لاعبو السنوكر يشتكون “التهميش” ويطالبون بحل اتحاد اللعبة…ورئيس الاتحاد يكشف عن استقالته!
البعث الأسبوعية – عماد درويش
يبدو أن عدوى المشاكل بين كوادر اتحادات الألعاب تنتقل من اتحاد لآخر، ووصل الحال الآن إلى اتحاد البلياردو والسنوكر والبولينغ، وباتت المشاكل تهدد عمل الاتحاد (الصغير) بحجمه الكبير بنتائجه.
الكثير من كوادر اللعبة أبدوا أسفهم على الحالة التي وصلت إليها اللعبة من عدم اهتمام من قبل القيادة الرياضية واتحاد اللعبة الذي لم يقم بأي بطولة منذ شهر آذار الماضي، إضافة إلى عدم المشاركة في البطولات الخارجية العربية أم الآسيوية.
غياب كامل
بعض لاعبي منتخبنا الوطني للسنوكر أكدوا لـ “البعث الأسبوعية” أنهم كانوا يمنون النفس بالمشاركة في البطولات الخارجية لتحسين التصنيف الدولي للعبة إلا أن كافة المحاولات باءت بالفشل، محملين الاتحاد مسؤولية تراجع اللعبة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أضاف اللاعبون أن السفرات والمعسكرات قليلة وتكاد تكون نادرة منها مرة واحدة للبلياردو، وتم من خلال أحد المعسكرات إجراء انتقاء للاعبي المنتخب، في حين لا توجد معسكرات للسنوكر خاصة بالفئات العمرية مثل الناشئين، حيث لم يتم إجراء سوى معسكر واحد لهم وهي الفئة التي يجب الاعتماد عليه بالمستقبل، كما أن هناك لاعبين أحرزوا بطولات جمهورية ولم يتم ضمهم للمنتخب الأمر الذي دعاهم لترك اللعبة والالتفات لأعمالهم الخاصة.
الأمر الثاني (حسب كوادر اللعبة) تمثل بعدم وجود دعم لمستلزمات للعبة لا للاعبي البلياردو ولا السنوكر، كما أن اتحاد اللعبة قام بإزالة طاولات السنوكر من الصالة الخاصة باللعبة وأبقى على طاولات البلياردو كما أن الطاولات بحاجة للإصلاح والصيانة لكن اتحاد اللعبة.
شكوى وصمت
كما اشتكى اللاعبون من عدم إقامة بطولات الجمهورية بشكل دوري بحيث تقام البطولات كل سنتين، إن أقيمت فعلاً وأخر بطولة تم إقامتها في الشهر الثالث من العام الحالي، حتى أن تدريبات لاعبي المنتخب متوقفة منذ فترة طويلة، وبناء عليه لم يتم المشاركة في بطولة العرب التي أقيمت في مصر، ولو شاركنا فيها (حسب لاعبي المنتخب) لحقق لاعبونا مراكز متقدمة، وكذلك الأمر بالنسبة لبطولة البحرين التي لم نشارك فيها.
كل ما ذُكر أدى تقدم أكثر من ستين لاعباً وإدارياً ومدرباً وحكماً بكتابٍ إلى رئيس الاتحاد الرياضي العام مطالبين فيه بحل اتحاد اللعبة بشكل كامل بسبب واقع اللعبة المحزن، والذي يفتقد للتنظيم والمتابعة الحثيثة، إضافة إلى الإهمال من قبل رئاسة الاتحاد وأعضائه حيث ابتعدوا عن الجوهر الأساسي للعمل القيادي والإداري التنظيمي في المتابعة الدائمة للعبة بشكل دوري، كما جاء في الكتاب أن اتحاد اللعبة قام بتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، مطالبين بتشكيل اتحاد جديد قادر على النهوض باللعبة ويبث فيها روح التعاون وفق أسس ممنهجة مصلحتها الأولى والأخيرة تنمية المواهب الرياضية.
إبعاد ظالم
اللعبة فقدت الكثير من محبيها وبعض أعضاء اتحاد اللعبة هجروها بسبب المشاكل التي تعيشها اللعبة، وهو ما ذكره لـ “البعث الأسبوعية” أحد خبرات اللعبة جورج مخول، موضحاً أن اتحاد اللعبة ومنذ عام 2010 هو نفسه لم يتغير خاصة على صعيد رئاسة الاتحاد الذي قام بإبعاد الكثير من كوادر اللعبة لأسباب شخصية.
