ثقافةصحيفة البعث

يوم تراثي بعبق الماضي في معرض بالسويداء

السويداء – منال الصحناوي

على أنغام المجوز والقصائد الشعبية، وفي مكان يعبق برائحة القهوة العربية، انطلقت فعاليات معرض الشيخ المجاهد صالح القضماني في بلدة قنوات.

المعرض الذي يستمر لأربعة أيام يسعى القائمون عليه إلى تعزيز تمسّك الشباب بعاداتهم وتقاليدهم، ويتضمن فعاليات للحرف اليدوية وعروضاً تراثية راقصة من فلكلور وقصائد شعبية تعكس أصالة العادات والتقاليد، كما يتضمن لوحات فلكلورية قديمة بزيّ شعبي وحرف يدوية مكونة من صناعة أطباق القش وشغل الخيطان بالسنارة، إضافة إلى صنع المجففات والمأكولات القديمة من فطائر على الصاج وكعك العيد والمرشم وغيرها.

وفي تصريح لـ “البعث”، أشار رئيس جمعية العاديات بالسويداء محمد طربية ومالك المنزل الذي أُقيم فيه المعرض إلى رغبته بإحياء التراث المادي واللامادي في منزله القديم، وذلك لاحتوائه على كلّ الأشياء التراثية القديمة من مكور وتنور وخابية وغيرها من أدوات كان يستخدمها الأجداد. وأضاف طربية أنه يسعى لتعريف الجيل الحالي على الموروثات القديمة، حيث أصبح التراث اللامادي للمحافظة على مستوى العالم، وذلك لأنه يعطي تمييزاً ثقافياً وخصوصية بين الشعوب بتقاليدها وعاداتها.

بدوره قال هيثم زريفة عضو مجلس إدارة جمعية العاديات ورئيس اللجنة التراثية إن أهداف الجمعية هو الحفاظ على التراث والاهتمام بالزيّ الشعبي، مؤكداً اهتمامه بفئة الشباب والسيدات المشاركات من منتجين ومصنّعين، وذلك بالتعاون معهم ونشر الثقافة القديمة التي تدلّ على أصالة وعراقة المحافظة.

إحدى المشاركات في المعرض، سلمى جريرة، تحدثت عن صمود السيدات السوريات، مشبّهة كل سيدة بأنها منشأة صناعية مصغرة، مبيّنة مشروعها المكوّن من مجففات ومأكولات تراثية شملت كعك العيد والمرشم وغيرها.

وأيضاً من ضمن الفعاليات معرض للحرف اليدوية بصناعة القش والعودة للماضي مع حكايات الأجداد، حيث تحدثت المهندسة هند هنيدي عن هوايتها بشغل القش، مما دفعها لإقامة دورات تدريبية بهذا المجال، مؤكدة خلود هذا التراث وبقاءه صامداً.

كما وجّهت الفنانة التشكيلية جنان كمال الدين المسؤولة عن مشروع نسائي الشكر لأهل قنوات وبيت القضماني على وجودهم حيث قالت: هذا المعرض أقيم في منزل السيد محمد طربيه الذي يعود لأكثر من ٣٠٠ سنة، وهو بيت البركة بالتعاون مع مجموعة من الحرفيين، مؤكدة على استرجاع عبق الماضي وتعريف أجيالنا الحالية بتراثنا في زمن التكنولوجيا التي أبعدتنا عن تقاليدنا وحضارتنا.