أخبارصحيفة البعث

لافروف: سلطات كييف غير مستعدّة للحوار

موسكو – تقارير:

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن السياسيين الأوكرانيين الحاليين غير قادرين على التفاوض لأن معظمهم يعانون بشكل واضح من (الروسوفوبيا).

وقال لافروف في مقابلة مع وكالة سبوتنيك اليوم: إن بلاده لن تتحدث مع أي طرف على أساس صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مضيفاً: “من الواضح أن كييف ليست مستعدة للحوار فصيغة السلام التي طرحها زيلينسكي على أساس انسحاب قواتنا من دونباس وشبه جزيرة القرم وزابوروجيه وخيرسون ودفع تعويضات والاعتراف بالمحاكم الدولية هي مجرد أوهام، ونحن لن نتحدث مع أي طرف في ظل هذه الظروف”.

وتابع لافروف: “فور بدء العملية العسكرية الخاصة طلب زيلينسكي الجلوس على طاولة المفاوضات ونحن لم نرفض واتفقنا على الاجتماع مع ممثليه، وعقدت عدة جولات من المفاوضات وكان من الممكن التوصل إلى اتفاقيات مقبولة للطرفين، ومع ذلك فإن عملية التفاوض التي بدأت في شباط الماضي أظهرت افتقار زيلينسكي التام للاستقلالية في اتخاذ القرارات المهمة، وبالفعل في نيسان الماضي بناء على طلب الغرب الذي كان مهتما بمواصلة الأعمال العدائية سرعان ما أوقف المفاوضات وشدد موقفه بحدة”.

إلى ذلك أكد لافروف أنه في حال عادت موسكو إلى العمل المشترك مع الغرب فسيتم ذلك على أسس جديدة وقال: إن “أحد الدروس هو أنه في حال عدنا إلى العمل معاً فسيتعين القيام بذلك على أساس جديد لأن الأساليب القديمة لم تعد تعمل”.

وأشار لافروف إلى أن الغرب حول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى ساحة حرب إعلامية معادية، مؤكداً أن الرئاسة البولندية ساهمت بخفض نتائج عمل المنظمة إلى الصفر.

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن “الغرب ينظر إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على أنها أداة لتعزيز مصالحهم الجماعية، وقد تم تحويلها إلى ساحة معارك دعائية بسبب سياسة بولندا التي ترأست المنظمة في عام 2022 وعبر مواقفها العلنية المعادية لروسيا”.

وحول المفاوضات بخصوص الملف النووي الإيراني قال لافروف: إن بلاده لا ترى أن (نقطة اللاعودة) تم تجاوزها في المفاوضات بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة.

وشدد لافروف على أن اللحظة التي يجب فيها اتخاذ قرار سياسي قد حانت، وأضاف: “الغربيون هم من يستمرون في القول إن كل شيء ضاع، وهم يحاولون مرة أخرى جعل العالم يخشى التهديد الإيراني، إنهم لا يحبون تذكر أن خطة العمل المشتركة الشاملة عملت بشكل جيد حتى قررت الولايات المتحدة بين عشية وضحاها فسخ الاتفاق النووي في انتهاك لالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 في أيار 2018”.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه “من الناحية الفنية وصلت مفاوضات استئناف هذه الاتفاقيات التاريخية إلى مرحلة يتم فيها تحديد المقاربات الرئيسية، وحان الوقت لاتخاذ قرارات مسؤولة وموسكو مستعدة لمثل هذا التطور”، موضحاً أن “البحث عن بدائل لاستعادة خطة العمل المشتركة محفوف بالتصعيد وبسباق التسلح، وقد تكون العواقب لا رجعة فيها”.

وفيما يخص الاتهامات والمزاعم الغربية حول التعاون العسكري الروسي الإيراني أكد لافروف أن “الغرب لم يقدم دليلاً على توريد إيران طائرات مسيرة إلى روسيا”.

زاخاروفا تصف

وفي سياقٍ متصل، صرّحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن مبادرة نظام كييف لعقد “قمة سلام” في مقرّ الأمم المتحدة هي فكرة مجنونة وحيلة أخرى للعلاقات العامة من قبل واشنطن.

جاء ذلك في إفادة زاخاروفا اليوم الخميس، حيث قالت: إن الحديث عن عقد ما يسمى بـ “قمة السلام” في ذكرى بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بمقر الأمم المتحدة، والتي ستساهم، وفقاً لخطة قادة كييف، في تنفيذ الإرهاصات الغريبة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، والتي صاغها فيما يسمى بـ “صيغة السلام” ليست سوى حيلة أخرى من حيل العلاقات العامة من جانب واشنطن، التي تحاول مؤخرا تقديم النظام في كييف في صورة “صانع السلام”.

وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن عما أسماه “صيغة السلام” في نوفمبر خلال قمة مجموعة الدول العشرين في إندونيسيا، وتتضمن 10 خطوات: ضمان السلامة الإشعاعية والنووية في أوكرانيا، أمن الغذاء والطاقة، إطلاق سراح جميع أسرى الحرب، استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، انسحاب القوات الروسية والوقف الكامل للأعمال العسكرية، “استعادة العدالة”، مواجهة الإبادة البيئية، منع التصعيد، تحديد “نهاية الحرب”.

من جانبه علق المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم أمس بأنه لا يمكن إبرام معاهدة سلام مع أوكرانيا دون الاعتراف بإدراج أربع مناطق جديدة إلى الأراضي الروسية، فيما وصف لافروف تكامل الأراضي الروسية بأنه “أولوية مطلقة”.