخدامه على مستوى تطبيقي واختباره طبياً، خاصة بعد أن كانت ردود الفعل الأولية جيدة بما يخص الجودة والمواصفات الفنية التي يتمتع بها، وتحقيقه لنتائج ممتازة في العين والقدم السكري.

فيما شدد عضو الهيئة الفنية في قسم تكنولوجيا الإشعاع و مسؤول وحدة إنتاج الطعوم عمار العدو على أن أهمية الغشاء تكمن بتوفير بديل للمعالجة ذو كفاءة عالية، خاصة مع فتحه آفاق للأطباء وللمرضى كونه بديل علاجي للمرضى، حيث يتم استخدامه اليوم في أكثر من مجال طبي، مشيراً إلى أن التجربة السورية بدأت بعد الإطلاع على تجارب بلدان أخرى، ليكون محور الموضوع نقل هذه التقانة بحذافيرها وفي إطارها الأخلاقي والفني والقانوني نقل صادق، وتكون ثمرة جهد مشترك لكافة المؤسسات، تشمل كل الجهود في المراكز الوطنية وبالأخص مستشفى تشرين العسكري.

ولفت إلى أن تقنية الغشاء الأمنيوسي كانت بمثابة سر طبي بين أيدي بعض الأطباء، إلا أن عدم توفره أبعدهم عن خيار استخدامه في المعالجة الطبية هذا في السابق، أما توفره اليوم سيساهم بتوسيع المعالجة وفتح فرص الاستشفاء، بما يضمن تحسين جودة العملية الاستشفائية للمرضى، وبالدرجة الأولى لمرضى الحروق، لمساهمته بشكلٍ كبير بتخفيف الآلام، أما عن تكلفته يؤكد البشير أنها متذبذبة بسبب اختلاف الأسعار، إلا أنهم سيأخذون في الاعتبار منافسة السعر الخارجي، كونه مشروع غير ربحي، لتتمثل الجدوى النهائية من هذا المشروع، إضافة لكون الإنسان المستفيد الأول والأخير منه لمساهمته بتأمين منتج ذو قيمة عالية ووسيلة علاجية ذات فعالية مميزة، بتحقيق فائدة بيئية، وضمان عدم التسبب في أي تلوث للبيئة أو أي ضرر لصحة الإنسان.