مجلة البعث الأسبوعية

الكرة الذهبية وجدت مستحقها لهذا العام.. فهل تسير جائزة الأفضل عالمياً على خطاها؟

البعث الأسبوعية- سامر الخيّر

توّج الفرنسي كريم بنزيما نجم نادي ريال مدريد الإسباني بجائزة الكرة الذهبية، التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول، لهذا العام بعد موسم استثنائي قدمه رفقة فريقه، متفوقاً على السنغالي ساديو ماني الثاني والبلجيكي كيفن دي بروين الثالث والبولندي روبرت ليفاندوفسكي الرابع.

تتويج مستحق حصل عليه بنزيما بإجماع أغلب المقترعين، ولكن هل سيتكرر المشهد ذاته في جائزة أفضل لاعب في العالم التي تصدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم؟.

طبعا ًتخضع جائزة الأفضل لشروط وطريقة تصويت مختلفة عن الكرة الذهبية وخاصةً أن احتفاليتها ستكون بعد شهرين تقريباً على أهم حدث في عالم كرة القدم وهو كأس العالم، ما قد يقلب جميع الموازين لصالح مرشح لم يكن ربما بين أفضل عشرة على قائمة المجلة الفرنسية والحديث هنا عن الثنائيين اللذين أمتعا العالم لأكثر من عقد البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتني ليونيل ميسي، وحتى نوضح أكثر الفرق بين الجائزتين وطريقة الفوز فيهما، سنلقي نظرة تاريخية إلى كل منهما مع توضيح الاختلاف والتشابه بينهما.

جائزة الأفضل للفيفا هي جائزة مستحدثة بينما جائزة الكرة الذهبية جائزة عريقة ولها تاريخ طويل يعود لعام 1956، حيث كانت في البداية تمنح للّاعبين الأوروبيين فقط حتى عام 1995 عندما تغيّر القانون وأصبحت تُمنح لأي لاعب مهما كانت جنسيته بشرط أن يكون بصفوف نادي أوروبي، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى عام 2010 ليتمّ دمجها مع جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الفيفا لتصبح الجائزة بمسمى كرة الفيفا الذهبية، وفي عام 2016 أعلن الفيفا الانفصال عن فرانس فوتبول لتُنشأ الفيفا جائزة خاصة بإسم الأفضل.

أما جائزة الأفضل والتي بدأت عام 2016 بطلب من جياني إنفانتينو رئيس الفيفا الجديد، والهدف منها كما ذكرت الصحافة الأوروبية وقتها إصلاح العلاقات بين الفيفا وعدة اتحادات أُخرى منها الاتحاد الإنكليزي عن طريق إنشاء هذه الجائزة على أن يقام حفلها في لندن، طبعاً كل ذلك لكون الكرة الإنكليزية أهم أقطاب كرة القدم، حيث أن العلاقات كانت متوترة بسبب تصريح رئيس الاتحاد الإنكليزي أن روسيا وقطر لا يستحقان تنظيم المونديال ووصف الفيفا بالفاسدة، لكن إنفانتينو أصلح الأمور فور استلامه الرئاسة، وطبعاً يجب التنويه إلى أن جائزة إلى أن جائزة أفضل لاعب في العالم التي توقفت عام 2010 وجائزة الأفضل بالرغم من أنهما مملوكتين لنفس الجهة وهي الفيفا، لكنهما جائزتين مختلفتين، أي لا  يمكن اعتبار جائزة الأفضل امتداداً لجائزة أفضل لاعب في العالم.

أما طريقة التصويت واختيار الفائز، فلكل منهما قوانين خاصة تعتمد عليها لاختيار الفائز، حيث تعطي جائزة الأفضل 25% من نسبة التصويت لقادة المنتخبات ونفس النسبة لكل من مدربي المنتخبات، الصحفيين والجمهور، أما جائزة الكرة الذهبية تُقام على تصويت 193 صحفياً يقوم كل واحد منهم بترتيب المرشحين الثلاثة حسب الافضلية برأيه، حيث يحصل صاحب المركز الأول على 5 نقاط، الثاني على 3 نقاط والثالث على نقطة واحدة، وبالنهاية يتم جمع النقاط وصاحب الرصيد الأعلى يحصل على الجائزة.

