بيسكوف: الجيش الروسي أحرز تقدّماً بملف نزع سلاح نظام كييف
عواصم – تقارير:
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الجيش الروسي أحرز تقدماً في ملف نزع السلاح من نظام كييف.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله رداً على سؤال ما إذا كان قد تم تحقيق هدف من أهداف العملية العسكرية الخاصة: “يمكن القول إن هناك تقدماً كبيراً على طريق نزع سلاح أوكرانيا والحد من إمكاناتها العسكرية”.
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح يوم أمس أن مخزون الأسلحة لدى نظام كييف قد انتهى تقريباً.
وكان الرئيس الروسي أكد أن الأسلحة والذخيرة لدى أوكرانيا ستنفد قريباً، وبالتالي سيعتمد النظام فيها كلياً على المساعدات الغربية.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين أنه لا توجد أي اتصالات مع الولايات المتحدة بشأن عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
وحول التقارير الإعلامية التي زعمت أن نظام كييف يعمل على إعداد مقترحات سلام ستكون جاهزة بحلول شباط المقبل، قال بيسكوف: “سمعنا فلاديمير زيلينسكي، وكل ما قاله لا يستند إلى وقائع اليوم التي لا يمكن تجاهلها”.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها ستأخذ بعين الاعتبار إستراتيجية حلف الناتو حتى عام 2030 في تطوير المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية.
وقالت زاخاروفا في بيان اليوم: “إن تخطيط السياسة الخارجية يعتمد بأوسع نطاق على مصادر المعلومات، حيث تتمثل المهمة الأساسية بالتقييم الموضوعي للوضع في العالم، وعلى وجه الخصوص نهج الدول الأجنبية المؤثرة والكتل المكونة من عدد من الدول بما في ذلك غير الودية، وخاصة تلك التي تثبت عقيدتها الإستراتيجية في وثائقها، ومن بين ذلك المفهوم الإستراتيجي الجديد لحلف الناتو الذي تم تبنيه في عام 2022”.
وكشفت الخارجية الروسية تفاصيل هذا المفهوم المرتقب للسياسة الخارجية الروسية في الجريدة البرلمانية، مبينة أن النهج المبدئي لروسيا تجاه الأعمال العدائية المرتكبة ضدها تمت صياغته في الفقرة 99 من إستراتيجية الأمن القومي الروسي التي تمت الموافقة عليها بمرسوم صدر في 2 تموز الماضي، وينص على أنه في حالة قيام دولة أجنبية بارتكاب مثل هذه الأعمال بما في ذلك تلك المتعلقة باستخدام تدابير تقييدية ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية أو باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة، فإن روسيا تعتبر أنه من القانوني اتخاذ تدابير متماثلة أو غير متماثلة على حد سواء.
وأشارت الخارجية إلى أنه وفقاً لهذه الإستراتيجية فإن موسكو مستعدة لتطوير علاقات ندية متساوية ومفيدة مع جميع الدول والتكتلات التي تظهر مصلحة مشتركة، مبينة أن هذا النهج هو المرشد في تعزيز التعاون مع شركاء روسيا ذوي التفكير البناء.
ومن المتوقع أن ينشر المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية أوائل العام الجديد 2023 كما أعلن مدير إدارة تخطيط السياسة الخارجية أليكسي دروبينين مؤخراً.
إلى ذلك، أكد رئيس شركة فاغنر العسكرية الخاصة الروسية يفغيني بريغوجين أن تصريحات ممثل مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي حول توريد أسلحة من كوريا الديمقراطية إلى روسيا عبارة عن ثرثرة إعلامية فقط.
ونقلت وكالة تاس عن بريغوجين قوله في بيان اليوم: “لسوء الحظ فإن كيربي يدلي بكثير من التصريحات بناء على التكهنات، والجميع يعلم أن كوريا الديمقراطية لم تزود روسيا بأي أسلحة منذ فترة طويلة، ولم يتم حتى إجراء مثل تلك المحاولات، لهذا فإن الحديث عن إمدادات الأسلحة من كوريا ليس أكثر من تكهنات وثرثرة”.
وأشار بريغوجين إلى أن شركة فاغنر العسكرية الخاصة تشتري الكثير جداً من الأسلحة الأمريكية ولذلك سيسعى محامو الشركة بنشاط لإزالة القيود التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على توريد الأسلحة إلى الشركات العسكرية الخاصة، مشيراً إلى أن الشركة لم تنتهك أبداً قواعد التجارة الدولية عند شراء أسلحة أمريكية.
