ثقافةصحيفة البعث

احتفالية اليوم الوطني للقراءة “كتابي نافذتي بحرف ولون”

جميل أن تتوازى احتفالية اليوم الوطني للتشجيع على القراءة في دورته العاشرة “كتابي نافذتي بحرف ولون” مع احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، وأن تكون القراءة محورَ هذا النشاط الممتد لثلاثة أيام في المحافظات السورية.

ففي حلب (غالية خوجة)، كان من المفترض أن يقام النشاط في دار الكتب الوطنية، فتغيّر المكان دون أن نعلم إلى المركز الثقافي العربي بالعزيزية.

وحضرت “البعث” الورشة التفاعلية للألوان وفن طيّ الورق “الأوريغامي”، وجلسة القراءة مع الأطفال المشاركين الذين تحدث بعضهم عن تجربته، ومنهم الشاب محمد درويش الذي أحبّ القراءة وأضاف لمكتبة عائلته المنزلية كتباً جديدة، ثم اكتشف موهبته بالكتابة فشارك بقصته “الطفل والصاروخ” بمسابقة اليونيسيف ليفوز بالمركز الأول عام 2006 وهو الآن يكتب للمسرح.

بينما قال عامر العمر طالب في الصف السادس: أحب قراءة القصص التي تمنحنا عبرة، مثل قصة القنفذ والثعلب.

وبدوره، تحدث الطفل عمر بكرو طالب الصف السادس أيضاً عن القراءة وطريقتها التعبيرية التي اكتشف من خلالها موهبته في التمثيل، وذكر أنه مثّل دور نائب القاضي في مسرحية “زعيم الجراثيم”، وهذا منحه الشجاعة والوعي، وساعده على المساهمة في نشر النظافة.

وشارك كلّ من الطالبين محمد حمدان وعبد الرحمن إدريس من الجمعية الخيرية الإسلامية تجربتهما القرائية، وكيف أضافت لهما القراءة المزيد من التجربة في الحياة والمعرفة، ولاسيما الرواية.

وقالت الطالبة دعاء ماردنلي: اكتشفت أنني أحب الشعر من خلال القراءة ثم كتابة القصيدة منذ كنت في الصف الثالث، وألقت قصيدتها “لا أعشق يا وطني سواك”.

طوق نجاة للأمم

تخلّل الجلسة توزيع الكتب كهدايا للمشاركين، ومنهم الطالبة سدرة صابوني الفائزة بالمركز العاشر على مستوى محافظة حلب في تحدي القراءة العربي عام 2022 في دورته السادسة، والتي أخبرتنا بأنها قرأت 60 كتاباً جديداً بعد المشاركة بالتحدي، وفي كافة المجالات، ولاسيما الوطنية والاجتماعية والعلمية والفكرية والأدبية، ولعدة مؤلفين مثل وليم شكسبير وطالب عمران الذي ساعدها على تنمية خيالها العلمي، ونجيب محفوظ الذي جعلها تعيش في البيئة المصرية، بينما نقلها غسان كنفاني إلى فلسطين.

أمّا كيف ترى القراءة ولماذا؟ فأجابت: طوق نجاة للأمم والإنسان والمجتمع والعقل والوطن، لذلك، أسعى إلى العلم بكل ما أوتيت من قوة.

لمحتُ في دواخلها موهبة كتابية ما، فقلت لها: يبدو أنك تكتبين أيضاً؟ فقالت: منذ الصيف، بدأت بكتابة رواية عن شخص اسمه حسام من فلسطين وأحداثها قد تحدث في كل مكان، كما أني أحبّ الشعر.

لكن، لماذا فازت شام البكور بالمركز الأول في التحدي؟

أجابت صابوني بوعي جميل: لأنها أكثر ثقة، وأصغر سناً، وأكدت: سأشارك في تحدي القراءة في دورته السابعة أيضاً.

وكان جميع الطلاب قد أجابوني عن رغبتهم في المشاركة بتحدي القراءة العربي، وجميعهم رأوا أن تجربة القراءة ومسابقاتها المختلفة التي يخوضونها في سورية جميلة، لكن تحدي القراءة العربي يمنح دافعاً قوياً لأنه على مستوى الوطن العربي، ويحتفل بالمشاركين الفائزين في دمشق أولاً.

الاستثمار في المستقبل

وأخبرنا جهاد الغنيمة مدير مركز العزيزية بأن ورشة وجلسة القراءة الموجّهة للأطفال تهدف إلى حثّهم على قراءة الكتاب ومناقشته لأهمية الكتاب الكبيرة في حياة الأطفال والطلاب حالياً ومستقبلاً، وهم يدركون بأن “الكتاب خير جليس”، كما أن المواهب تتفتّح وتتحفّز من خلال القراءة وجلساتها لاستثمارها في المستقبل.

