مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي .. العلاج المتأخر وظاهرة الشغب

البعث الأسبوعية -مؤيد البش

لم تخرج مباراة نهائي بطولة السوبر بكرة السلة بين فريقي الوحدة وأهلي حلب عن قاعدة لقاءات الفريقين في الفترة الأخيرة، فلم تنته مع صافرة النهاية بل فضّل فريق الأهلي الانسحاب في الربع الثالث نتيجة مقذوف ألقي على لاعبه عبد الوهاب الحموي.

مشهد البطولة التي ذكرت بالأيام الخوالي لسلتنا شوهه الشغب الجماهيري غير المبرر وتشنج الإداريين الذين تحولوا من فاعلين لضبط الأمور إلى منفعلين بلا داع، لتضاف الحادثة لسلسلة من وقائع الشغب التي لم يوج لها حل جذري مع الاكتفاء بالمسكنات والمهدئات دون الدخول في جوهر التفاصيل والأسباب.

مقاربة حادثة مباراة نهائي السوبر يمكن النظر إليها من عدة زوايا أهمها أن مباريات الفريقين في كرتي القدم والسلة تشهد حساسية مفرطة سببها الرئيس صفحات التواصل الاجتماعي التي تزرع الكراهية وتحرض الجماهير على بعضها في سياق بعيد عن الرياضة، كما أن إدارة الناديين والكوادر الفنية لم تسهم حتى اللحظة في وأد بذور الخلاف بل تغذيه أحياناً بتصرفات وتصريحات طائشة.

الغريب أن كل التوجه والتركيز في المباراة المذكورة كان نحو هل أصاب المقذوف اللاعب أم لم يصبه؟ ، وهل هناك توجه لانسحاب الأهلي خوفاً من الخسارة التي بدت شبه حاصلة؟، والحقيقة أن قصر النظر في فهم ما حصل سببه أن المعالجة دائماً ما تكون للنتائج دون العودة للمسببات.

فجمهورا الوحدة والأهلي وبقية الأندية هم المحرك الأساس للنشاط الرياضي وهم واجهة رياضتنا التي تحسدنا عليها الكثير من الدول، فالشغف الجماهيري وحجم المتابعة يفوق بمراحل ما تحققه ألعابنا، لكن علينا ألا ننسى أن هذا الجمهور هو جزء من منظومة رياضية متكاملة وأي خلل في جزء من المنظومة من الأكيد أنه سيؤثر على بقية الأجزاء وهذا ما يحصل.

فثقافة الفوز وتقبل الخسارة تفتقدها فرقنا ولاعبونا وأنديتنا وليست الجماهير فقط، والحديث عن مشكلة في الوعي بين الجمهور يمكن إسقاطه على الأندية وكوادرها، وبالتالي العلاج لظاهرة الشغب يجب أن يسير بالتوازي بين الجماهير وبقية المفاصل فلاعب غير منضبط سيوصل الجمهور لذروة الانفعال حتى وإن كان على سوية عالية من الفهم والوعي!.

القيادة الرياضية مطالبة وبشكل عاجل بالالتفات لهذه الظاهرة المسيئة وبترها قبل أن تمتد وتصل لمرحلة لا تحمد عقباها، وهذا لن يتم إلا من خلال الدخول في التفاصيل بعيداً عن العقوبات السطحية التي لم تجر على رياضتنا سوى مزيد من الشغب المرفوض.