من جهة أخرى، حذرت لجنة حماية السيادة في مجلس الاتحاد الروسي من أن أعداء روسيا يسعون إلى تقسيمها لمناطق معادية لبعضها البعض وليس تغيير السلطة فيها، معلنة عزمها تعزيز تعاونها مع هيئات السلطات المحلية لإحباط هذه الخطط.
ونقلت وكالة نوفوستي عن اللجنة قولها في تقريرها السنوي: على أساس المعلومات الموجودة تعتقد اللجنة أن الهدف النهائي لأعداء روسيا ليس تغيير السلطة فيها أو تدمير نظامها السياسي بل تدمير وطننا كدولة موحدة من خلال تقسيمه إلى عدة مناطق مستقلة معادية لبعضها البعض وتكون تابعة ومطيعة لواشنطن.
وذكر أعضاء اللجنة في التقرير أن الدول الغربية دعت أكثر من مرة إلى إنهاء ما أسمته “استعمار روسيا” بهدف تحريك الأفكار الانفصالية، مشيرين إلى وجود خطط ملموسة لدى بلدان حلف الناتو تهدف إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والاجتماعي في روسيا عن طريق دعم كل أشكال الانقسام، وباستخدام الشعارات السياسية المناسبة.
في حين، أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن المحاولات الأمريكية لتقويض التطور في روسيا باستخدام سلاح العقوبات محكوم عليها بالفشل.
ونقلت وكالة نوفوستي عن نائب السفير الروسي في واشنطن أندريه ليدينيف قوله تعليقاً على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد موسكو: “إن القرارات غير البناءة للسلطات الأمريكية تواصل دفع العلاقات الثنائية إلى مستنقع عميق”، مشيراً إلى أن واشنطن ترفض بعناد إدراك أن محاولات تقويض التطور التكنولوجي في روسيا محكوم عليها بالفشل، وأنها علاوة على ذلك تؤدي إلى عواقب سلبية خطيرة على دول ثالثة.
وحسب الدبلوماسي الروسي فإن إدراج مؤسسات علمية كبيرة معترف بها دولياً في قوائم العقوبات لا يلبي مصالح الدوائر البحثية الأمريكية وقال: “أعرب العلماء الأمريكيون مراراً وتكراراً عن أسفهم ومخاوفهم بسبب العلاقات المهنية المنقطعة مع زملائهم من روسيا، كما يعاني المجتمع الدولي بأسره من تداعيات ذلك”.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن القرار الأوروبي بوضع سقف لسعر الغاز الروسي أحمق، وأسبابه تعود إلى كراهية الروس وليس إلى المنطق الاقتصادي.
وقال مدفيديف في قناته على موقع تلغرام: “كما هو الحال في سقف أسعار النفط فإن سقف أسعار الغاز لا يمليه المنطق الاقتصادي وإنما الكراهية المريضة لروسيا القائمة على الفكرة الحمقاء المهيمنة بأن الروس هم المسؤولون عن كل شيء”.
ولفت مدفيديف إلى أن اعتماد القرار جاء مع عدد كبير من التحفظات التي سمحت بحظر تنفيذه لدى من يريد من الدول وهذا تحديداً السبب في أنه لن يعمل بشكل فعال.
وشدد مدفيديف على أن هذا القرار معتمد من الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من عجزه عن التأثير على الوضع، واستناداً إلى مبدأ (فلنفعل إذن أي شيء) وهذا هو السبب بأنه تم تحديد السقف عند مستوى كان يبدو قبل عامين مفاجئاً للغاية لجميع المشاركين في سوق الغاز بمن في ذلك متداولو الغاز بالأسعار الفورية.
وختم مدفيديف بالقول: “في نهاية المطاف لا يمكن لأي من المزايدين في بورصة العقود الآجلة تخيل سعر 180 يورو لكل كيلو واط/ساعة حوالي 2000 دولار أمريكي لكل ألف متر مكعب حتى في أسعد أحلامهم أو أسوأ كوابيسهم، ما يعني أن أسعار الغاز ستبقى عند مستوى مرتفع للغاية بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، وبالتالي فإن إفقار المواطنين الأوروبيين العاديين آخذ في الازدياد”.