خيبات وخسارات السمات البارزة للمشاركات العربية في تاريخ كأس العالم
البعث الأسبوعيّة – رياضة – سامر الخيّر:
ستة أيام تفصلنا عن أهم حدث في عالم كرة القدم، كأس العالم، أكبر تجمهر لنجوم المستديرة وأكثر حدث رياضي متابعة حول العالم، وما يميز هذه النسخة أنها تقام للمرة الأولى في دولة عربية، ونأمل أن يستطيع أحد المنتخبات العربية الأربعة المشاركة الوصول بعيداً، ومع هذه التطلعات نستذكر مشاركات المنتخبات العربية في تاريخ المونديال والبصمات التي تركتها رغم عدم تمكنها من الاقتراب من المربع الذهبي.
ويعتبر المنتخب المصري أول منتخب عربي تأهل إلى النهائيات المونديالية وكان ذلك عام 1934 بنسخة المونديال الثانية، وتأهل منتخب مصر للبطولة مرتين بعدها، وأفضل مبارياته كانت التعادل مع المنتخب الهولندي وكان ذلك عام 1990.
فيما كانت أول مشاركة للمنتخب الجزائري في المونديال سنة 1982 وتعتبر من المشاركات المميزة، حيث قدم أداءً متألقاً في هذه النسخة من بطولة كأس العالم وقدم إلى العالم اللاعب رابح ماجر الذي كان له الفضل الكبير في الفوز الشهير على منتخب ألمانيا الغربية بهدفين لهدف، وتأهل المنتخب الجزائري أثناء مشاركته في كأس العالم عام 2014، إلى الدور الـ16 بعد أن فاز على منتخب كوريا الجنوبية وتعادل مع المنتخب الروسي.
ويعدّ المنتخب التونسي من أكثر المنتخبات العربية من حيث عدد مرات المشاركة في بطولات كأس العالم عبر التاريخ، حيث شارك للمرة الأولى في كأس العالم عام 1978 محققاً فوزاً مشرفاً على منتخب المكسيك بنتيجة 3-1، إلّا أن المنتخب البولندي تفوق عليه وحقق فوزاً، ثم عاد المنتخب التونسي ليحسن أداءه وحقق التعادل أمام المنتخب الألماني وتعتبر هذه المشاركة هي الأبرز من حيث التقدم للمنتخب التونسي إذ أنه خرج من البطولة في دور المجموعات في مشاركاته الأربعة الأخرى.
أما المنتخب المغربي فهو أكثر المرشحين في النسخة القادمة للذهاب بعيدا ًنظرا ًلجودة لاعبيه وأدائهم مع أنديتهم خلال العامين الماضيين، فكانت أولى مشاركاته عام 1970، إلّا أن نجم هذا المنتخب لم يلمع في الحقيقة حتى عام 1986 حيث حقق ما لم يستطع أي منتخب عربي قبله تحقيقه وتأهل إلى الدور الـ16 بعد أن حقق انتصاراً واحداً وتعادلين وكان المتصدر في المجموعة التي ضمت منتخبات عريقة هي إنكلترا والبرتغال وبولندا، وفي العام 1998 انطبعت مشاركته في ذاكرة محبي هذه الرياضة مع أنه خرج منها في دور المجموعات حيث حقق فوزاً مشرفاً على منتخب اسكتلندا وتعادلاً مع منتخب النرويج.
ويعدّ المنتخب السعودي واحد من المنتخبات التي نجحت بالتأهل ست مرات لبطولة كأس العالم عبر التاريخ ، أما مشاركته الأولى في الكأس فهي الأكثر تميزاً، إذ أنه تمكن من الفوز على المنتخب المغربي وكذلك على المنتخب البلجيكي ثم تأهل بذلك إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم1994، وبالنسبة لمشاركاته الأربعة الأخرى فلم يحظى بنفس الانتصارات وخرج من دور المجموعات، وللأسف تعتبر شباكه الأكثر استقبالاً للأهداف المسجلة بـ39 هدفاً خلال مشاركاته في هذه البطولة.
وهناك جانب آخر تذكر فيه المشاركات العربية ولا يمكن أن تنسى، فهي في مناسبتين كانت سبباً في تعديل قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأولى في مونديال 1990 الإيطالي، وعندها كان الأداء الدفاعي هو الوسيلة الوحيدة أمام منتخب مصر لمجاراة المنتخبات الأوروبية القوية، ففي مباراته الثانية أمام منتخب أيرلندا كان أحمد شوبير حارس مرمى الفراعنة أكثر لاعب في المباراة استحواذا على الكرة خلال اللقاء، حيث كان يمرر الكرة لـ هاني رمزي، ثم يقوم هاني رمزي بإرجاع الكرة لشوبير الذي يسمكها، ليتكرر هذا الأمر كثيرا خلال المباراة، وتعرض المنتخب المصري لانتقادات حادة بسبب إهدار الوقت وقتل متعة كرة القدم، لتقوم الفيفا بعد عامين من الحادثة وتكراراها في أكثر من بطولة بإلغاء قاعدة إمساك حارس المرمى بالكرة، حال إعادتها من أحد زملائه.
