أخبارصحيفة البعث

بوتين: مستعدّون لضخّ الغاز إلى أوروبا عبر “السيل الشمالي 2”

موسكو – تقارير:

تصرّ موسكو دائماً على سحب البساط من تحت واشنطن ومنعها من استثمار أيّ حدث لتحقيق مآربها الخاصة، ومن ذلك منعها من استثمار خروج السيل الشمالي من الخدمة لبيع أوروبا الغاز الأمريكي بأسعار مضاعفة، وبالتالي تضع الكرة في ملعب القادة الأوروبيين الذين سيصبحون مُدانين أمام شعوبهم إذا لم يستغلوا فرصة الحصول على الغاز الروسي قبل قدوم موسم الشتاء القاسي.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستحافظ على إنتاج النفط، عند المستوى الحالي حتى عام 2025، وسترفع من صادراتها إلى الأسواق العالمية الناشئة، مبدياً استعداد بلاده لضخّ الغاز إلى أوروبا عبر “السيل الشمالي2″ فـ”الكرة بملعب الاتحاد الأوروبي، وإن أرادوا فليفتحوا الصنبور”.

وأضاف بوتين في كلمة خلال الجلسة العامة لمنتدى أسبوع الطاقة الروسي في بطرسبورغ اليوم: إن روسيا لا تقوم بوضع حواجز وتقييدات أمام توريد الغاز الروسي، وهي مستعدة لضخ كميات إضافية خلال الشتاء والربيع، وللإيفاء بعقود توريد النفط والغاز وفق الشروط الموقعة عبر خط “السيل الشمالي 2″، وبالتالي لا يجب الامتناع عن التعامل معها.

وشدّد بوتين على أن روسيا ستكون قادرة على ضمان إنتاج النفط بالكميات المطلوبة، وبحلول عام 2025 ستنمو حصة المعدات المحلية الروسية في هذا القطاع إلى 80 بالمئة، مشيراً إلى أن مستوى أسعار الطاقة في روسيا هو الأقل على مستوى القارة الأوروبية كلها، أما إذا استمرّت في الارتفاع فسيلجأ الغرب إلى طباعة النقود غير المغطاة، كما فعل طوال السنوات الماضية.

وقال بوتين: إن روسيا هي من ساعدت أوروبا، وقامت بضخّ المزيد من الغاز للسوق الأوروبية، لكن “قادة تلك البلدان يفضّلون عدم تذكر ذلك، على العكس يفضّلون تقويض الصلة بنا، ونحن مستعدون لتزويدهم بالطاقة وفقاً لعقود الكميات الكاملة”.

وحذّر بوتين من أن سياسة وضع سقف لأسعار النفط التي تحاول دول الغرب انتهاجها قد تكون حافزاً لوضع سقف لسلع الصناعات الأخرى، مؤكداً “لن نبيع موارد الطاقة لمن سيضع سقفاً لأسعار النفط الروسي”.

واعتبر بوتين أن ما يحدث في أسواق الطاقة في الوقت الحالي هو نتيجة سياسات خاطئة لسنوات سابقة، فأسعار موارد الطاقة اليوم غير مستقرة ومتقلبة والفروق واضحة بين العرض والطلب، إضافة إلى التصرّفات المقوضة للبعض الذين كانت لديهم مصالح خاصة ويمارسون التمييز العنصري ويقومون بتدمير البنية التحتية للمنافسين.

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تحاول السيطرة على سوق الطاقة في أوروبا، وهي تجبر الدول الأوروبية على شراء الطاقة بأسعار غالية جداً، إذ إن سعر الغاز الأمريكي أعلى بكثير وغير موثوق به، وهو لا ينافس الغاز الروسي عبر الأنابيب، لافتاً إلى أن إحدى حاملات الغاز الأمريكي غيّرت مسارها في منتصف الطريق، لحصولها على صفقة أفضل في أماكن أخرى، وبالتالي آلية التسعير الفوري للغاز ستؤدّي إلى خسارة 300 مليار يورو في أوروبا.

