المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة… اللاعبون الأجانب يدخلون من بوابة دوري الرجال والقرارات مطبوعة سلفاً!
البعث الأسبوعية -عماد درويش
لم يكد يختتم المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة الذي عقد يوم الأحد الماضي أعماله حتى انهالت الاعتراضات من بعض الأندية التي لم تعجبها القرارات التي تم اتخاذها، خاصة مسألة عودة اللاعبين الأجانب منذ بداية الموسم إضافة لبعض القرارات الأخرى التي لن تزيد سلتنا إلا أوجاعاً.
ويبدو أن غياب رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس مكتب الألعاب الجماعية وممثلي عدد من الأندية قد أثر على المؤتمر وأضعف القرارات التي تم اتخاذها، حيث نسي أعضاء المؤتمر النقاش في المشكلة المزمنة التي تعاني منها سلتنا خاصة على صعيد المنتخبات الوطنية التي لم تحقق أي مركز يليق بها الموسم الماضي بكافة الفئات.
معدة مسبقاً
كوادر السلة تعودت في كل المؤتمرات أن تكون المداخلات في وادٍ والمقررات في وادٍ آخر، وهو ما انطبق على المؤتمر الحالي، فبعض الأفكار والمقترحات التي تقدم بها الأعضاء كانت مثالية، لكن النتيجة لم تكن كما يشتهي خبراء اللعبة بعدما كانت المقررات مطبوعة وجاهزة للتصويت، وكان الأجدى أن تكون الأفكار المطروحة كفيلة بتأسيس قوي للعبة، لكن الذي حصل أن القرارات كانت معدة مسبقاً وجاهزة للتنفيذ.
الشيء المحزن أن بعض الأندية لم تكن موافقة على بعض القرارات في الكواليس لكن عند التصويت كانت السباقة بتأييد أفكار وقرارات الاتحاد رغم معرفتها بأنها لا تستطيع تطبيقها على أرض الواقع، لكنها وافقت من أجل التقرب من اتحاد اللعبة.
تصويت سري
بعض الأندية أبدت امتعاضها بشكل علني من قرار عودة اللاعبين الأجانب ومنها نادي الجلاء الذي أكد عبر رئيسه أنطوان عتة أن التصويت على مسألة وجود اللاعب الأجنبي كان مكتوماً وسرياً وهي بدعة جديدة من بدع اتحاد السلة وخاصة المستفيدين منه، فالتصويت حول اللاعب الأجنبي تم بأسلوب جديد لم يستخدم سابقاً.
مبيناً أن هناك من جامل المستفيدين من اتحاد السلة لغاية ما في نفس يعقوب، وهذا الأمر لم يتم بالدوري الأنثوي لوجود معارضة قانونية من رئيسة إحدى الأندية وهذا ما جعل القرار شفافاً وله مصداقيته، مضيفاً: البيان أن الأندية مدمرة مادياً في الوقت الحالي على الأقل ومازال اتحاد السلة يثقل كاهل الأندية بقراراته المتلاحقة، سيما وأن الواقع الصعب الذي تمر به معظم الأندية في سورية، وعدم القدرة على تغطية التكاليف المالية للاعبين المحليين فضلاً عن أن تكون قادرة على تغطية مصاريف التعاقد مع محترفين خاصة وأن اللاعب الأجنبي لا يتقاضى أجره بالليرة السورية، وهذا معلوم لدى الجميع، والالتفاف على الموضوع وتغطيته بمزاعم تأمين المبلغ المطلوب من المصرف المركزي أمر غير واقعي.
القرار الذي صادقت عليه سبعة أندية بفئة الرجال تم الانتباه عليه من قبل الأندية المشاركة بدوري السيدات، ورغم إصرار رئيس الاتحاد على أن يكون التصويت سرياً لكن الأندية لم توافق وتم التصويت بشكل علني، فلم توافق ستة أندية على مشاركة اللاعبات الأجنبيات الموسم المقبل، وهذا الأمر لاقى صدى إيجابياً كون الأندية لا تمتلك المال الكافي للتعاقد مع لاعبات محترفات.