ولا تقتصر البالون دور على جائزة أفضل لاعب في العالم وحسب، بل هناك 3 فئات أساسية أخرى هي أفضل لاعبة وأفضل حارس مرمى وأفضل لاعب شاب، وأضيفت هذا العام جائزة جديدة هي جائزة سقراط، وبهذا تختلف مجلة فرانس فوتبول عن الفيفا فهي دائماً تدخل تعديلات على جوائزها فالعام الماضي منحنت جائزة جائزة ياشين لأفضل حارس في العالم، والعام الذي قبله منحت جائزة تحت مسمى جائزة كوبا لأفضل لاعب شاب تحت 21 عاماً وفاز بها كيليان مبابي.

ويتفوق الفيفا بعدد الجوائز الممنوحة حيث لديه 11 فئة من الجوائز وهي أفضل لاعب في العالم، وأفضل لاعبة في العالم، وأفضل مدرب في العالم، وأفضل مدرب أو مدربة لكرة القدم النسائية، وأفضل حارس في العالم، وأفضل حارسة في العالم، وجائزة بوشكاش لأفضل هدف، وجائزة أفضل جمهور، وجائزة اللعب النظيف، وجائزة أفضل لاعب شاب صاعد تحت 21 عاماً، وجائزة أفضل لاعبة شابة صاعدة تحت 21 عامًا.

وشهدت جائزة البالون دور هذا العام مفاجأة كبرى تمثلت بغياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن قائمة المرشحين للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وبالتحديد منذ اختياره ضمن قائمة المرشحين للجائزة للمرة الأولى في نسخة 2006، وكان ميسي فاز بها في العام الماضي لتكون المرة السابعة التي يتوج فيها بهذه الجائزة محققاً بذلك رقماً قياسياً من الصعب كسره كأكثر الحاصلين عليها على مدار مسيرته الكروية حتى الآن، ولا يقترب من إنجاز البرغوث سوى رونالدو، الذي أحرز الكرة الذهبية 5 مرات سابقة كان آخرها في 2017، لكن الأخير يتفوق على الأرجنتيني في جائزة الأفضل، فقد حققها ميسي مرة واحدة عام 2019 عندما استطاع أن يحقق في موسم 2019 بطولة السوبر الإسباني ومن ثم بطولة الدوري الإسباني، أما عن الجوائز الفردية فقد فاز بجائزة هداف الدوري الإسباني عن الموسم، وجائزة الحذاء الذهبي لأكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في الدوريات الأوروبية لتصبح المرة السادسة التي يفوز بها الأرجنتيني بهذه الجائزة.

أما كريستيانو فهو أول من فاز بجائزة الأفضل بعد انفصالها عن جائزة الكرة الذهبية، حيث فاز في عام 2016 بالنسخة الأولى من الجائزة بعد تحقيق لبطولة دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية مع ريال مدريد، وحصوله أيضاً على يورو 2016، كما استطاع أن يحصد جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للأندية وهداف البطولة، بالإضافة لحصوله على جائزة الحذاء الذهبي في نفس العام، وفي ذلك العام جاء ميسي في المركز الثاني في التصويت على الجائزة، بينما جاء الفرنسي غريزمان في المركز الثالث، وفي العام التالي، استطاع النجم البرتغالي أن يحطم الكثير من الأرقام القياسية للجائزة، حيث لم يكتف بأن يصبح أول من يفوز بجائزة الفيفا الأفضل فقط، بل وحتى الآن هو أكثر الحاصلين على الجائزة برصيد مرتين في انتظار من يتخطى أو يصل إلى هذا الإنجاز، كما يُعد أول من حصل على الجائزة في موسمين متتاليين، بعد مساعدته في تحقيق ريال مدريد لدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، ومساعدتهم في تحقيق بطولة الدوري الإسباني الغائبة منذ عام 2012، وفي ذلك العام استطاع رونالدو أن يفوز بجائزة الأفضل على حساب كل من ليونيل ميسي ونيمار أصحاب المركز الثاني والثالث على التوالي.