أما الحادثة الثانية فكانت في النسخة التي استضافتها إسبانيا عام 1982، والتي توج المنتخب الإيطالي بلقبها بعد فوزه على ألمانيا الغربية في النهائي، حيث شهدت البطولة أكبر ظلم في تاريخ كأس العالم حين تعرض المنتخب الجزائري لما وصف بـالمؤامرة التي أثارت جدلاً كبيراً من قبل ألمانيا والنمسا، رغم تحقيقه لما عرف بـمعجزة خيخون- لأنها لعبت في مدينة خيخون الإسبانية- بعد فوزه التاريخي على الماكينات بهدفين مقابل هدف وحيد، وخسرت الجزائر مباراتها الثانية أمام النمسا بهدفين نظيفين، قبل أن تلعب مباراتها الأخيرة أمام تشيلي وتهزمها بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ولعبت ألمانيا مع النمسا، بعد نهاية مباراة الجزائر وتشيلي بيوم، وكان يعرف المنتخب النمساوي أن هزيمته أمام ألمانيا بفارق هدف وحيد ستؤهل الفريقين معاً وتخرج الجزائر، في حين أن أي فارق أكبر من الأهداف سيؤهل المنتخب الجزائري إلى جانب ألمانيا وتودع النمسا البطولة، وما حصل أن المنتخب الألماني سجل هدف المباراة الوحيد عند الدقيقة العاشرة عبر هورست هروبيتش، قبل أن يتبادل الفريقان الكرة بشكل سلبي حتى نهاية المباراة، وسط هتافات من قبل الجماهير الإسبانية التي كانت تغني للمنتخبين “إلى الخارج.. إلى الخارج”، ورغم كل الضجة التي أثيرت في الأوساط الكروية والإعلامية، إلّا أن الفيفا أقرّ نتيجة المباراة، لكنه أصدر قراراً بأن تلعب المباراة الأخيرة في كل مجموعة بكأس العالم بنفس التوقيت منعاً للتلاعب بالنتائج.
أرقام وتواريخ
– رفعت مشاركة قطر في نهائيات النسخة الحالية من رصيد عدد المنتخبات العربية التي وصلت إلى المونديال، لتبلغ تسع دول على امتداد تاريخ كأس العالم لكرة القدم.
– أول من تأهل إلى النهائيات المونديالية من المنتخبات العربية هو المنتخب المصري، وكان ذلك في نسخة كاس العالم 1934 المقامة في الأراضي الإيطالية، ويعتبر اللاعب المصري عبد الرحمن فوزي أول من استطاع تسجيل هدف في بطولة كأس العالم في نفس النسخة.
– المنتخب الجزائري هو المنتخب العربي الوحيد الذي تمكن من تسجيل 4 أهداف في مباراة واحدة وكان ذلك في مونديال عام 2014 أمام كوريا الجنوبية بالإضافة إلى ذلك فهو الأكثر تسجيلاً بين المنتخبات العربية في نسخة واحدة بسبعة أهداف أيضاً عام 2014.
– يعد المنتخب السعودي (1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022) والمغربي (1970، 1986، 1994، 1998، 2018 و2022) والتونسي (1978، 1998، 2002، 2006، 2018 و2022) أكثر المنتخبات العربية مشاركة.
– المنتخبات التي شاركت مرة واحد هي الكويت (1982) والعراق (1986) والإمارات (1990) وقطر (2022).
– على مستوى النتائج التي تحققت تاريخياً، استطاعت 3 منتخبات عربية الوصول إلى الدور الثاني من كأس العالم، أولها المنتخب المغربي في أول مشاركة له عام 1986 في المكسيك، حيث خسر أمام ألمانيا التي بلغت نهائي المونديال حينها، بنتيجة 1-0 في الدقائق الأخيرة.
– تشارك المنتخبات العربية بأكبر عدد لها في النسخة القطرية للمرة الثانية بعد مونديال روسيا عم 2018، ووقتها لم تنجح منتخبات السعودية ومصر والمغرب وتونس في تخطي دور المجموعات.
– المنتخب المغربي هو المنتخب العربي الأكثر خوضاً للمباريات في بطولات كأس العالم بـ16 مباراة ولا يتقاسم هذا الرقم إلا مع المنتخب السعودي.