ثقافةسلايد الجريدةصحيفة البعث

شام لؤلؤة “سورية” تضيء سماء الإمارات بلقب “بطل تحدي القراءة العربي”

علي حسون

لم تكن الطفلة شام البكور تلميذة كباقي زملائها بالصف، بل دخلت المدرسة وفي عينيها بريق التميز والإبداع، فمن أول نشاط في الصف الأول أدركت مدرّساتها أن وجه شام الطفولي البريء يحمل الكثير من التميّز، جلبته من منزلها المتواضع ووضعها المعيشي العادي فهي يتيمة الأب، الأمر الذي لم يقف عائقاً أمامها فوزها بلقب بطل تحدي العربي في أول مشاركة سورية.

والدة شام، السيدة منال مطر، عبّرت عن سعادتها الغامرة لحصول ابنتها على المرتبة الأولى بعد منافسة قوية مع متسابقين على مستوى عالٍ من الثقافة والعلم، موجّهة كلمة شكر لكل من ساهم في دعم شام ووقف معها منذ البداية: كادر مدرستها (مدرسة صبحي الداية)، وخاصة مديرتها ليلى حمامي، والمنسقة لمادة اللغة العربية لينا ديبو، وجميع الداعمين ولاسيما مديرية التربية بحلب ووزارة التربية.

تحدثت والدة شام عن تميز ابنتها الوحيدة، بحركتها وحبها للاطلاع وأسئلتها الفضولية منذ الصغر، فكانت تسأل وتبحث عن المعلومة لاسيما أنها كانت تتمتع بقدرات ذهنية وطلاقة في الكلام وسرعة بديهة في الإجابة، مشيرة إلى أنها حاولت أن تنمّي هذه المواهب لدى شام وخاصة حب القراءة والمعرفة من خلال إحضار الكتب المناسبة لعمرها، وذات القيمة المضافة، كالكتب العلمية والأدبية/ وتدريبها على اللفظ الصحيح لمخارج الحروف.

وتؤكد الأم أنه “رغم الحياة المعيشية الصعبة، فقد كرّست حياتي لابنتي فقط من أجل تعزيز التميز من خلال التشاركية مع كادر مدرستها”.

“البعث” تواصلت مع مديرة المدرسة ليلى حمامي التي أكدت أن شام، ومنذ الأيام الأولى لدخولها الصف الأول، أظهرت قدرات تفوق عمرها من خلال حديثها وطريقة كلامها مع مدرستها أو زملائها، موضحة أن المدرسة تقوم بعدة أنشطة لاصفية، وأحد هذه النشاطات كان مسرحية شاركت بها شام مع تلامذة آخرين، فلفتت الانتباه وشدّت الأنظار من خلال طلاقة لسانها وفصاحة حروفها ونطقها السليم، ومن هنا كان جسر التواصل مع الأم والعمل على تنمية تلك الموهبة والمتابعة اليومية لغاية تحقيقها هذا اللقب الغالي والذي يعدّ فخراً لسورية.

من جهتها، بيّنت منسقة اللغة العربية لينا ديبو التي رافقت وتابعت شام منذ دخولها التحدي على مستوى مدارس القطر، أن شام تمتلك ميزات فريدة ومهارات عالية ولاسيما من ناحية اللغة العربية، فكانت تتحدث من دون أخطاء.. كنا على يقين من تفوقها وفوزها في المسابقة التي تمت على مستوى القطر، فكان لابد من تحضيرها للمسابقة العربية من خلال تقوية مهاراتها بقراءة كتب متنوعة، وخاصة من الأدب العالمي، مشيرة إلى أن شام قرأت 100 كتاب لكنها دخلت المسابقة بـ 50 كتاباً.

وتحدثت ديبو عن ذكاء شام  وأسلوبها المميّز في طرح السؤال، وسرعة الإجابة والبديهة الحاضرة دائماً، وعندما كنا نختبر المتسابقين كانوا يحتفظون بإجابتهم كي لا ينقلها أحد عن الآخر، إلا شام كان جوابها سريعاً وعلى الملأ أمام الجميع ولا تقتصر على الردّ فقط بل تضيف “لو كنت مكان الكاتب لعملت كذا وغيرت كذا في الشخصيات”.

يشار إلى أن الطفلة السورية شام البكور حققت اليوم لقب بطل تحدي القراءة العربي الذي أقامته دولة الإمارات العربية المتحدة بنسخته السادسة هذا العام، إذ استطاعت شام الوصول إلى التصفيات النهائية ضمن 15 متسابقاً من أصل 19 متسابقاً، وتنال اللقلب الأول في أول مشاركة لسورية.

وكانت “الطفلة المعجزة” – كما وصفها البعض – حصدت قبل ذهابها للإمارات لقب البطولة على مستوى سورية، رغم صغر سنها، لتمثّل بلدها في المسابقة التي يشارك فيها ممثلون عن 23 جالية عربية.