الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بوتين: التضخّم في أوروبا بنسب خيالية بينما نجح الاتحاد الأوراسي في التحكم به

بيشكيك – موسكو – سانا:

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العالم يواجه اليوم تحديات حادة جديدة بالتزامن مع تحولات جيوسياسية قوية، حيث وصل التضخم في بعض الدول الأوروبية إلى نسب خيالية، فيما نجح الاتحاد الأوراسي بالتحكم في نسبة التضخم بشكل جيد.

وقال بوتين في كلمة أمام قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في العاصمة القرغيزية بيشكيك: إن ملامح نظام عالمي متعدد الأقطاب تولد الآن بشكل فعلي في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يجري هناك تشكيل مراكز جديدة للتنمية تدافع بشكل متزايد عن مصالحها الوطنية وتحمي سيادتها، مشيراً إلى أن الاجتماع الحالي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي جاء في وقته ومهم للغاية.

وشدّد بوتين على أن العمل المشترك في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة يجعل من الممكن على أساس الاحترام المتبادل والنظر في مصالح كل منهما حل مجموعة واسعة من القضايا بنجاح، والتي تتعلق في المقام الأول بالحماية من التهديدات الخارجية وضمان الاستقرار العالمي والإقليمي.

وأشار بوتين إلى ضرورة تشكيل منظومات في الاتحاد الأوراسي للتداول بالعملات الوطنية، بعدما عمل بشكل فعال واتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاضطرابات بالأسواق.

وأضاف الرئيس الروسي: إن أسعار موارد الطاقة تتسارع بشكل كبير في أوروبا وهذا الفارق في أسعار الغاز بين دول الاتحاد الأوراسي والاتحاد الأوروبي الذي وصل إلى 10 أضعاف أو أكثر يهيئ الظروف الملائمة للتنمية الاقتصادية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي.

ودعا بوتين إلى إزالة ما تبقى من الحواجز الجمركية والإدارية التي تعيق التجارة بين دول الاتحاد الذي يضم روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان، مشيراً إلى أن العمل على تطوير موارد الطاقة يتم وفق الاستراتيجية الموضوعة حتى عام 2025.

وفيما يتعلق بالبطالة في دول الاتحاد أوضح بوتين أن معدل البطالة يزيد قليلاً على واحد بالمئة وهو أقل بسبع مرات مما هو عليه في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعتبر مؤشراً واضحاً لنجاح عمل الاتحاد، مؤكداً على أهمية التنمية ضمن دول الاتحاد في ظل الأزمة الغذائية المتزايدة في العالم.

كذلك أكد الرئيس بوتين مع نظيره القرغيزي صدير جباروف على ضرورة استكمال التدابير الوطنية لضمان أمن المعلومات بإجراءات موحدة مع الشركاء الدوليين، ما سيؤدي إلى المزيد من التعاون في المجتمع الدولي.

وجاء في بيان مشترك للرئيسين بعد لقائهما في بيشكيك اليوم: “إن تكنولوجيا المعلومات أصبحت عابرة للحدود بطبيعتها، وبالتالي يجب استكمال الإجراءات الوطنية لضمان أمن المعلومات بإجراءات موحدة على المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف والإقليمية والعالمية، نظراً للاستجابة الفعالة للتحديات والتهديدات التي تواجهها، حيث إن أمن المعلومات يتطلب جهوداً مشتركة من كل المجتمع الدولي”.

وأشار البيان إلى أن رؤساء الدول يرحبون بالتقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون بتعميق التعاون في مجال أمن المعلومات الدولي والاعتراف بالحاجة إلى زيادة التفاعل العملي في هذه المنظمات الإقليمية على أساس الاتفاقات القائمة بينها.

وفي سياقٍ آخر، اعتبر الرئيس بوتين أن الغرب يريد الحفاظ على هيمنته بأي وسيلة، ويلجأ للعقوبات والثورات الملونة، ويتعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي.

وخلال كلمة عبر الفيديو في اجتماع وزراء خارجية ودفاع دول منظمة شنغهاي اليوم أشار بوتين وفقاً لموقع روسيا اليوم إلى أن احتمالات الصراع في العالم تتزايد بسبب محاولات الغرب الحفاظ على دوره في الهيمنة بأي وسيلة، ويلجأ للعقوبات والثورات الملونة، ويتعمد مضاعفة الفوضى ومفاقمة الوضع الدولي.

ولفت بوتين إلى أن هذا الغرب استغل موارد أوكرانيا لعدة سنوات دون خجل وحولها إلى مستعمرة، ويستخدم شعبها كوقود للمدافع الموجهة ضد روسيا ،كما شجع الإرهاب في إقليم دونباس والإبادة الجماعية بحق سكانه.

وتابع بوتين: إن الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية دمرت فعليا بنية الاستقرار الإستراتيجي التي تم بناؤها على مدى عقود ،وتعمل بقوة على توسيع جغرافية حلف شمال الأطلسي.

وأضاف: “هناك تهديدات في العالم وهناك تحولات في تطور عالم متعدد الأقطاب ،لذلك يجب أن نعمل معا لتشكيل نظام مرن ومستقر للأمن والتعاون” ،مشدداً على أن العمل المشترك في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة يجعل من الممكن -على أساس الاحترام المتبادل- حل مجموعة واسعة من القضايا بنجاح”.