للجمهور حصة
رئيس اتحاد السلة تقدم بطلب للمؤتمر لمنع جماهير الفريق الزائر من مرافقة فريقه للمحافظات الأخرى(باستثناء الناديين من محافظة واحدة) وذلك منعاً لحوادث الشغب كما حصل الموسم الماضي، لكن القرار تم رفضه من قبل أعضاء المؤتمر ، وتم الاستعاضة عنه بمضاعفة العقوبة المالية على الأندية والجماهير المخالفة في الموسم المقبل بعد تعديل اللائحة الانضباطية.
أما بالنسبة لموضوع تأجل المباريات فأكد رئيس الاتحاد أنه وبعد بداية الموسم المقرر مطلع الشهر المقبل لن يتم تأجيل أي مباراة بل سيكون لكل نادٍ صالة بديلة عن الصالة الرئيسية المعتمدة ، لأن الاتحاد لا يرغب في تكرار الأخطاء التي تم الوقوع بها الموسم الماضي.
كما أن النية تتجه لإعادة تأهيل الصالة الفرعية بمدينة الفيحاء في دمشق بما يتناسب مع عدد الأندية لذلك لن يتمرن عليها سوى فرق السلة فقط ، وبالنسبة للحكام الأجانب فتم الموافقة على استقدام حكام أجانب وأن تكون الأجور مناصفة بين الناديين، وفي الأدوار النهائية سيقوم اتحاد اللعبة بالمساهمة بدفع الأجور.
العقد المماثل
وأخذت مسألة عقود اللاعبين المحليين وقتاً لا بأس به من طروحات الأعضاء خاصة للاعبين المنتقلين من أنديتهم لأندية أخرى بعقود وهمية، ويجب أن تأخذ الأندية حقوقها كاملة (أي أن يتم ذكر قيمة العقد النظامي دون أي تلاعب به) فتم طرح قضية العقد المماثل الذي يحدد فيه الصيغة النهائية لكل لاعب ونادي، ويأخذ كل حقه كاملاً.
ومن الأمور التي تم طرحها هي مسابقة كأس السوبر المقرر أن تنطلق في 28 من الشهر الجاري، فقد أوضح رئيس اتحاد السلة أن الاتحاد اتفق مع الشركة الراعية لدفع مبلغ 44 مليون ليرة لرعاية البطولة، وعلى الشركة استضافة الفرق وتأمين الإقامة والطعام والمواصلات ودفع أجور الحكام دون أن يدفع اتحاد السلة أي مبلغ، وأن الدورة من شأنها أن تؤهل أنديتنا بشكل جيد قبل انطلاق الموسم الجديد، إضافة لتأهيل نادي أهلي حلب الذي يستعد للمشاركة بدوري (وصل) الآسيوي مع إمكانية مشاركة إما فريق الوحدة أو الكرامة بدوري وصل.
غير منطقي
المشرف على كرة السلة بنادي الجيش بشر إيتوني أكد لـ “البعث الأسبوعية” أن المؤتمر لم يلب الطموح، وبعض القرارات لم تصب بمصلحة اللعبة خاصة مسألة اللاعبين الأجانب ومشاركتهم بالدوري، موضحاً: نحن في النادي سنخوض الدوري بدون أي لاعب أجنبي، بسبب الوضع المالي الصعب للنادي، حيث وضح أن القرارات كانت معدة بشكل مسبق.
من جهته أمين سر اللجنة الفنية لكرة السلة في السويداء كمال السليم رأى أن المؤتمر خرج عن المألوف عليه نسبة للمؤتمرات السابقة، لكن معظم أعضاء المؤتمر لم يكونوا راضيين عن بعض القرارات التي تم اتخاذها، مضيفاً: كنت أتمنى لو تم التحدث عن واقع المنتخبات الوطنية وطريقة تأهيلها استعداداً للاستحقاقات المقبلة لا أن يتم المرور عليها من خلال التقرير مرور الكرام.