ثقافةصحيفة البعث

محمد سالم و”سفينة الفرح”

أمينة عباس

مع بدء عروض مسرحية “سفينة الفرح” (نص نور الدين الهاشمي، إخراج محمد سالم)، على خشبة مسرح القباني، يخوض الفنان محمد سالم أولى تجاربه الإخراجية في مدينة دمشق بعد سلسلة أعمال سبق وأن قدمها في مدينة حلب.

وفي تصريح لـ “البعث” بيّن سالم أنه وبعد سنوات عديدة من إقامته فيها، وإدارته لمسرح الحمراء، وعمله كممثل في العديد من الأعمال الموجّهة للطفل، يخوض اليوم أولى تجاربه الإخراجية بدمشق دون أن يخفي أنه كان خائفاً من خوض التجربة بسبب الظروف المحيطة بالمسرح عامة وظروف الممثلين بشكل خاص، والذين يتردّدون في العمل بسبب الأجور الزهيدة، مشيراً إلى أن ما أغراه للعودة، مُخرجاً، حبّه الكبير للمسرح وتشجيع الأصدقاء له من الفنانين الذين كانوا في حلب وأصبحوا اليوم في دمشق، ولرغبته بأن يتعرف عليّه الجمهور الدمشقي كمخرج بعد العديد من الأعمال التي شارك فيها كممثل.

وأوضح سالم أن “سفينة الفرح” مشروعٌ إخراجي بسيط، يؤكد من خلاله على أهمية العلم والتعليم في حياتنا، خاصة وأن مفاهيم عديدة بدأت تنتشر اليوم عن عدم جدوى التعليم والدراسة وحثّ الأهالي لأبنائهم للتوجّه نحو تعلم المهن، مع إشارته إلى أنه ليس ضد تعليم الطفل بعض المهن التي قد تفيده في حياته، لكنه ضد أن يكون ذلك على حساب الدراسة. ولم ينكر سالم أنه اتجه للكوميديا في هذا العرض لأنه أراد أن يُدخِل الفرحة لقلوب الأطفال وأهاليهم الذين يرافقونهم كي يخرجوا من المسرحية سعيدين ومستفيدين في الوقت نفسه.

المسؤولية كبيرة

وفي وقت يعتقد الجمهور أن العمل في مسرح الطفل بسيط وسهل، أكد سالم أن هذا اعتقاد خاطئ تماماً، لأن الخطأ في مسرحيات الطفل يكلف الكثير وله تأثيرات تربوية سلبية، والمسؤولية فيه كبيرة والعروض تُقدّم لأجيال المستقبل، وبالتالي فإن تقديم أي فكرة إيجابية ستُطبَع في ذهن الطفل ستنعكس إيجاباً على مستقبل وطننا، وأي فكرة سلبية ستنعكس سلباً وضرراً.

أهم الممثلين والمخرجين

نجح محمد سالم في مسرحية “سفينة الفرح” بجمع أهم فناني مسرح الطفل، وكان موفقاً في اختيارهم وقد أثبتوا بأسمائهم الكبيرة أنهم كانوا معه قلباً وقالباً، وأسعده كثيراً أنهم كانوا مؤمنين بتوجّه الشخصيات واقتناعهم بما رسمه لها، وهي طريقة لم تكن عبثية لأن كلّ الخطوات في العمل كانت مدروسة بشكل جيد من قبله لأنه عمل وفق ما تعلّمه من أستاذه الراحل الفنان كريكور كلش الذي كان يقول: “إذا طلبتَ كمخرج من الممثل أن يتحرك من هنا إلى هناك فيجب أن تسأل نفسك ثمانية عشر سؤالاً، وإذا كان الجواب على أحد هذه الأسئلة غير مقنع للممثل فهذا يعني أن ما تطلبه غير صحيح”.

في عهدة الممثلين

لا يشارك سالم كممثل في العرض إلى جانب عمله كمخرج، وعلى الرغم من إيمانه بعدم صحة ذلك إلا أن من الصعب منع نفسه من القيام بذلك، وقد كان يتمنى وجوده على خشبة المسرح في العرض، خاصة وأنه يضمّ شخصيات مغرية بالنسبة له، إلا أن سفره خارج القطر خلال أيام العروض حال دون تحقيق ذلك، متمنياً النجاح والتوفيق لكل المشاركين فيه، ومبيناً أن عمله كمخرج ينتهي مع أول عرض للمسرحية لتكون في عهدة الممثلين خلال أيام العرض.

الممثلون حسب الظهور: عماد نجار، رولا طهماز، إنعام الدبس، غسان الدبس، زهير بقاعي، ناصر الشبلي، خوشناف ظاظا، عبد السلام بدوي.