أخبارصحيفة البعث

شي جين بينغ ومستقبل العلاقات مع أمريكا وأوروبا

تقرير إخباري:

الرئيس الصيني شي جين بينغ يرسم خططاً ورؤية لتجديد الصين بشكل طويل الأمد حتى عام 2035، كما تحدّث في خطابه في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عن جعل الصين أكبر قوة في العالم، وطبعاً ذلك يعدّ تأكيداً على التصدّي لكل من يحاول الوقوف في وجه وحدة وسلامة الصين أو يهدّد مصالحها أو يحاول معاداتها في عالم بات يشهد توتراتٍ متعدّدة، وهي المرة الأولى التي لا يستبعد الرئيس الصيني خلالها استخدام القوة ضدّ كل من يحاول التعدّي على الصين.

ومردّ ذلك محاولة واشنطن استخدام ورقة تايوان للضغط على الصين، والتدخل في الشؤون الداخلية لها، وتكرار الحركات الاستفزازية منها أو من حلفائها في المنطقة.

وفي الواقع، تراوغ الولايات المتحدة وتقول: إن هناك صيناً واحدة، وتارة أخرى تقول إنها لا تريد انهيار تايوان كقوة مستقلة ومزدهرة اقتصادياً.

لقد أقرّ الحزب الشيوعي حزمة تعديلاتٍ في ميثاقه نصّت على الاستعداد للمواجهة المباشرة، في وقت تدّعي فيه أمريكا أن هناك حرباً باتت قريبة ستشنّ من الصين على تايوان، وبأنّ الصين تخلق مناخاتٍ متوترة في المنطقة، مع تصاعد الدعم الأمريكي لتايوان عسكرياً واستخبارياً، وخلقها توتراً كاد يصل إلى حدّ الاشتباك.

هذه التطوّرات فتحت أفق التوقعات حول المسارات الصينية تجاه تايوان وعلى أي نحو سينعكس ذلك على الوضع الدولي وخاصةً على الصعيد الأوكراني.

ويرى بعض المحللين أن العلاقات الصينية مع الولايات المتحدة ستزداد سوءاً، مستشهدين بقول الرئيس شي في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي: “يجب أن نستعدّ لأسوأ سيناريو وأن نصمد في وجه الرياح العاتية والمياه الهائجة وحتى العواصف الخطيرة”، حيث يلمحون في ذلك أيضاً أنّ الصين مستعدّة بالفعل لتحدي الهيمنة الأمريكية العالمية، مع جموح النخب السياسية الأمريكية نحو الذهاب بجميع الوسائل لوقف نمو قوة الصين الاقتصادية خشية هيمنة الولايات المتحدة على العالم.

أما على المقلب الأوروبي، فآخر زيارة لزعيم دولة أوروبية إلى الصين كانت نهاية عام 2019، ولكن اللافت الآن قرار المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة الصين، مؤكداً أن هذه الزيارة تسبق مشاوراتٍ حكومية صينية ألمانية.

ومن الملاحظ أن ألمانيا باتت وبشكل متباين تبحث عن طوق نجاة في خضم الأزمة الأوروبية، وما زالت الصين تعدّ الشريك الاقتصادي الأول لألمانيا، على الرغم من أن حكومة شولتس استخدمت لهجة أكثر صرامة تجاه الصين.

كذلك بحثت الدول الأوروبية الـ27 علاقات الاتحاد الأوروبي بالصين محاولةً التوصل إلى موقف موحّد تجاه بكين، على اعتبار أنها دول مرتهنة للموقف الأمريكي في سياستها الخارجية، ومع ذلك لا موقف واضحاً لتلك الدول تجاه الصين، حيث أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ الاتحاد الأوروبي يرفض أن يبدو ضعيفاً في مواجهة الصين، لكنه من جهة أخرى لا يريد أن يقف في وجهها بشكل ملموس.

وتحاول دول أوروبا الادّعاء أنها ستخفّف من الاعتماد على الصين أو الشراكة معها، ولكن مع ذلك العلاقات الاقتصادية لا تزال على قدم وساق، وتسود الحيرة الموقف الأوروبي كالعادة، فهو حتى اللحظة تائه خلف سياسة الولايات المتحدة وفي الوقت ذاته يبكي على أطلال مصالحه.

بشار محي الدين المحمد