وبيّن مخول أن البطولات هي نفسها مثل بطولة الجمهورية، والأسماء نفسها التي يتم دعوة اللاعبين لها، حسب أهواء رئيس الاتحاد الذي يضع الأسماء والقرعة كما يريد ليحقق بعض اللاعبين المقربين منه اللقب، وفي حال نال أحد اللاعبين غير المقربين للاتحاد لقب بطولة الجمهورية يتم التحايل على الموضوع بإقامة معسكر انتقاء للاعبين عدة مرات ليتم انتقاء اللاعبين المقربين والأمثلة على ذلك كثيرة، أما بالنسبة للبطولات الخارجية فاللاعب الذي لا ينال الرضا يتم إبعاده عن المنتخب، كاشفاً أن جميع اللاعبين حالياً متذمرين من الطريقة التي يتم فيها قيادة اللعبة، ومنها المشاركة في إحدى البطولات الخارجية بإشراك لاعبين يعيشون خارج سورية، وغير مؤهلين للمشاركة، ورغم عدم موافقة المكتب التنفيذي على المشاركة أصّر رئيس الاتحاد على المشاركة بالبطولة المذكورة لغايات شخصية.
مشاركات لم تكتمل
من جانبه رئيس اتحاد البلياردو والسنوكر ميشيل خوري أكد لـ”البعث الأسبوعية” أنه سبق له وأن تقدم باستقالته من رئاسة الاتحاد لكن القيادة الرياضية لم توافق عليها، أما بالنسبة لما يشاع عن عمل الاتحاد فشدد خوري أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة فجميع القرارات التي يتم اتخاذها في الاتحاد هي قرارات جماعية وبدون أية ضغوط، وهذا الأمر لم يعجب الكثيرين من أبناء اللعبة، وبالنسبة للمشاركات الخارجية فقد تقدم اتحاد اللعبة بعدة كتب للاتحاد الرياضي العام للموافقة على المشاركة ببطولة غرب آسيا بالبحرين وبطولة العرب المجمعة بمصر، لكن لم يتم الموافقة على المشاركتين بحجة أنه لا يوجد ميزانية كافية بالاتحاد الرياضي ، مشيراً إلى أن الاتحاد يقف على مسافة واحدة من كافة اللاعبين، علماً أن البعض منهم تم أشراكه في البطولات الخارجية رغم أنه غير مؤهل، وتمت مشاركته بزمن قياسي وبجهود شخصية.
وكشف خوري أن اتحاد اللعبة كان لديه الكثير من النشاطات المحلية والمشاركة بالبطولات الخارجية ، لكن فيروس كورونا أجل كل تلك المخططات ، فعلى الصعيد المحلي كان من المقرر أن تقام بطولات الجمهورية بالبلياردو ( ٩ و٨ كرات) والسنوكر، وبطولة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لألعاب البلياردو وغيرها من البطولات ولكافة الفئات، إضافة لبطولة الجمهورية المفتوحة بالكرامبول والبولينع، أما على الصعيد الخارجي فكان من المقرر المشاركة في بطولة مدن آسيا بالسنوكر بالصين، وبطولة غرب آسيا للبلياردو والسنوكر، وبطولة الدوري العالمي للفرق ، وبطولة آسيا بالسنوكر للشباب والرجال ، وبطولة العالم بالسنوكر للناشئين والشباب ، والعالم بالسنوكر ٦ كرات والكثير من البطولات الأخرى، لكن وباء كورونا وميزانية الاتحاد الرياضي العام وقفتا في وجه كل تلك المشاركات.
صعوبات عديدة
ونوّه خوري إلى أن اللعبة محلياً تواجه الكثير من الصعوبات أهمها إهمال اللعبة في الأندية حيث تحاول بعض الإدارات تجاهلها، كما أن البعض عمل على إلغاء اللعبة نهائياً، إضافة إلى التقصير الإداري فيما يخص عمل اللجان الفنية الفرعية، كما تعاني اللعبة من قلة وجود الحكام المعتمدين للمشاركة في البطولات مع ضعف كوادرها الفنية وقلة المراكز التدريبية التي تفتقر إلى نقص التجهيزات المناسبة بسبب ارتفاع أسعارها، مطالباً في الوقت نفسه القيادة الرياضية العمل على نشر اللعبة في الأندية وتطوير نظام الحوافز المادية ومنحها للأندية المجتهدة، سيما وأن هنالك مقترحات لتطويرها مثل العمل على افتتاح مراكز تدريبية نوعية مجهزة بشكل جيد لتدريب القواعد، وزيادة حوافز المدربين والحكام والإداريين واللاعبين بما يتناسب مع الجهود المبذولة.