وأشار الغنيمة إلى مكتبة المركز التي تتضمن 2800 عنوان موجهة للأطفال في شتى المجالات الأدبية والعلمية والمعرفية، وإصداراتها من جهات رسمية ودُور نشر خاصة، وضمن هذه الفعالية تمّ تكريم 30 طالباً بإهدائهم كتباً مناسبة.

أين الأفلام الموجهة للأطفال؟

أمّا لماذا تمّ اختيار فيلم “الكفرون” للفنان دريد لحام؟ وهل هو مناسب للأطفال الحاضرين؟ ولماذا لم تعرض مسرحية للأطفال بهذه المناسبة؟

أجاب الغنيمة: اضطررنا لعرضه لأنه أفضل الموجود الموجّه للأطفال، ولا توجد أفلام موجّهة للأطفال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.. وهذا برسم المعنيين، ولم نستعد بمسرحية جديدة لهذه المناسبة، لكن هناك مسرحية “حرف” التي كتبها ومثّلها الأطفال أنفسهم. ولفت الغنيمة إلى دور فريق مهارات الحياة والجمعيات والمدارس المهتمة والجهات المختصة، إضافة إلى الفعاليات المخصّصة للطلاب من أطفال وشباب لتنمية مهاراتهم ومواهبهم.

القراءة قوة

ورأت بسمة كعكة مشرفة بدار أيتام الجمعية الخيرية الإسلامية أن هذه التجربة تضيف المزيد من الثقة لأطفال الميتم الذين يعيشون كأسرة واحدة في الجمعية، كونهم يقومون معاً بالكثير من الأنشطة منها الرحلات والقراءة.

وهذا ما أكد عليه عمر كابي المشرف العام في دار الأيتام الإسلامية: أسرتنا واحدة، وأبناؤنا يدرسون في المدارس الحكومية، وسعداء بمشاركتنا في فعالية القراءة وفوائدها العديدة العلمية والأدبية والاجتماعية، ومنهم من فاز في مسابقات قرائية سورية، وسيكون هناك تعاون في مجال المسرح بين المركز ومديرية الثقافة ودار الأيتام.

أنشطة وفعاليات

وفي الحسكة (إسماعيل مطر)، تضمنت فعالية “حرف ولون” تنفيذ العديد من الأنشطة للأطفال واليافعين.

وأكد عبد الرحمن السيد مدير الثقافة أن هذا النشاط يأتي من باب الاهتمام بالأطفال واليافعين من أجل تشجيعهم على القراءة وجعلها عادة يومية لهم، مشيراً إلى أنه تمّ توفير كافة مستلزمات النشاط، إضافة إلى النشاطات الذهنية التي تعتمد على الألعاب، ومنها لعبة الشطرنج كونها من المهارات الإبداعية الذهنية، في وقت بيّنت المشرفة رحاب الخالد أن هناك اقبالاً كبيراً من الأطفال على القراءة من خلال عدة ألعاب تشجيعية وتحفيزية، والهدف منها إكساب الأطفال مهارات القراءة الصحيحة من خلال استخدام الألفاظ المناسبة.

المدرّبة سارة فايز الجدوع قالت: في ظلّ الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكات الإنترنت كان لابد من إقامة مثل هذه الأنشطة والفعاليات والتي تساهم في الحفاظ على اللغة العربية كونها لغة حيّة عبر العصور، فهي لغة القرآن الكريم ولغة الأجداد عبر الأزمنة والعصور والتي كان لها دور كبير في الحضارة العالمية، فهي لغة العلم والبلاغة والبيان والجمال في مشارق الأرض ومغاربها.

إضافة إلى ذلك أقيمت بهذه المناسبة أصبوحة شعرية على خشبة المركز الثقافي العربي بالحسكة لعدد من شعراء المحافظة، حيث أشار الشاعر علاء الدين حسن في قصيدته “بلاغة وبيان” إلى جمالية اللغة العربية وفصاحتها وإلى المعاني والتراكيب الجمالية المتجددة فيها والتي حافظت على حالة التألق والريادة والتميّز عبر التاريخ، وتضمن النشاط أيضاً إلقاء محاضرة للدكتور عبد الله الحسين بعنوان “من فصيح العامة” تحدث فيها عن اللغة العربية الفصحى ومفرداتها وتراكيبها الجميلة ودخول العامية إليها، وكيف حافظت اللغة العربية على جماليتها وأصالتها.