وحول الهجوم على خط “السيل الشمالي”، قال الرئيس الروسي: إن تفجيرات “السيل الشمالي” وتفجير جسر القرم هي “عمل إرهابي دولي”، هدفه تقويض استقرار الطاقة في قارة كاملة، وحرمان ملايين الناس من الطاقة والموارد الأخرى، وإجبارهم على الشراء بأسعار أعلى، واصفاً الهجوم على خط “السيل الشمالي” بأنه “سابقة هي الأخطر من نوعها، وتهدّد البنى التحتية للطاقة بغض النظر عن وجودها بأي مكان في العالم”.

وشدّد بوتين على أن القوى التي تسعى لقطع العلاقات بين روسيا وأوروبا بشكل نهائي هي التي تقف وراء تخريب خط “السيل الشمالي”، بغية تقويض وإنهاء الاستقلالية السياسية لأوروبا، وإضعاف إمكاناتها الصناعية، والسيطرة والاستحواذ على السوق.

وفي سياق ذي صلة، أكد بوتين أن نظام كييف يقوم بأعمال إرهابية موثقة عبر متطرّفين يستخدمون الإرهاب وسيلة لتنفيذ أهدافهم، ويقصفون محطة زابوروجيه النووية، ويريدون تدمير خط الأنابيب “السيل التركي”، لافتاً إلى أن مشكلات الطاقة في أوروبا لا صلة لها بما يحدث في أوكرانيا، وإنما بسبب تراكم أخطاء الساسة الأوروبيين الذين سيفاقمون الوضع بتحديد سقف لسعر النفط.

كذلك لفت بوتين إلى أن خطَّي الغاز “السيل الشمالي 1 و2” مشروعان اقتصاديان تجاريان، تشارك الشركات فيهما بشكل متكافئ بين أوروبا وروسيا، وليس فيهما أي معانٍ سياسية، بالتالي مصير الخطين يجب أن يتم حله عن طريق روسيا وشركائها في الاتحاد الأوروبي، مبيّناً أن إصلاح الخطين على قاعدة بحر البلطيق “أمر ممكن ولكن في حال الاستثمار الاقتصادي لهما وتأمين سلامتهما، وهي شروطنا الأولية في حين توصلنا مع الأوروبيين لقرار مشترك”.

إلى ذلك، جدّدت روسيا التأكيد أنها ليست سبب أزمة الغذاء التي يشهدها العالم حالياً، وإنما سياسة العقوبات التي ينتهجها الغرب ضدها.

وتعليقاً على تصريحات الممثل الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية في صحيفة الأهرام المصرية حول الأزمة في أوكرانيا، قالت السفارة الروسية في القاهرة في بيان اليوم: يكذب مَن يعتبر أزمة الغذاء نتجت عن تصرّفات موسكو، العقوبات الغربية هي التي تعيق توريد المنتجات الزراعية الروسية إلى السوق العالمية.

وردّاً على كلام الممثل الإقليمي لجهة أن السكان الروس ليس لديهم معلومات عن تغطية الأحداث حول أوكرانيا، أكد البيان أن الروس يحصلون على المعلومات من وسائل الإعلام الروسية ومن الدول الأجنبية، على عكس الدول الغربية حيث يتم وضع الحظر فيها على أي وجهة لا تناسبها.

من جهة ثانية، أكد ممثل روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين أن الغرب يريد الضغط على روسيا، والتعدي على مصالحها في الهيئات الرئيسية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن شولغين قوله في إحاطة إعلامية اليوم عقب اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي: “إن الغرب لا يتحدّث بشكل مباشر عن ذلك، ومن خلال المحادثات التي تجري خلف الكواليس، ومن مصادر مختلفة يمكن الاستنتاج أن الدول الغربية ربما كانت تنوي على الأرجح تبني وتنفيذ قرار عقابي بموجب المادة الثانية عشرة، واستهداف حقوق وامتيازات روسيا”.

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الغربيين يحاولون البحث عن سبل لحشر الروس ومضايقتهم في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.