ثقافةصحيفة البعث

حفلات توقيع الكتب في معرض الكتاب

أمينة عباس

شهد معرض الكتاب السوري المقام حالياً في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق حفلات توقيع كتب عديدة، ورأت مديرة دار دامون للنشر عفراء هدبا أن حفلات التوقيع تتيح للقارئ التعرف على الكاتب المفضل لديه واقتناء كتابه بعد التوقيع عليه من قِبل الكاتب، وهي حالة تغري الكثير من القراء بالتوجه إلى المعرض والتعرف على الكاتب الذي يقرأون له، مؤكدة أن معرض الكتاب يتيح لدور النشر المتعددة الحوار والنقاش والاقتراب من القارئ ومعرفة متطلباته واحتياجاته، وهو ظاهرة صحية، خصوصاً في سورية، موضحة أن مشاركة دور النشر الخاصة أقل مقارنة مع العام الماضي بسبب تضارب المواعيد مع مشاركاتهم الخارجية، معبرةً عن سعادتها بالإقبال الكبير على شراء الكتاب وإقامة العديد من حفلات التوقيع للتعريف بالإصدارات الجديدة.

شرسٌ هذا الشتاء يا حبيبي

وأشار الكاتب حسين عبد الكريم الذي وقع  في جناح الهيئة العامة السورية للكتاب روايته “شرسٌ هذا الشتاء يا حبيبي” إلى أهمية حفلات توقيع الكتب التي تتيح للكاتب الاحتفاء بمنجزه مع الأصدقاء والقراء، مبيناً أن “شرسٌ هذا الشتاء يا حبيبي” رواية تذكّر، بطلها الذاكرة على الرغم من وجود شخصيات كثيرة لكنها شخصيات تستحضرها ذاكرة الراوي وتتحول إلى لغة متدفقة يجمع شتاتها التداعي والاستحضار لشخصيات نعرفها وهي جزء من فسيفساء دمشق، وبين عبد الكريم أن الرواية هي محاولة شاعر وكاتب أن يسيج العواصف بالعواصف واللغة بالقصيدة.. هي بحث في هذا الزمن الموجع والمثقل بانكسارات وخيبات بحثاً عن أحلام تليق بالحب والرواية وعن زمن ليس كالزمن الراكد والمنكسر دون الاستهانة بالحاضر والماضي، وهي رواية حب للمرأة والوطن، وقد حاول فيها أن يتمرد على شكل الرواية، مبتكراً أسلوباً مختلفاً مع تأكيده على أن ما جاء فيها لا يمثل الواقع لأنها لو كانت كذلك لكنا أمام كتابة ضئيلة لا تليق بالأدب وأن خصص فيها فصلاً كاملاً للحديث عن الأصدقاء: محمد الماغوط، حنا مينة، فايز خضور، جوزيف حرب، ناظم مهنا، أسعد فضة.

مهجع نساء رقم ٢ 

كما وقّعت الكاتبة د. ريم عرنوق روايتها الأولى “مهجع نساء رقم ٢”، وتتحدث عن الوجع السوري بشكل عام والنسائي بشكل خاص، وبيّنت عرنوق في تصريح لـ “البعث” أن الأنثى داخل المرأة مقموعة بسبب تقاليد المجتمع، وأنها عندما تقرر التمرد على تقاليد عمرها عشرات القرون لا يكون هذا التمرد دائماً إيجابياً، وقد ينتهي بها في كثير من الأحيان إلى قرارات خاطئة، وقد تنتهي إلى السجن كما هو حال شخصيات روايتها التي تتناول قصص تسع سجينات وطبيبة دخلتْ السجن خطأ وكانت قبل ذلك تعتقد أن عالمها الحضاري والراقي الذي تنتمي له هو الواقع، وأن السجن عبارة عن كوابيس سوداء، ولكنها بعد عشرة أيام في السجن وصلتْ إلى حقيقة أن عالم السجينات والسجن هو الواقع، وما كانت تعيشه قبل ذلك هو عالم وردي بعيد عن الواقع، ففي السجن استمعت إلى قصص السجينات وكيف تدرجت بهن الأمور ليكنّ في النهاية في السجن دون أن يتخلين عن الأحلام والطموحات رغم أن بعضهن كن محكومات بالمؤبد، لتؤكد الرواية أن الانسان لا يستطيع إلا أن يحلم، وخاصة المرأة التي تشبه الماء ولا يمكن سجن الماء فهو دائماً يجد طريقه للخروج نحو الخصب، مبينة أنه وبعد خروج الطبيبة بثلاث سنوات تلتقي بإحدى السجينات التي تحكي لها عن حصار سجن حلب المركزي وما حدث فيه، ثم تنتقل الرواية التي تدور أحداثها في حلب إلى تعريف القارئ بخاتمة كل شخصية وكيف أثّرت الحرب عليها، مشيرة إلى أنها كتبت رواية واقعية مستفيدة  من عملها كطبيبة نسائية تتواصل مع النساء.. من هنا أكدت أن الرواية تضم قصص مريضاتها وهنّ من طلبنَ كتابة قصصهن مع تحوير يتناسب مع الحفاظ على خصوصيتهن، موضحة أن الرواية لم تكن توثيقا للحرب بقدر ما كانت توثيقا وتوصيفا لنفسية المرأة السورية، وأن توثيق الحرب برأيها يحتاج إلى وقت، وهو أمر ضروري لحفظ ما جرى من أحداث لتتعلم الأجيال القادمة مما حدث، كي لا تمر بما مررنا به: “الذين لا يعرفون التاريخ محكوم عليهم أن يكرروا أخطاءهم”.