تسييس التكنولوجيا وتسليحها!
عائدة أسعد
ذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية أن الولايات المتحدة طلبت مباشرة من الحكومة اليابانية التعاون في إحباط جهود الصين لتطوير أشباه الموصلات المتطورة. وقد جاء طلب توقيف تصدير معدات تصنيع الرقائق من قبل شركة “طوكيو إلكترون ليميتيد” إلى الصين من وزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، خلال محادثة هاتفية مع وزير الصناعة الياباني، ياسوتوشي نيشيمورا، ويُعتقد أنها أول وزير من الولايات المتحدة يتدخل بشأن هذه القضية.
بأيّ حال من الأحوال هذا الطلب ليس الطلب الأول الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى حلفائها، فقد أفادت وكالة “بلومبرغ” أن الإدارة الأمريكية كانت تتحدث مع هولندا بهدف الاتفاق على بروتوكول جديد لمنع شركة “إيه إس إم إل هولدينغ إن في” الهولندية من تزويد الصين بمعدات الطباعة الحجرية الضرورية لتصنيع الرقائق المتقدمة.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تنوي من خلال الضغط على أصدقائها (اليابان وهولندا..) بهذه الطريقة إنشاء إطار متعدّد الأطراف لضوابط التصدير التي تستهدف الصين.
من خلال المشاركة في جهود الولايات المتحدة لمنع الصين من الحصول على أحدث جيل من أشباه الموصلات، فإن اليابان وهولندا ستؤذيان نفسيهما، ولن تقف الصين مكتوفة الأيدي، وبالتالي لا يوجد سبب يدعو اليابان وهولندا إلى المخاطرة بتعريض تجارتهما مع الصين للخطر بأمر من الولايات المتحدة.
إن الولايات المتحدة من خلال إساءة استخدام قوتها في محاولة للحفاظ على هيمنتها التكنولوجية تقوم بتسييس التكنولوجيا وتسليحها، دون أي اهتمام حتى بمصالح حلفائها.
لقد حثّت الصين الأطراف المعنية على الالتزام بالموضوعية، وإصدار أحكامهم الخاصة، وكما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: “ينبغي عليهم المضي قدماً على أساس مصالحهم طويلة الأجل والمصالح الأساسية للمجتمع الدولي”.
وتجدرُ الإشارة أيضاً إلى أنه عندما انعقد المؤتمر الوزاري الأول للإطار الاقتصادي لـ”المحيطين الهندي والهادئ” في لوس أنجلوس، في أيلول الماضي، أشار دبلوماسي ياباني إلى أن مثل هذه الجهود لاحتواء الصين غير عملية، لأن الصين هي أكبر شريك تجاري لأكثر من 100 اقتصاد.
يُذكر أن الصين بقيت أكبر شريك تجاري لليابان لمدة 15 عاماً متتالية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين 371.4 مليار دولار العام الماضي بزيادة 17.1 في المائة عن العام السابق، ويجب ألا تسمح اليابان وهولندا للولايات المتحدة بإلقاء الحجارة على أقدامهم لمجرد أنها حليفهما.
إذا تمكنت الولايات المتحدة من حشد حلفائها في حربها الصغيرة ضد الصين، فإن العالم سيدفع ثمناً باهظاً لفرص التنمية الضائعة، ويجب على الدول أن تضع مصالحها الخاصة والصورة الأكبر في الاعتبار.