أخبارصحيفة البعث

الانقسام في كيان الاحتلال يؤرّق قادته

تقرير إخباري:

يعيش قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي في يقين مطلق أن كيانهم سيزول حتماً، إن لم يكن اليوم ففي قادم الأيام لا محالة، ويمكن تبيان هذا اليقين من تصريحاتهم المتعاقبة والمتكرّرة وإجراءاتهم الهادفة إلى الحفاظ على استمرارية كيانهم، وأن الانقسام داخل كيان الاحتلال سيكون من أسباب زواله، وهو ما أشار إليه قادة الكيان، وفي مقدّمتهم رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ في كلمة له في وقت سابق، وقال: إنّ “الوضع السياسي المعقّد في إسرائيل يضع أمامنا تحدّياً تاريخياً إلى حدٍّ ما”. مضيفا: إنّ نتائج انتخابات الكنيست عبّرت أننا منقسمون، والمسؤولية من الآن فصاعداً ملقاة على عاتق كل اللاعبين السياسيين، وعلى رأسهم من يده هي العليا، ومن قوّته السياسية أكبر”. كذلك، قال رئيس حكومة الاحتلال السابق يائير لابيد: إنّ “إسرائيل” قريبة من “نقطة اللا عودة”، لكن “ما زال بإمكاننا تغيير الاتجاه”.

وفي وقتٍ يستعدّ زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد فوز كتلته التي تضمّ أحزاباً أخرى من اليمين المتطرّف في انتخابات الكنيست الأخيرة، حذر أكاديمي صهيوني نتنياهو من خطورة الأوضاع التي وصل إليها كيان الاحتلال، متحدّثاً عن “خرابٍ متوقع” فيه. وخاطب الخبير في شؤون التربية والتعليم، أبراهام فرانك، في رسالة له نشرتها صحيفة “معاريف”، مخاطباً نتنياهو: إنه في طريقه لاستلام رئاسة حكومة في كيان في آخر أيامه، وإن الكثير يبحث عن مستقبله بعيداً عنه، متوقّعاً “هجرة جماعية” معاكسة للإسرائيليين، وقال: ستكون هناك هجرة جماعية للنساء والرجال إلى بلدان أخرى. وشكّك الخبير “الإسرائيلي” في قدرة نتنياهو على أن يمنع ذلك.

وفي السياق ذاته، نشر موقع “معاريف” ما يسمّى مؤشر “التماسك الاجتماعي الإسرائيلي”، ويُظهر أن أغلبية المشاركين في الاستطلاع 76% يعتقدون أنّ “المجتمع في إسرائيل” منقسم. وحسب الصحيفة، يتعلق الأمر بزيادة 10% من آراء المستطلعين، في مقابل الاستطلاعات التي أجريت العام الماضي. وتشير “معاريف”، إلى أنّ “أكثر العوامل إسهاماً في الانقسام، حسب المستطلعين، هي القيادة السياسية 81%، يليها الإعلام الجديد 73%، ثم الإعلام التقليدي 68%.

وتوضح استطلاعات الرأي في “إسرائيل” واقع التشرذم الحاصل في مستويات متعدّدة، إذ أظهر استطلاع أجري أخيراً أنّ ثلث المستوطنين يؤمنون بأنّ “إسرائيل” لن يكون لها وجود بعد 25 عاماً. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الفكرة الأساسية التي قام عليها كيان الاحتلال هي استقطاب المهاجرين اليهود من مختلف أصقاع العالم دون أن يربطهم أي رابط سوى الدين، وهو ما حاول قادة الكيان البناء عليه، من خلال تأكيد ما سمّوه “يهودية إسرائيل” ولا بدّ من الإشارة أيضاً، أن ما وحّد المجتمع الإسرائيلي في السابق هو الحقد وكره كل ما هو عربي، وأن معظم الحروب التي شنّها قادة الاحتلال كانت في الأصل لإرضاء المتطرّفين وكسب ودّهم، ولكن على ما يبدو أن التطرّف والعنصرية الشديدة التي يعيشها “المجتمع الإسرائيلي” حتى ضدّ اليهود أنفسهم، وغياب العقيدة التي تربطهم بالأراضي التي يحتلونها، بالإضافة إلى عمليات المقاومة الفلسطينية التي لم تتوقف منذ بدء احتلالهم، هذه الأسباب كلها مجتمعة تعجّل في فكرة زوال كيان الاحتلال، الذي يبدو أقرب ممّا هو متوقع.

إبراهيم ياسين مرهج