ثقافةصحيفة البعث

المعرض السنوي في قلعة دمشق: أجيال وأساليب متنوعة.. ولكن!؟

أكسم طلاع

ضمن الأيام التشكيلية السورية التي نشهد فعالياتها هذه الأيام، افتتح نهاية الأسبوع الماضي المعرض السنوي في صالة العرش في قلعة دمشق التاريخية بحضور السيدة وزيرة الثقافة التي قالت في كلمتها بخصوص المعرض السنوي في حفل افتتاح فعالية الأيام التشكيلية في دار الأوبرا: “كي يظل الإبداع مزهراً في ربيع دائم وتزداد تجربة الشباب نضجاً وعمقاً ارتأت اللجنة التحضيرية لأيام الفن التشكيلي السوري أن تعود إلى بدء عهد المعرض السنوي الذي يقام هذا العام في قاعة العرش ويجمع المتميزين من التشكيليين السوريين على اختلاف أعمارهم، فلا تميز بين ربيع الفن التشكيلي وخريفه، بل دمج الأساليب وتكامل الرؤى في معرض واحد يحتضن كل متميز ويختزل المشهد التشكيلي بما له وما عليه”، وأكدت أن حصة الشباب هذا العام كانت الحصة الأكبر من مسابقي البورتريه في قلعة دمشق والبوستر في مكتبة الأسد..”.

وبالفعل ضم المعرض أوسع الأطياف التشكيلية بأجيالها المختلفة وأساليبها فنجد اللوحة والمنحوتة والصورة الفوتوغرافية ولوحة الخط العربي والخزف في معرض واحد، كما نجد حضور الفنانين الشباب أكثر من أي عام سابق، كما نلحظ غياب بعض الأسماء التي كانت حاضرة في المعرض السنوي “معرض الخريف”.. ولسنوات؟!

ربما نجحت وزارة الثقافة في هذا المعرض في ضغط نفقاتها وتقليص حصة الفن التشكيلي من الدعم مثلما نجحت في العام الماضي في استبعاد سياسة الاقتناء للأعمال الفنية من المعرض السنوي وتوسعت في أنشطة موازية أخرى تستهدف شريحة الشباب تحفيزاً لروح المنافسة والتميز في اتجاهي الإعلان وفن البورترية تصويراً ونحتاً، وغاب عن البعض أن قيمة المعرض السنوي بتقليده الفني والاجتماعي كمهرجان اللوحة وفاصل بين حصيلة عام وآخر يمنح المشهد التشكيلي خصوصية النقد والمراجعة على مستوى الفنان الشخصي والإبداعي وعلى مستوى دور المؤسسة الراعية التي حافظت منذ عقود على تاريخية وأصالة هذا المعرض الذي يفترض أن نحرص على هويته التي تعبر عن مستوى التشكيل السوري، وبالتالي عزل الغايات الأخرى عنه، مثل المسابقات التي تعنى بالشباب أو عرض أعمال ضعيفة بغية تشجيع أصحابها، وأحيانا الدفع بهذه الأعمال نحو مقدمة المعرض، وتوسيع ثقوب الغربال أمام اللجنة المختصة بقبول الأعمال بحجة أن الأعمال المقدمة هذا العام قليلة.. ما يؤدي إلى تراجع في المستوى العام، وقد بدا واضحاً تراجع منسوب النوعية الذي سيؤدي إلى انكفاء البعض عن المشاركة في هذا المعرض.