ثقافةصحيفة البعث

أوركسترا النفخيات السورية.. أنماط من الرقصات بقيادة إيهاب القطيش

ملده شويكاني

“لاكومبارسيتا” أشهر مقطوعة تانغو تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، شاركت في عدد من الأفلام العالمية، وعُزفت على آلة الباندونيون، وقد ألّفها جيراردو ماتوس رودريكيوس بتأثيرات عاطفية، عزفتها أوركسترا النفخيات السورية بتوزيعها على آلات النفخ الخشبية والنحاسيات والإيقاعيات المنوعة وبمشاركة البيانو –العازفة نور كويفاتي- التي شاركت بمقطوعتين، في الأمسية التي قدّمتها الأوركسترا بقيادة المايسترو إيهاب القطيش على مسرح الأوبرا. وتميّزت بمقطوعات من مؤلفين إسبانيين ضمن البرنامج، مع مفاجأة رائعة أثرت بالجمهور، بدور خاص لبعض آلات النفخ الخشبية الفلوت والكلارينيت والباصون بحضور محبي أوركسترا النفخيات، فقدمت أنماطاً موسيقية مختلفة من الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة تنوعت ما بين رقصات الفالس والتانغو وموسيقا الجاز، إضافة إلى الموسيقا التصويرية تضمنت بعض الأغنيات، مثل موسيقا أغنية “شخص لأحبه”.

“عالم جديد” وعلاء الدين

تفاعل الجمهور منذ البداية مع مقاطع من موسيقا آلان مينسكين لفيلم علاء الدين المبنيّ على الفانتازيا المستمدة من قصة علاء الدين في ألف ليلة وليلة، فبعد مقدمة ألف ليلة ولية عزفت أصدقاء يشبهونني والأمير علي وأغنية “عالم جديد” “أستطيع أن أريك العالم، ساطعاً متلألئاً رائعاً”، وقد تزامن الخط الإيقاعي مع آلات الفرقة والمؤثرات الإيقاعية وصولاً إلى القفلة المتصاعدة.

وانتقلت الأوركسترا إلى أجواء جديدة مع الألحان الحسّاسة المعبّرة عن تأثيرات الطبيعة بمقطوعة أصوات الربيع لشتراوس -توزيع جورج موسى- فامتدت الألحان الرومانسية مع النحاسيات ومن ثم بقية الآلات والتداخل مع الطبل الكبير لتأتي القفلة المتتالية على التيمباني.

وإلى إيقاع تانغو مختلف في مقطوعة “إل شوكلو” للمؤلف فيللدو -توزيع روبيرت لونك فيلد- مع تأثيرات آلات النفخ الخشبية واللحن الهادئ، ومن ثم تداخل النحاسيات وضربات الطبل الخفيفة مع دور الباصون. كما عزفت “لا بالوما” للمؤلف الإسباني سيباستيان يرادير- توزيع أحمد ناصح.

وعلى تأثيرات صورة المقهى واللون الأحمر والطاولات الصغيرة عزفت موسيقا “شاي لشخصين” على إيقاع تشاتشا للمؤلف إكزافير كوجات -توزيع أحمد ناصح- فبدأت مع الباصون ثم الخشبيات ومن ثم النحاسيات مع دور الإيقاعيات المنوعة وخاصة الإيقاعيات اللحنية.

أما مفاجأة الأمسية التي استحوذت على إعجاب الجمهور فكانت بالموسيقا العربية ونغمات هذه الآلات التي عزفت “يا زهرة في خيالي” لفريد الأطرش على إيقاع التانغو بروح الموسيقا العربية (توزيع مهيب المغربي) إذ أخذت الفلوت دور الغناء فاستحضرت صوت فريد الأطرش في الذاكرة، وزاد من جمالها دور البيانو والخط الإيقاعي المرافق مع تشكيلة الأوركسترا.

وعودة إلى الأنماط الراقصة وموسيقا رقصة “الهافانا” تأليف كاميلا كابيللو (توزيع أحمد ناصح) لتعود إلى الفالس ومقطوعة “دانوب وفيز والتاز” للمؤلف لوزيف فانوفيس، ودور الترومبيت والترومبون. واختُتمت بتفاعل كبير من الجمهور بمشاركته الإيقاع بالتصفيق مع المايسترو الذي قاد الأوركسترا والجمهور بمجموعة مقطوعات “ميدلي” من موسيقا الجاز السريع في مواضع والتداخل المتشابك بين الآلات في موسيقا فيلم “الأخوة الزرقاء”، منها: لا أستطيع أن أخسرك وكلّ شخص يحتاج والأغنية الشهيرة “شخص لأحبه” – سأكتب سمفونية من أجلك، سأخبر الكمان، شاهدهم يعزفون من أجلك.

مشروع وطني

وعلى هامش الأمسية تحدث المايسترو إيهاب القطيش عن البرنامج المنوع الذي حمل معه الروح العربية والإسبانية مع آلات الكونترباص والغيتار باص والدرامز، بمشاركة خمسة وأربعين عازفاً وعازفة، مشيراً إلى استضافة خريجين جدد، والعمل على استقطاب عازفين كانوا على وشك ترك العزف، وتابع بأن الأوركسترا مشروع موسيقي وطني ينجح بتكامل الجهود بين جميع الموسيقيين.

وعن النجاح الذي وصلت إليه الأوركسترا عقب بأنه كان يتوقع ذلك، ولاسيما أن الأوركسترا تضمّ أساتذة من الطراز الرفيع، كما أعرب عن سعادته بمحبة الجمهور الذي ينتظر بشغف أمسيات أوركسترا النفخيات وينتظرهم هو أيضاً بشوق.