رياضةصحيفة البعث

في دوري كرة الدرجة الثانية.. هرج ومرج ومباراة بلا أخلاق ولا ضوابط

ناصر النجار 

حادثة اعتداء غريبة جرت في إحدى مباريات دوري الدرجة الثانية بدير الزور، في اللقاء الذي جمع الميادين والقورية، عندما اعتدى أحد لاعبي الميادين على لاعب من القورية بطريقة بشعة أفقدت المعتدى عليه الوعي ونقل على أثرها إلى المشفى وتوقفت المباراة وحدث هرج ومرج وأشياء كثيرة.
طبعاً.. في المباراة ملاحظات عديدة، أولها أنها خالفت قوانين كرة القدم وقرارات اتحاد كرة القدم بإقامة المباراة دون توفر مقوماتها، فلم يحضر فيها رجال حفظ النظام ولو كانوا ربما لم يحدث هذا الاعتداء، ولم يكن هناك سيارة إسعاف فتم إسعاف اللاعب المصاب إلى المشفى بسيارة أحد الحاضرين، والأخبار الواردة أن مضمار الملعب كان مملوءاً بمن هب ودب من “الحويصة”، وممن ليس له أي عمل في المباراة، وهي مخالفة تنظيمية أخرى، و”آخر طب الكيل” أن رئيس نادي القورية لم يكمل المباراة احتجاجاً على ضرب لاعبه فسحب فريقه من الملعب، والحكام أو المراقب لم يتخذوا قراراً بتوقيف المباراة فتعقدت المسألة تنظيمياً وباتت تحتاج تدخلاً اتحادياً.
دوري الدرجة الثانية من مسؤولية اللجان الفنية بالمحافظات، ولا يعني أن المباريات درجة ثانية أن أحكام وقوانين كرة القدم لا تطبق عليها، فهي مباريات رسمية تأخذ الصفة الشرعية من كونها ضمن روزنامة اتحاد كرة القدم، لذلك يرسم افتقاد هذه المباريات للشروط والأحكام الموضوعة الكثير من إشارات الاستفهام، ويجب أن تُسأل اللجنة الفنية عن سبب إقامة المباراة دون وجود سيارة إسعاف أو رجال حفظ نظام، ولو أن اللاعب المعتدى عليه فارق الحياة (لا سمح الله) لقامت الدنيا ولم تقعد، لذلك قالوا الوقاية خير من العلاج، ويجب أن تُتخذ أشد الإجراءات بما حدث دون هوادة أو محاباة لأحد حتى نتجنب الحوادث المزعجة والإصابات القاسية والشغب غير المبرر لنصل إلى كرة قدم نظيفة فيها أخلاق وأدب.
التفاعل مع هذه القضية قد لا يكون بالجدية المتوقعة، لأن حوادث مماثلة وقعت في مباريات متفرقة سواء بالدرجة الممتازة أو شباب الدرجة الممتازة أو دوري الدرجة الأولى، وكنا نجد دوماً ألف من يدافع عن اللاعب المعتدي، أو المدرب المخالف، أو أولئك الذين يشتمون الحكام والفرق المنافسة، بدعوى “حرام.. هذا صغير السن!!”، أو “هذا لاعب منتخب!!”، ومن هذا القبيل.
لكن هؤلاء يجب أن يكونوا قدوة لغيرهم، ولاعب بلا أخلاق ولو كان متميزاً يجب أن يُلفظ من ملاعبنا، وأن يواجه بأشد العقوبات، وإذا لم تسد الأخلاق الرياضية في ملاعبنا فلن نعرف كرة القدم على أصولها.